محمد المياحي
صباحُ الخير من شبام كوكبان، أنا الآن في قلب المدينة.. على تلِّ صغير أقفُ بلا أجنحة ولا كلمات.. وهناك في الأفق القريب جبلُ باسطُ كفيه في الفضاء يرفعُ السماء بعينية المصكوكتين من الرملِ والماء..
يقفُ الجبل ويحمي خاصرة الكوكب من السقوط، يمنح المارة مرآيا يتَلمّعون بها، ثم يهتف: هذه اليمن أيٌّها الزائرون..!
يُدعى الجبل كوكبان..!
يا للصباحات الزاهرة في مدن التأريخ..
قلتُ :أنا غريبُ يا جبل، تُفزعُني عينيك!
قال لي: تعال أمنحُك قرصاً من الضوء وً بحيرة من الكلمات تستحمٌّ بها وتصعَد..
اِصعدُ على كتفي يا غريب، ثم دُسَّ يديك في جيوب الله واستخرج لك رغيفُ من النور وقهوة وقليل من الرٌطَب..!
هبني جناحين أصعدُ أعلى
تعال نطيرُ، لماذا السكون يا جبل ما دمتَ تملكُ القدرةَ على الطيرانِ؟
أطعمني قصائد الشموخ يا جبل..
أقرضني درهماً أبتاعُ به كيلو حرية واحد..
الآن يا جبل، حيث لا حرية هنا ولا خبز ولا بقايا كرامة..
أتدرون: إن المرء لا يجرؤ على اخراج هاتفه وإلتقاط صورة واحدة هنا، إن العصابات تحكمُ كوكبان، وإن مدينة الأجداد تحتضر..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق