اخر الاخبار

أعوام في الهاوية.. عام جديد ولا شيئ تغيير..!!


إدريس الطيار





عام جديد على جسر طويل بين جهتين متحاربتين، يقف فيها الأطفال منشدين أغنية الأمل لحنها الناعم ينسل من بين أصوات البارود والمدافع والانفجارات في قسم حمامة السلام 
لكن رصاصة الفتنة والتي يطلقها قناص جامدة، تصيب جناحها وتدميه.

وتستمر الحرب ويبقى الحال على المحال يوماً بعد يوم، وسنة بعد سنة، واليمن لم يتغير بين العجز والضياع والحروب والكوارث لم يعد يعرف بأنها نهاية عام أم بداية عام جديد.

ومادام اليمنيون عام الف سنة للوراء.. هكذا طوت سنة 2016 أيامها ولياليها ورحلت، ومضت والحال هنا، في اليمن كما هو في عنفه وحصاره ودمويته، وبطشه الذي خوى وخلا من أثر أو بقية باقية في دين سليم، وخلق قويم، أو رحمة أو شيمة أو عرف أو حمية أو نخوة.

ولا تنفعك تئن وتتألم قلوبنا لمرأى تلك المعاناه والصور في تعز وعدن والحديدة وحجة وكل مناطق اليمن.

لنتساءل عام انتهى أم عام جديد لم نعد نعرف شيء نحن انقلبنا على الزمن؟وعدنا إلى الف سنة للوراء.

ومع هذا اليمنيين يودعوا هذا العام رغم أنه لم يأتِ بشيء جميل ودعوا أسماءً يصعب نسيانها، من ضمنها مقاومين وفقهاء وسياسيين ومفكرين ودبلوماسيين وصحفيين، وعمال وأصحاب مبادرات خيرية ناجحة.   
ودع أيضاً اليمنين خلال هذا العام عشرات الأشخاص من قضوا في حوادث عدة منها حوادث السير المرعبة والجرائم البشعة، أو بسبب الأمراض والحصار والقصف والجوع والمرض التي تفرضه اطراف الصراع بحروبها لدامية، 
ونقول وداعا لهذا العام الذي خسرنا الكثير.

شعب مكنوب وحالات انسانية صعبة وكارثية.. وداعاً هذا العام. 

الآلاف شردوا ونزحوا هروبا حفاظاً على أرواحهم، والآلاف قتلوا والآلاف جرحى ومعاقين مدى الحياة والآلاف جوعى والآلاف مرضى.

الآلاف من المشاريع وقفت، الآلاف من العاملين عطلوا الآلاف بلا رواتب تعطلت أرزاق اليمنيين بسبب الحصار المفروض منذٌ عامين وبغير مبرر. 

نعم انتهى هذا العام وانتهت أعوام كثيرة من قبله ولكن صداها سيرنّ طويلاً في داخل الأفراد اليمنيين الذين عايشوها، ويعيشوها الآن، لذلك - ربما - يمتلئ الأدب اليمني بروايات عن الحروب وآثارها في 2016 ومن عام2011.

العام الذي لم يغير مجرى الأمور الى الأفضل كما ظن اليمنيون، إنها الأحداث التي لا يمكن نسيان هولها وفظاعتها ووحشيتها، والحرب المدمرة التي التهمت اليمن خلال هذه الأعوام. 

لنتساءل ما الذي سيتحق في عام2017م؟.

مادام رحلت عنا سنة ٢٠١٦، وما قبلها ونحن على حافة الهاوية. 

2016م عام لا يكاد أن يخلوا من ذكر، ولو بسيطاً، سنة لم تترك  ندوبها على أرواح من عاشها فقط، بل ستمتد معنا أحداث  إلى أجيال لاحقة، بل ستتسرب إلى ذاكرة الطفولة الذين فقدوا آباءهم ودمر مستقبلهم. 

الآلاف من المهجريين والمشردين لم نعرف مصيرهم لن تعيدهم ٢٠١٧ إلى الحياة الطبية ولن يولد الشعب من جديد ولن يخلق السلام ولن يعود السلام، الشعب الذي يعذب ويهان ويعذب ويعاني بلا ذنب له بل في رغبة أطراف الصراع التي ترى أن تحكمهم بالقوة. وبالعذاب. 

عام جديد نعم والمزيد من القتلى والجرحى والمهجرين والمشردين وتزداد معاناة شعبٍ لا ذنب له إلا رغبة في الحرية والكرامة، وتحرير البلاد الشعب الذي رفض الذل فأراد أن يُولَد من جديدٍ، جرائم قتْلٍ وتشريدٍ، ودماءٍ وأشلاء، وحرمات تُنتهك، وتحريك لأسلحة حربٍ ثقيلة لحرب شعبٍ شِبه أعزلَ، أعمى البصر والبصيرة. 

كيف سيعيش المحارب والمشارك في في الحرب بعد أن يضع سلاحه ويعود إلى الحياة الطبيعية، وما هي الآثار التي تركها العام الذي رحل عنا؟ وما هى الآثار  التي تخلّفها الحرب عليه ؟ وكيف تتركه مشوّهاً ومعطوباً من الناحية النفسية؟، فيعيش حياةً معذبة دون أن يستطيع الهروب منها، حاله كحال من يقف على حافة هاوية، "عندما تقع في الحفرة.. انتهيت! خلص، مت، ارتحت. 

ولكن، عندما تفكر بالموضوع وجدت أن الهاوية لا تعني الراحة أبداً. 

على العكس تماماً، هي تعني هذا الذي يقف على الحافة فوق وينظر إلى الأسفل. والحفرة التي ينظر داخلها عميقة جداً.. يعرف أنها ستبتلعه لا محالة، لكن لا يعرف متى سيحدث ذلك ؟.. متى سيتحطم جسده ؟ هذا هو المخيف في الأمر، أن تكون مجبراً على النظر إلى الأسفل طيلة الوقت، بينما تنتظر لحظة السقوط.. 

فهذا هو عام2017 الجديد..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016