اخر الاخبار

جهود أممية لإنهاء الصراع في اليمن.. وإيران تكرم الحوثي





وكالة أرصفة للأنباء/ تحقيق
 ===============

تصاعدت حدة القتال بعد جبهات في اليمن، وسط جهود دولية من قبل المبعوث الأممي للتوصل إلى هدنة وحل سلمي في البلاد، فيما كشفت إيران عن دورها علاقتها القوية بجماعة الحوثيين عبر تكريم عبد الملك الحوثي بما يسمى جائزة المقاومة.

الوضع الميداني
وعلى صعيد الوضع الميداني، أعلن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية دخول قواتهما إلى مركز مديرية الغيل، جنوب غربي محافظة الجوف بعملية عسكرية استغرقت عدة ساعات.

وقال مركز الجوف الإعلامي للجيش الوطني: "إن عملية عسكرية واسعة للجيش الوطني والمقاومة مسنودة بطيران التحالف العربي بدأت فجر السبت لتحرير ما تبقى من مديرية الغيل في محافظة الجوف شمال اليمن".


وذكر المصدر لـ"المصدر أونلاين"، أن القوات الحكومية اقتحمت القرية بعد السيطرة على نقطة شواق، وبعد عملية عسكرية أطلقها الجيش صباح اليوم، لتحرير ما تبقى من منطقة الغيل، التي تُعد معقلاً للحوثين.

وأضاف بأن عناصر القوات الحكومية والمقاومة يُطلقون النار في الهواء في هذه اللحظات (10 صباحاً) في الهواء، تعبيراً عن فرحتهم بعملية الاقتحام التي كانت "خاطفة" حسب وصفهم .

فيما قال سكان محليون: إن وتيرة القصف الجوي تصاعدت خلال الساعتين الماضيتين؛ حيث شنت المقاتلات الحربية 10 غارات على معسكر ألوية الصواريخ، في فج عطان جنوب العاصمة صنعاء.

وذكر السكان لـ"المصدر أونلاين" أن مقاتلات التحالف قصفت في ساعات الصباح، المعسكر بثلاث غارات، ثم شنت 7 غارات على ذات الموقع العسكري.

وتصاعدت أعمدة ادخان من الموقع المستهدف، في الوقت الذي دوّت الانفجارات بشكل عنيف. وكانت المقاتلات الحربية قد شنت أكثر من ثلاث غارات جوية على معسكر النهدين جنوب المدينة.

وخلال الثلاثة الأسابيع الماضية، جددت المقاتلات الحربية قصفها على مواقع عسكرية في المدينة؛ حيث قصف المقاتلات معسكرات الخرافي والفرقة الأولى مدرع والتسليح العسكري وقاعدة الديلمي الجوية.

وفي تعز أعلن الجيش الوطني والمقاومة مقتل 16 من ميليشيات الحوثي وصالح في معارك وقصف لمقاتلات التحالف.

الجيش الوطني والمقاومة سيطرا على تلتي السوداء والخلوة وجبل المنعم بالكامل وأجزاء من منطقة مدرات بعد هجمات مكثفة، كما تمت السيطرة على مواقع عدة في الزنوج وتلة الكمبتين في الجهة الشمالية.

وفي جبهة ميدي شن الجيش الوطني هجوماً مباغتاً على مواقع الحوثيين شمال المدينة، وتدور معارك عنيفة بين الطرفين وسط قصف مدفعي مكثف ومشاركة من طيران التحالف.

وفي شبوة تجري مواجهات عنيفة وقصف متبادل في جبهة عسيلان، كما تدور اشتباكات في جبهة مجبجب.

كما أفادت مصادر المقاومة الشعبية في محافظة مأرب باليمن، أنه تم القبض الليلة الماضية على شاحنة محملة بالأسلحة المهربة كانت في طريقها إلى ميليشيات الحوثي.

المصادر أكدت أن قوات مشتركة من الجيش والمقاومة ضبطت شحنة الأسلحة في نقطة أبو جمب في طريق صافر - العبر، وهي مكونة من صواريخ حرارية وذخيرة كانت على متن قاطرة نقل بضائع ومغطاة بمواد إلكترونية قادمة من معبر الصرفيات الحدودي مع سلطنة عُمان.

فيما أفادت مصادر محلية، أن قتلى وجرحى سقطوا، اليوم السبت، جراء تفجير انتحارية عنيف، هز مدينة عدن، عاصمة اليمن المؤقتة.

وقال شهود عيان: “إن حزامًا ناسفًا يرتديه انتحاري، انفجر عن طريق الخطأ، بالقرب من فرزة الخساف بحي كريتر مخلفاً عدد من القتلى والجرحى”.

وانسحبت عناصر من تنظيم القاعدة في محافظة أبين، جنوب اليمن، من مناطق متفرقة من بلدات المنطقة الوسطى بالمحافظة، إلى جبال بلدة جيشان، المحاذية لمحافظة البيضاء، من جهة الشرق، بعد توسع عمليات قوات الحزام الأمني ضد التنظيم.

وقال شهود عيان في بلدة جيشان، لـ "إرم نيوز": إن قرابة ست سيارات دفع رباعي، اتجهت نحو البلدة، وعلى متنها عدد من مسلحي القاعدة، قادمين من بلدات لودر، العين، مودية، التي دخلتها قوات الحزام الأمني قبل أسابيع.

وتوقعت مصادر محلية أن تحدث حالة صدام بين عناصر القاعدة، وقبائل جيشان، المناهضة للتنظيم.

المشهد السياسي

وعلى صعيد العلاقات بين إيران والحوثيين، كرمت القيادة الإيرانية في طهران زعيم المتمردين الحوثيين عبدالملك الحوثي الموالي لها، وقدمت له جائزة شخصية ما يسمى بالمقاومة للعام 2016.

وقام بتقديم الجائزة اللواء محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري الإيراني والعميد محمد رضا نقدي قائد قوات التعبئة الباسيج والعميد مهدي جمران، فيما حضر عن زعيم المتمردين الحوثيين لاستلام الجائزة عبدالله المرواني. يذكر أن نقدي وجعفري اثنان من أكثر العسكريين الإيرانيين دموية في مواجهة الاحتجاجات داخل إيران لا سيما عام 2009.

هذا وذكرت وكالة تسنيم الإيرانية أن الجائزة قدمت في ختام "مهرجان فيلم المقاومة الدولي الـ14 في طهران"، وخلال العام الماضي 2015 تسلم نفس الجائزة زعيم ميليشيات حزب الله اللبناني حسن نصر الله.

وهذا التكريم يشير إلى الارتباط الوثيق بين الحرس الثوري الإيراني والميليشيات الانقلابية في اليمن. ورغم أن طهران تنفي إرسال السلاح للانقلابيين، لكنها تؤكد على دعم الميليشيات المعارضة في البلدان المجاورة تحت عناوين ثورية تخدم مصالحها التوسعية في البلدان المجاورة.

وفي اعتراف واضح قال المستشار العسكري للمرشد الإيراني علي خامنئي، مير حسين فيروز آبادي قبل يومين: إن "إيران لم تسلح (الحوثيين) ومهمتنا هي تدريب الشعوب وإعطاؤهم الاستشارات ليصبحوا أقوياء من الداخل"، حسب تصريح رئيس الأركان السابق للقوات المسلحة الإيراني لوكالة "تسنيم".

رغم ذلك تكشف وكالة إيرانية رسمية وشبه رسمية مثل "إيرنا" و"تسنيم" و"فارس نيوز"، بين الحين والآخر عن صواريخ زلزال الإيرانية الصنع، تطلق من الأراضي اليمنية ضد مناطق في الحدود السعودية.

وأعلنت البحرية الأمريكية مطلع مايو الماضي ضبط شحنة أسلحة أثناء اعتراض سفينة بحرية إيرانية في بحر العرب كانت في طريقها إلى الحوثيين في اليمن.

وفي سياق آخر، أكدت مصادر أكاديمية يمنية أن جامعة صنعاء التي تسيطر عليها ميليشيات الحوثي الانقلابية وضعت اللمسات الأخيرة لافتتاح قسم لتدريس اللغة الفارسية يتبع لكلية اللغات والترجمة بالجامعة.

وأوضحت المصادر أن رئاسة الجامعة أصدرت قبل أيام قليلة قراراً بإنشاء القسم، كما دشنت على الفور عملية القبول والتنسيق للطلاب المتقدمين للالتحاق بالدراسة في القسم.

ونوهت إلى أن الإعلان الرسمي عن تدشين قسم اللغة الفارسية عبر وسائل الإعلام التي يمتلكها أو يسيطر عليها الحوثيون سيتم بالتزامن مع بدء الدراسة أواخر أكتوبر الجاري، وفي حفل إشهار من المتوقع أن تحضره قيادات ميليشياوية، إضافةً إلى القائم بأعمال السفارة الإيرانية بصنعاء.

الوضع الإنساني

وعلى صعيد الوضع الإنساني، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف"، أن أكثر من 5 ملايين طفل يمني معرضون لأخطار صحية، مشددة على أن النظام الصحي في اليمن بحاجة "للوقوف على قدميه" بأسرع ما يمكن.

