تقرير فريق المرأة ـ مجموعة الضغط الشبابية ـ عدن
أكثر من 50 % من السكان في اليمن يعيشون تحت خط الفقر، هذه الاحصائية قبل الحرب، اما الان فقد اصبح اكثر من 70 % من سكان اليمن يعيشون تحت خط الفقر على اقل من دولارين يوميا، الفقر لا يخص الرجال وحدهم فأثار الفقر مباشرة وغيرة مباشر على المرأة .
تداعيات الحرب كانت كبيرة على المرأة خاصة في الجانب الاقتصادي، فقد ادى توسع رقعة النزاع وطول وقته الى التأثير السلبي الكبير على الوضع الاقتصادي للمرأة وتعميق مأساتها الانسانية بالمعاناة الاقتصادية.
الحمد لله لم يتم تسريحي من عملي كما حدث للكثير من زملائي علي 25 موظفة في شركة خاصة، تقول انتصار، وتضيف:" لكنني عانيت كثيرا بعد تخفيض الرواتب من ارتفاع اسعار البترول، الذي ادى الى وجود تكاليف اضافية بسبب الارتفاع الكبير في اسعار المواصلات بل واثناء الازمات الشديدة واختفاء وسائل المواصلات اضطررت في العديد من المرات الى ركوب في خانة سيارات الهيلوكس لتنقلني الى مقر عملي بشكل مخجل كل هذا حتى لا اخسر وظيفتي التي اصبحت احد اهم اركان اعالة اسرتي .
بينما تشتكي ام هيثم السمعي من ضعف دخلهم بعد تعطل ابنها يوسف عن العمل في مجال هندسة الكهرباء، تقول:" نحن اسرة كبيرة وابني كان يقوم بهندسة الكهرباء باليومية، ومن حين انقطعت الكهرباء توقف عمله واصبحنا نعيش الوحيد على راتب او العسكري والذي لا يكفي لإعالة اسرة مكونه من ثمانية اشخاص وايجار للبيت، لولا مساعدة اهل الخير لتوفير الغذاء والا كنا في الشارع" .
تنهض خديجه سالم كل صباح لتسير ما يقارب 4 كيلو متر الى مقر عملها في مخبز خاص للأكلات الشعبية لتعيل اسرتها الكبيرة ولتوفر علاج والدتها القعيدة.
خديجة تعاني كثيرا من العمل المتقطع والمدخول الضعيف الذي تضطر غالبا الى بيع المناديل في الجولات، والتسول لتوفر الغذاء والعلاج لأسرتها.
احتياجات الحياة ودور الاغاثة
يذهب الزوج للقتال في الحرب تاركاً خلفه كومة أطفال لا يجدون من يرعاهم سوى تلك المرأة التي تعمل بشتى الطرق على تعويض انقطاع الخدمات العامة، فكم من أم سهرت لتحرس أطفالها في الظلام، وكم من أم نقلت الماء على أكتافها للمنزل لتروي به عطش اولادها او تغطية حاجات البييت.
ومع ازدياد الوضع سوءً، وانعدام الغاز، عملت المرأة اليمنية على توفير نشارة الخشب والحطب أو الاستعاضة ببعض الكراتين او شراء الفحم لاستخدامه كبديل عن الغاز في طباخة ما تسد به جوع أسرتها ونفسها، بسبب تدهور الوضع الاقتصادي، وغياب المعيل عدم توفر مصدر للدخل.
اعلنت الامم المتحدة ان اكثر من 18 مليون من اليمنين يحتاجون الى اغاثة انسانية عاجلة عاجلة، ومعظم المحتاجين من الاسر النازحة من مناطق النزاع.
اسرة نازحه مكونة من خمسة اطفال تعولهم الام جبرتهم الحرب المحتدمة في تعز الى الهروب الى صنعاء بحثا عن الحياة استقر بهم المطاف في دكان لياويهم ، وكان الموت اقرب اليهم واسرع فقد توفت الاسرة بعد صراع مع الجوع في دكانهم الصغير. ويروي سكان المنطقة انهم شاهدوا احد الاطفال يتسول بعض الخبز من احد المخابز في المنطقة قبل يومين من اكتشاف وفاة الاسرة كلها جوعا.
تتحدث اسماء الفضلي ناشطة في مجال الاغاثة عن صعوبة الاعمال الاغاثية بسبب عدم وجود قواعد بيانات وسجلات رسمية لمناطق النازحين واماكن تواجدهم، خاصة الاماكن والتي لا يمكن الوصول اليها لأسباب متعلقة بالانتشار في اماكن مختلفة وعشوائية.
وتضيف الفضلي:" بعض الاسر تحصل على المواد الغذائية والاغاثية من منظمات ومؤسسات مختلفة بسبب سوء التنسيق فيما بين المنظمات العاملة في مجال الاغاثة والبعض الاخر لا يحصل على مساعدات ، ولتكون المساعدات الاغاثية اكثر فعالية يجب ان يتم التنسيق وتوحيد الجهود بين الجهات الاغاثية المختلفة بالتعاون مع الجهات الحكومية لتوفير قواعد البيانات اللازمة لإنجاح عملية الاغاثة.
وتبقى المرأة هي ضحية الحرب الاولى رغم انها لا تشارك في قرار الحرب، لكن تؤثر انعكاساتها بشكل عام عليها، والتردي في الوضع الاقتصادي بشكل خاص على حياتها بشكل مباشر او غير مباشر، وتبقى المتضررة وضحية لجلاد ليست من سجنائه.
المركز اليمني لقياس الرأي العام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق