اخر الاخبار

الأمهات النازحات.. من مدن الموت إلى مخيمات المعاناة




ماوية المذحجي*




في مخيمات النازحين بمحافظة إب تتجلى صور شتى من الألم والمعاناة لأمهات غادرن ديارهن قسراً، فراراً من شبح الموت القادم من فوهات البنادق والدبابات والطائرات وبحثا عن ملاذ آمن يقيهن بأس الجوع والخوف ونوائب
حرب طاحنة لا ترحم أحدا.


وتحت وطأة الحرب الدائرة في عدد من المحافظات اليمنية اضطرت مئات الأسر إلى النزوح قاصدة محافظة إب التي استقبلت منذ اندلاع المواجهات المسلحة، وفقا للاحصائيات الرسمية للجنة إيواء النازحين بالمحافظة، ما يقارب 12 الف أسرة، من بينها حوالي 25 أم حامل يتوزعن على مخيمات ايواء النازحين المنتشرة في مدينة إب، وجدن أنفسهن مع اطفالهن وسط أوضاع معيشية وصحية مأوساوية في ظل افتقار مخيمات الإيواء لأبسط متطلبات العيش.


ومعظم هذه المخيمات عبارة عن مدارس ومراكز تعليمية لم يجد أبناء محافظة إب بُداً من تخصيصها لإيواء النازحين الذين قدموا اليهم، رغم الجهود الحثيثة التي تبذلها الجهات الرسمية والأهلية والمنظمات الاغاثية وبعض السكان المحليين في توفير الأجواء والظروف الملائمة لاستقبال تلك الاعداد الكبيرة التي اكتظت بها المخيمات لدرجة باتت العديد من المخاطر تواجه الأمهات والأطفال القابعين في أروقة غرف أعدت
للدراسة وليس للسكن والاقامة.


وتعيش النازحات الحوامل حياة لا تختلف كثيرا عن حياتهن قبل النزوح سوى أن الموت في المخيمات لن يكون بالرصاص أو الصورايخ وانما بأسباب أخرى أبرزها غياب الرعاية الصحية والدواء والتغذية الخاصة والجيدة، فضلا على أن البيئة الصحية المناسبة للأم الحامل منعدمة تماما داخل مخيمات الايواء، إذ تفتقر هذه المخيمات لوسائل التدفئة والتهوية إلى جانب انتشار بعض الأوبئة في أوساط النازحين وهو ما يفاقم معاناة الأم الحامل ويؤثر على صحتها وجنينها وقد يودي بحياتهما معا.ً


ووفقا للإحصائية الرسمية فإن 2% من إجمالي النازحات الحوامل تعرضن للاجهاض بسبب تدني الرعاية الصحية وهنا تبدأ جولة جديدة من المعاناة والمضاعفات إذ تشكو الأم المجهضة من انعدام الغذاء المناسب والدواء فضلا عن صعوبة الانتقال للمستشفيات والمراكز الصحية لتقلي الرعاية اللازمة والعلاج، إلى جانب ان هذه معظم المستشفيات الحكومية اصبحت شبه معطلة جراء انقطاع التيار الكهربائي وانعدام الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية.


ومن تنجو من الاجهاض تتعرض لصنوف اخرى من المعاناة أثناء الولادة نتيجة عدم وجود قابلات يتمتعن بالخبرة الكافية للقيام بمهمة التوليد وتقديم الرعاية الصحية سواء اثناء الولادة أو بعدها ما يؤدي إلى حدوث مزيد من المضاعفات والمخاطر على الأمهات والمواليد على حد سواء.


ومع استمرار مسلسل معاناة النازحين يظل الأمل قائما في اضطلاع الجهات الرسمية والمدنية بدورها المأمول والمفترض في التخفيف من وطأة الألم والاغتراب والنزوح لألاف تركوا منازلهم إلى اجل غير مسمى قد يطول انتظاره وربما لن يكون قريباً.


* المركز اليمني لقياس الرأي العام_ مجموعة الضغط الشبابية ـ إب.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016