وأوضحت المنظمة - في تقرير صدر اليوم الجمعة في جنيف - أن ما يصل إلى 2.5 مليون معرضون لخطر الإصابة بالإسهال كما أن ما يصل إلى 1.3 مليون معرضون لخطر التهابات الجهاز التنفسي الحادة إضافة إلى 1.5 مليون طفل يعانون من سوء التغذية و370 ألفًا يعانون من سوء التغذية الحاد.

وأضافت المنظمة أنها أنهت مع شركائها حملة نفذت خلال الفترة من 24 إلى 29 سبتمبر الجاري للوصول إلى الأطفال والنساء في اليمن مع خدمات الصحة والتغذية لإنقاذ الأرواح مع استمرار الصراع، وقالت المنظمة: إن أكثر من 600 ألف طفل تحت سن الخامسة وأكثر من 180 ألفا من النساء الحوامل والمرضعات تم مدهم بمجموعة من الخدمات الصحية والتغذية والتطعيم ومكملات الفيتامين إضافة إلى خدمات الكشف عن سوء التغذية وعلاج التهابات الطفولة فضلًا عن الرعاية قبل الولادة وبعدها للنساء.

ولفتت المنظمة على لسان جوليان هارنس ممثلها في اليمن إلى أنها استخدمت في تلك الحملة أكثر من 34 ألفًا من العامليين الصحيين، إضافةً إلى 880 مشرفًا ومراقبًا انتشروا في 333 منطقة يمنية باستخدام كافة أنواع وسائل النقل ومع زيادة عدد مرات القيام بالتوعية في كافة أنحاء البلاد وبخاصة الأماكن التي يصعب الوصول إليها بسبب صعوبة التضاريس.

وقالت يونيسيف: إن هذا التوجه جاء في وقت حرج بعد أن ترك الصراع في اليمن النظام الصحي والتغذية في حالة يرثى لها، وبما يعرض حياة الملايين من الأطفال والنساء عرضة للخطر.

وأكدت يونيسيف أن حملات التوعية لا تستطيع وحدها تلبية الاحتياجات الطبية للسكان، كما لا يمكن استمرارها لفترة طويلة، لافتة إلى أن وزارة الصحة اليمنية أعلنت أن تكاليف التشغيل لنظام الرعاية الصحية الأولية قد نفدت، بما يعنى أنه لن يكون ممكنا نقل الإمدادات الطبية بما في ذلك الأدوية من المخازن إلى المناطق النائية كما لن يكون هناك كهرباء ووقود لتوفير الطاقة لثلاجات تخزين اللقاحات والادوية الحساسة للحرارة.

المسار التفاوضي:
وعلى صعيد المسار التفاوضي، يصل المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إلى الرياض للقاء الرئيس عبدربه منصور هادي في إطار جولته الجديدة بالمنطقة، على أن يتوجه بعد يومين إلى مسقط للقاء وفد الانقلابيين.

ويحمل ولد الشيخ أحمد إلى الرياض ملفي المشاورات السياسية ووقف الأعمال القتالية، كما يقول المتحدث باسمه شربل راجي، الذي أكد أن أبرز أجندات الزيارة التوصل إلى اتفاق هدنة 72 ساعة، كما اقترح جون كيري.

وقال راجي: إن المشاورات السياسية مبنية على التوصيات الصادرة من مشاورات الكويت ويبنى عليها للتوصل إلى حل سلمي للأزمة.

من جانبها، ذكرت مصادر يمنية أن المبعوث الأممي يحمل معه مبادرة تتوج المشاورات السابقة في سويسرا والكويت، وأن هناك مشروع حل سياسي متكاملًا سيعرض على الأطراف اليمنية في غضون الأيام القليلة المقبلة، ويتضمن توقيع الاتفاق في الكويت.

كذلك توقعت مصادر يمنية ألا تكون هناك مشاورات مباشرة بين الأطراف اليمنية في المرحلة المقبلة، وأن هناك صيغة حل دولية تقضي بانسحاب الحوثيين من العاصمة صنعاء ومحافظات تعز وإب والبيضاء كمرحلة أولى يتبعها تشكيل حكومة وحدة وطنية، وتسليم السلاح إلى طرف ثالث محايد.

وأوضحت المصادر أن المشاورات عبارة عن جولات للمبعوث الأممي وسفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، الذين يتولون تقاسم المهمات والتفاوض مع الأطراف كافة، على أن تعقد جلسة مباشرة ستخصص للتوقيع على صيغة الاتفاق النهائي في الكويت.

المشهد اليمني:
الصراع في اليمن وسط جهود أممية من أجل هدنة في اليمن، وتشير الأوضاع على الأرض إلى أن السلاح صاحب الكلمة الأولى في رؤيته وقراره على الفرقاء اليمنيين، في وقت وضعت تواصل جهود المبعوث الدولي من أجل التوصل إلى حل سياسي في البلاد.

المصدر بوابة الحركات الاسلامية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016