اخر الاخبار

عدالة المحكمة العليا



مقبل نصر غالب




جعل الله الإيمان باليوم الأخر صمام أمان للمسلم في محاكمة عادلة لا تظلم مثقال ذرة، ليخاف ذلك اليوم من يفكر في الظلم فلا يظلم احدا.


وقد خاب من حمل ظلما، والمظلوم ينال حقه لا يخاف بخسا ولا هظما، وإن المجرم في القتل والذبح والتدمير يود لو يفتدي بافراد أسرته وقبيلته التي تؤويه وتحميه، ولا يستطيع أن يعدل ألف مائة بندق ولا ألف ألي، لا ياتي بعدل من القبيلة ولا يوسط شيخا، ( لا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة).


لا ينفعهم محامون يجهزونهم من الآن (هؤلاء شفعاؤنا عند الله) ولا ينفعهم التحالف والشراكة (ولم يكن لهم من شركائهم شفعاء)، لا ينفعهم حزب وجيش ومناصرون لانهم سيمثلون وحدهم في المحكمة (ولقد جئتمونا فرادي كما خلقناكم أول مرة ) لا تنفعهم الأسر التي طغوا وتجبروا بها ( لن تنفعكم ارحامكم ولا أولادكم ).


لا تنفع الأنساب التي تفاخروا بها وظلموا باسمها( فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتسألون) لا ينفع مال ولا بنون بل يفر المرء منهم كلهم، يبحث له عن محامين تارة (فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا)، وتارة يبحث عن غريمه الذي أغواه وشريكه(فدعوا شركاءهم فلم يستجيبوا لهم)، وتارة يلقي مشكلته علي المسؤولين ( إنا أطعنا سادتنا وكبرءنا فاضلونا السبيلا) ثم يعتذر عن الغواية لكن(لا تنفع الذين ظلموا معذرتهم ولا هم يستعتبون)، ثم يعود وينكر التهم ويحلف الايمان(يحلفون له كما يحلفون لكم)، وتقدم الاثباتات بكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها فإن زاد في إنكاره(شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم) بل (تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم)، وهم أمام قاض عادل عالم بكل شئ(إن ربك يقضي بينهم بحكمه وهو العزيز العليم)، كل هذه الآيات وكل هذا القتل والدمار في اليمن ولا يحسبون لليوم الأخر حسابا ولا العدالة الربانية ولا للمحاكمة العلنية وما يترتب عليها من مصير أبدي؟ وإن المؤمن الذي يقتل مؤمنا متعمدا مخلد في النار مع الكافر والمشرك والمنافق.

ولا من يخاف من هذا المصير .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016