اخر الاخبار

المجتمع اليمني يحتضر




الدكتور أحمد المخلافي
============
 
في بيان لها نشرته على موقعها الالكتروني.. منظمة الصحة العالمية تناشد المجتمع الدولي توفير دعم عاجل للحيلولة دون انتشار وباء الكوليرا (الإسهال المائي الحاد) في اليمن.

وأوضحت أن استمرار الصراع في اليمن أدى إلى عدم تمكن حوالي ثلثي السكان من الحصول على المياه النظيفة وخدمات الإصحاح البيئي، خصوصاً في المدن، ما أدى إلى ازدياد خطر الإصابة بالكوليرا.. وأصبح الوضع الصحي أكثر تعقيداً مع استمرار تدهوره وضعف قدراته في مواجهة وباء الكوليرا بسبب شح الموارد.. ونتيجة لنقص الكوادر الطبية والأدوية والمستلزمات الطبية، فإن (45%) من المرافق الصحية في اليمن فقط ما تزال تعمل بشكل كلي..

ولهذا فإن خطة مكافحة الكوليرا تتطلب توفير (22.35) مليون دولار لمجموعتي الصحية والمياه، منها (16.6) مليون دولار مطلوب توفيرها عاجلاً.. وأنها قد سُجلت (340) حالة مشتبهة بإصابتها بالكوليرا حتى الآن، منها (18) حالة مؤكدة في محافظات: (تعز والحديدة وصنعاء والبيضاء وعدن ولحج).

وأشارت إلى أن أكثر من (7.6) مليون شخص يعيشون في مناطق متأثرة بمرض الكوليرا.. كما أن أكثر من ثلاثة ملايين نازح معرضون بشكل خاص لخطر الإصابة بالكوليرا.. لافتة إلى أن الظروف الصحية للسكان تفاقمت نتيجة نقص الغذاء وازدياد حالات سوء التغذية، وانعدام فرص الحصول على خدمات صحية ملائمة.

وأكدت إنه في حال لم يُستجب للوباء سريعاً، فمن المحتمل أن ترتفع حالات الكوليرا، مع ظهور أكثر من (76,000) حالة إضافية في (15) محافظة، بما فيها أكثر من (15,200) حالة بحاجة إلى تلقي العلاج.

التعليق:

هناك قول مأثور يشير إلى أن الله لا يجمع بين سوأتين.. ونضيف: إن هذا القول يستثني اليمن.. فقد اجتمعت فيه وابل من السوأت معاً وفي وقت واحد: حروب خارجية وداخلية مترافقة مع غياب الأمن.. وانتشار البطالة.. واتساع رقعة الفقر.. وتهديد مباشر لشبح المجاعة.. وتفشي الأمراض العضوية المستوطنة والمستعصية في ظل غياب شبه كلي للخدمات الصحية، وإن وجدت أحياناً فإن وجودها هذا عادة ما يكون باهتاً، ويفتقد للفعالية والجودة.. فضلاً عن تزايد حالة التشوهات النفسية الفردية والجماعية.. وتدني مستوى الحياة إلى أسوأ حالاته ولا تلوح في الأفق أي محاولات لتخفيف شدة الوطأة من قبل أي جهة رسمية أو شعبية.. داخلية أو خارجية.. وإن وجدت فإن جهودها غير منظمة.. ولا تصل خدماتها للمستفيدين المفترضين!.

باختصار الشعب اليمني يعاني من كل ذلك وغيره الكثير.. وكأنه في مصحة نفسية بلا أسوار.. وبدون أطباء أو وقاية أو علاج.. وبدون أمل في الشفاء!.

ومن الأمور التي تبعث على الخوف والغضب والحنق والخيبة واليأس معاً.. ذلك المقطع من فيديو تم نشره في وسائل التواصل الاجتماعي لامرأة مسنة وقد هدها الإعياء ومسها الجوع، وهي جالسة بحسرة وعجز تحت أشعة الشمس الحارقة، تتأمل في بقايا فتات من طعام مرمي على الأرض، وتحاول مترددة الأكل منه، لكن الجوع الكافر كان أقوى من قدرة احتمالها على الصبر، فمدت يمناها وبدأت بالأكل، ثم بعد فترة قصيرة تبتعد عن الفتات وتتكئ على درج جانبي، وكأن ذاتها منعتها من اكمال ما تعتقد أنه مهين لآدميتها.

وكذلك ما نشاهده كل يوم من حالات وفاة لأطفال من الحديدة جوعاً.. وموت أطفال ونساء وشيوخ عزل في منازلهم بتعز قصفاً.. وتوزيع الموت المجاني من طائرات ووسائل وأدوات الموت المختلفة في مجالس العزاء والأفراح.. فهل بهذا سنبني مجتمع العدالة ونحقق التقدم؟!

من صفحة الدكتور المخلافي بالفيس بوك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016