عبدالعزيز المجيدي
________________
قبل أشهر كان يتحدث عن استعداده للقتال 11 سنة والآن يتحدث عن 7 سنوات، بمقياس عفاش، فقد كانت الأشهر المنصرمة توازي 4 سنوات من الحرب، لذلك لا زال في جعبته سبعاً من ذات السنوات الـ 11 الموعودة!
وفقاً لذات المقياس العفاشي فصموده الحربي المقدر بسبع سنوات قادمة، سيكون أشهرأخرى كالأربع المنصرمة!
عندما يهدد ويتحدث عن مخازن أسلحة وصورايخ بعيدة المدى، فهو يولول عملياً على ماكان بحوزته وأصبح تحت سيطرة ميليشيات الحوثي ومن خلفها الأجهزة الإيرانية.
لكن الهدف الأهم : أن يبدو في صورة من لازال يمتلك أوراق مساومة، ويوجه رسائل بإمكانية عقد صفقة كرغبة شخصية، لكنه عملياً يعمل كوسيلة تهديد إيرانية وسيطة، عوض وسيلتها المباشرة، إبن الكهف الذي ستتراجع تهديداته مستقبلاً وفقاً لمقتضيات طهران والضغوطات الدولية التي تركزت عليها مؤخراً.
المشكلة أنه وهو يحاول إخفاء ضعفه خلف جملة تهديدات، يظهر عاجزاً وعديم الحيلة أمام بطش الميليشيات التي أطاحت بكل مراكزه.
فهو يهدد الرياض، طلباً لصفقة مع دول، لكنه يتملق الحوثي وميليشياته بترديد شعارات وعبارات كلاسيكية للحركة الإيرانية عن أمريكا وإسرائيل !
عفاش الذي كان يهدد دولاً قبل يومين، هوذاته عفاش الذي ظهر قبل شهرين متذمراً من تصرف "حلفائه" وإستئثارهم بالمواقع مع إزاحة أنصاره "بالمخالفة للدستور والقوانين "على حد العبارة المضحكة، وكان وقتها يشتكي بمرارة، لعله أنهاها يومذاك باتصال متوسل " للسيد"!
الأرجح أن عفاش، بات بلا أنياب، ويعيش تحت رحمة شريكه عبدالملك الحوثي، بعد إستحواذ الأجهزة الإيرانية التي تشرف على نشاط الميليشيات على كل وسائل القوة التي بحوزته، بما في ذلك أجهزة الإستخبارات وأهمها جهاز الأمن القومي الذي يديره عبدالرب جفران، أحد أذرع الحرس الثوري شديدة الولاء لإيران في اليمن.
لذلك يبدو زعيم التهريب ،بلا خيارات وأمامه طريقين لاثالث لهما: الإستمرار كأراجوز بيد الحوثي وطهران، لتأدية رقصته الأخيرة كآلة لإطلاق تهديدات الملالي في الإقليم سيما في مايتعلق بالصواريخ بعيدة المدى المطورة إيرانياً .
بإمكان طهران إستخدامه كقفاز للإستمرار بتهديد أمن المنطقة، باعتباره طرفاً فاعلاً في الإنقلاب، مازال قوياً ، كان رئيساً ولديه " جيش"، فتقدم دليلاً للعالم بأن أمن المنطقة لا تهدده إيران، بل طرف داخلي أكبر من قدرتها على ضبطه!
بهذه الطريقة تحقق هدفاً مزدوجاً: الإستمرار في التهديد والتنصل عن تبعاته في نفس الوقت!
أما الخيار الثاني لعفاش، فهو القيام بالدور السابق وإستغلاله بصورة مراوغة كمخرج شخصي للبحث عن أيدي ممدودة تحت الطاولة، وحينها ستكون رصاصة "الرحمة" الحوثية أسبق إليه من أي وسيلة نجاة أخرى.
كان عفاش يعتقد أنه ماكر بمايكفي، للتلاعب بالجميع، كما فعل طيلة فترة حكمه، لكن إيران كانت تتابع خطتها الأكثر مكراً ليغدو عفاش، لعبة لا تصلح حتى للتسلية، لذلك ربما أوشكت لحظة الخلاص منها.
من صفحته بالفيس بوك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق