اخر الاخبار

عن وضع إقتصادي معزول عن العالم "2".. رحيل رجال الأعمال


ياسر المياسي


قلنا في المقال السابق إن النشاط الاقتصادي شبه مختفي وأن معظم رجال الأعمال قد رحلوا إلی الخارج،  وأن ما يتم الآن في الأسواق هي انشطة عادية لحركة البيع والشراء الضعيفة.


إستمرار المشكلة اليمنية دفعت برجال أعمال جدد شدوا احزمتهم واللحاق بمن سبقهم، كما سبب استمرار الوضع المدمر لليمن التفكير الجدي والصارم لتجار عديدين إلی فتح شركات لهم في الخارج لتأسيس وضع مستقر دائم، فتوجه بعضهم إلی دبي والبعض توجه إلی إثيوبيا وجيبوتي والسعودية ومصر والقليل منهم ذهب إلی بعض الدول الأوربية، وخريطة سفرهم تحددها بلا شك مواقع ودايعهم البنكية القديمة ! والتي وضعت لمواجهة مثل هذه الظروف والأحوال القاسية، والحقيقة أن معظم النشاط التجاري في اليمن كان لأجل كبر سوقه وتحقيق أرباح منه، أم فائض الدخل والارباح فكانت تذهب وتحول بالعملات الصعبة إلی ودائع في بنوك مختلفة من العالم !! والاسباب لذلك تحتاج إلی الكثير من النقاش، غير أن  أبرز الأسباب كانت تتمثل في غياب مناخ الأستقرار الاستثماري المطلوب، وكذلك سبب الازدواج غير المشروع للتجارة بالسياسة  والذي خلق وضعا مشوها للاقتصاد لا يمت للتنمية والمسؤولية الاجتماعية بصلة، لكن ليس أسوأ من هذه المرحلة التي ارتبك فيها الوضع الاقصادي تماما وصرنا نعيش فترة الاقتصاد الصفري. 


ومع مرور كل هذا الوقت العصيب ترسخ اليقين لدى محركوا الإقتصاد اليمني أن اليمن لم تعد مؤهلة للاستقرار وممارسة الانشطة الاقتصادية بشكل كلي  فسنوات من الأزمات والحروب والمعظلات جعلت معظم المراكز الرئيسية لمؤسسات عديدة هنا في اليمن تتحول إلى فروع هامشية تخنق كل يوم بتصرفات لا مسؤلة !! 


الأكيد أن القطاع الخاص يخوض تجربة قاسية وصعبة ومرحلة استثنائية لم يكن مستوعبا ومستعدا لها، لقد صدم فعلا بكل المتغيرات التي نالت منه ومن الجميع، لكن ما يجدر الإشارة إليه أن محركوا الاقتصاد اليمني يخوضون تجربة حقيقية لإثبات أنفسهم في دولا مختلفة، تتمتع بقدر عليا من الحوكمة والشفافية والبيئة النظيفة المؤتية للاستثمار، يخوض معظم رجال الأعمال في الخارج الآن التحول القيصري لنشاطهم ولتغير أفكارهم، وفي اعتقادي لن ينجحوا جميعا، بل القليل منهم من سيحقق النجاح، من كان يرسخ في عمله العمل المؤسسي واحترام الكفاءات العلمية. 


في لقاءات ومحادثات شخصية عابرة وقصيرة، صرح العديد من أرباب البيوت التجارية الكبيرة الراحلين إلی الخارج: أن اليمن كانت أفضل لهم بكثير، وهو أمر طبيعي لقولهم ذلك فبقدر ما كانوا يتعرضون للابتزاز، فقد تمتعوا بمساحات كبيرة من التسهيلات التي جلبت لهم الكثير من المميزات والارباح، وكذلك جلبت لهم فيض من الإحترام والتقدير خصوصا من سلطات الدولة التي تماشت مع القطاع الخاص بقدر كبير من المرونة، لذلك يبرر كل تذمرهم وانفعالهم وسخطهم بسبب إرتباكهم، أنهم يخسرون الآن في كل الجوانب، فالوقت هنأ يمضي دون بصيص أمل لهم، وهناك حيث ما حطوا رحالهم، مازال الكثير من العمل أمامهم للتعود وملائمة الوضع الجديد المفروض عليهم قسرا، كما قلنا أنهم يخضون تجربة جديدة فيها الكثير من التحديات، لكنها بلا شك تجربة ستغيرهم إلی الأفضل مهما كانت الصعوبات أمامهم.

                  


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016