اخر الاخبار

التدخل الإيراني يطيل أمد الحرب في اليمن



أبو بكر اليماني من صنعاء
 =============

قال مسؤولون ومحللون يمنيون إن تدخل إيران المستمر في شؤون اليمن وتهريبه السلاح إليه، هما عاملان يطيلان أمد الحرب في البلاد ويزيدان من معاناة الشعب ويشكلان خرقاً لقرار حظر دولي.

وأكدوا أنه لوحظ تهريب إيران السلاح إلى اليمن في أوقات مختلفة، رغم حظر السلام المفروض بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 2216.

وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية اليمنية عبدالملك المخلافي خلال القمة الـ 17 لحركة دول عدم الانحياز التي عقدت يومي 17 و18 أيلول/سبتمبر في فنزويلا، إن "إيران ما برحت تتدخل في الشؤون الداخلية للجمهورية اليمنية وعليها أن تكف عن مثل هذه التدخلات السافرة".

وفي كلمة ألقاها في 23 أيلول/سبتمبر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أكد الرئيس عبد ربه منصور هادي "الفشل المحتم للمشروع التدميري الذي تقوده إيران في اليمن عبر مرتزقتها"، بالرغم من التحدي الذي يشكله ذلك.


وشدد على أن القوات اليمنية "لم تكن من أطلق الرصاصة الأولى" في الحرب القائمة حالياً، مشيراً إلى أن البلاد "طالبت مطولاً بوضع حد لكل المآسي التي دمرته على مدى السنوات الخمسين الماضية بسبب الحكومات الفاسدة والسيطرة الأنانية على الثروة الوطنية وسلطة الدولة".

وذكر أن ذلك أدى إلى حالة التوتر والمظاهرات الشعبية التي حصلت منذ سنتين، مضيفاً أن في ذلك وقت وكما هو الوضع الآن، "عرقلت إيران كل التدابير المتخذة" لتطبيق قرارات الأمم المتحدة والمبادرات التي وضعها مجلس التعاون الخليجي.

خرق الهدنة لتهريب السلاح

ومن جانبه، قال عبدالسلام محمد مدير مركز أبعاد للدراسات الاستراتيجية، إن "إيران استغلت فترات الهدنة التي يعلنها مبعوث الأمم المتحدة في اليمن من أجل إدخال المساعدات لتهريب السلاح إلى حلفائها في اليمن".

وأوضح للمشارق أنه خلال فترة الهدنة التي أعلنتها الكويت، تم إيقاف العمليات الجوية التي ينفذها التحالف، في حين استغلت إيران هذه الفترة لتسليم مضادات الدروع وأسلحة أخرى إلى الحوثيين.

ولفت إلى أن هذه الأسلحة هي من النوع نفسه كتلك التي تصنّعها إيران ويملكها حزب الله في لبنان، مضيفاً أن العديد من الخبراء أكدوا أن هذه الأسلحة مصدرها إيران.

وذكر محمد أن الحرس الثوري الإسلامي الإيراني زوّد الحوثيين بالسلاح عبر طرق متعددة خلال فترة الهدنة، أهمها "عمليات تهريب عبر الساحل الطويل بواسطة قوارب صغيرة".

وأشار إلى أن الحرس الثوري الإيراني يسلّم السلاح إلى الجزر المجاورة نظراً لطول الساحل اليمني على البحر الأحمر والعربي، ذاكراً أن لإيران أيضاً تواجد عسكري في مضيق باب المندب وخليج عدن.

وأوضح أن إيران "استغلت هذا الموقع لنقل الأسلحة بشكل مجزأ ومفكك إلى الجزر المتناثرة في هذه البحار".

وتابع أنه من هناك، تقوم عصابات التهريب بنقل السلاح إلى الداخل اليمني وتسلّمه عبر وسائل تجارية مختلفة وبالتعاون مع فصائل تعمل في الموانئ مقابل رسم مالي.

وذكر أنه غالباً ما يتم تهريب السلاح إلى داخل البلاد ضمن شحنات غذاء أو شحنات تجارية أخرى.

خرق للقرار الأممي رقم 2216

وأكد محمد أن النظام الإيراني خرق قرار الأمم المتحدة رقم 2216 بتدخله في النزاع اليمني.

وأوضح أنه "تم مؤخراً استخدام أسلحة نوعية من صناعة إيرانية، ويشمل الدعم الإيراني التحريض الإعلامي والتصريحات والتهديد لدول الجوار".

وتابع أن "إيران تحاول تطويق دول الخليج بميلشياتها من الشرق في العراق ومن الشمال في سوريا ومن الجنوب في اليمن"، وذلك بهدف إحداث حالة فوضى وإسقاط الدول لإضعاف دول الخليج.

وأشار إلى أنه يمكن ملاحظة ذلك "من خلال الحروب والفوضى في اليمن والعراق وسوريا ولبنان، إذ تسعى إيران إلى إثارة النعرات المذهبية والمناطقية لإطالة الحرب".

وذكر أن هذه الحروب الطائفية والمناطقية ستسمح لها بالتدخل في شؤون هذه الدول من خلال فصائلها المسلحة.

واختتم حديثه بالقول إن "ما هو واضح أن تدخلات إيران في المنطقة أدت إلى اشتعال الحروب في كل مكان وهو ما قوّض السلام والأمن الإقليمي والدولي".

ʼإشعال المنطقةʻ

بدوره، قال الخبير الاستراتيجي عدنان الحميري للمشارق إن "إيران تعمل من أجل مصلحتها الخاصة وتشعل المنطقة في الحروب عبر حلفائها المحليين في كل من العراق ولبنان واليمن".

وأضاف أن الدعم العسكري الذي تقدمه إيران للحوثيين وتزويدهم بالسلاح "لم يعد خفياً، خصوصاً بعد ضبط قوات التحالف شحنة أسلحة وشحنتين أخريين قبل ذلك".

وتابع الحميري أن "إيران تدير حرباً بالوكالة في اليمن من أجل مصالحها وتحاول إيجاد نفوذ قوي لها في اليمن"، علماً أن الأمر نفسه يحصل في العراق ولبنان وهو ما سيعمل على تقويض أمن واستقرار المنطقة كونه يغذي الطائفية.

وفي هذا الإطار، قال المحلل السياسي طارق الزريقي إن الحدود البحرية اليمنية الممتدة من البحر العربي وخليج عدن جنوباً إلى البحر الأحمر غرباً، تسهّل عملية تهريب السلاح والبشر إلى اليمن.

وأشار الزريقي في حديث للمشارق إلى أنه تم ضبط ثلاث عمليات تهريب للأسلحة في بحر العرب وخليج عدن، وفق ما جاء في تقرير أعدّه خبراء الأمم المتحدة وقُدم إلى مجلس الأمن في آب/اغسطس الماضي.

وختم قائلاً إن التقرير وجد أن بعض هذه العمليات "لها علاقة مباشرة بإيران".

المصدر موقع المشارق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016