يدخل
وقف إطلاق النار المتفق عليه بين روسيا والولايات المتحدة حيز التنفيذ في سورية الاثنين
في اليوم الأول من عيد الأضحى، وسط ترقب لمدى نجاحه بعد موافقة الحكومة السورية عليه،
وتريث المعارضة والفصائل المقاتلة في إعلان موقف حاسم.
وطالبت
الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف المعارضة السورية الاثنين بضمانات حول تطبيق
الاتفاق، مشككة بالتزام النظام، فيما وجهت حركة أحرار الشام، أحد أبرز الفصائل الإسلامية
المقاتلة المعارضة، انتقادات لاذعة للاتفاق.
وقال
المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات سالم المسلط إن "رد الهيئة العليا للمفاوضات
مبني على المشاورات مع المكونات السياسية وفصائل الجيش الحر".
وأضاف
"نريد أن نعرف الضمانات، وآلية تطبيق هذه الاتفاقية، ما هو التصنيف الذي تم اعتماده
بالنسبة للإرهاب، وما هو الرد على المخالفات".
الخارجية
العراقية ترحب باتفاق الهدنة
وقد
رحبت وزارة الخارجية العراقية باتفاق وقف إطلاق النار في سورية، مشيرة إلى أنها
"تعدّه خطوة مهمة وضرورية لإنهاء حالة الفوضى والقتال ونزيف الدماء في هذا البلد"،
حسب بيان رسمي.
وأشاد
البيان بالجهود الأميركية-الروسية، معتبرا أنها "تشجع ما يمكن أن تمثله من بداية
لحلّ سلمي يحفظ للشعب السوري الشقيق كرامته وأمنه على أرضه".
وأكد
البيان في الوقت ذاته "ضرورة تشديد الخناق على الجماعات الإرهابية التكفيرية مثل
تنظيمات داعش وجبهة فتح الشام وتنسيق الجهود الدولية في سبيل القضاء عليها".
الأسد:
مصممون على استعادة كل سورية
وفي
سياق متصل، أكد الرئيس السوري بشار الأسد، الاثنين خلال زيارة إلى مدينة داريا في ريف
دمشق، "تصميم الدولة" على استعادة كل منطقة في سورية، وذلك قبل ساعات على
بدء تنفيذ اتفاق الهدنة الروسي-الأميركي.
وقال
الأسد في تصريحات للإعلام الرسمي "الدولة السورية مصممة على استعادة كل منطقة
من الإرهابيين وإعادة الأمن والأمان وإعادة الإعمار".
وأضاف
أن "القوات المسلحة مستمرة بعملها من دون تردد ومن دون هوادة وبغض النظر عن أي
ظروف داخلية أو خارجية في إعادة الأمن والأمان إلى كل منطقة في سورية وعملا بأحكام
الدستور السوري الذي ليس فقط يخولها بل يفرض عليها أن تقوم بهذا العمل على مدار الساعة".
واعتبر
الأسد أن "البعض لديه أوهام وبعد خمس سنوات لم يستفيقوا من هذه الأوهام"،
مضيفا "من كان يراهن على وعود في الخارج فهي لن تؤدي إلى نتيجة".
وبموجب
الاتفاق، تمتنع القوات النظامية السورية عن القيام بأي أعمال قتالية في المناطق التي
تتواجد فيها المعارضة المعتدلة، والتي سيتم تحديدها بدقة وفصلها عن المناطق التي تتواجد
فيها جبهة "فتح الشام" (جبهة النصرة).
وينص
الاتفاق أيضا على وقف كل عمليات القصف الجوي التي تقوم بها القوات النظامية في مناطق
أساسية سيتم تحديدها، ووقف خصوصا القصف بالبراميل المتفجرة واستهداف المدنيين. فيما
تلتزم المعارضة باتفاق وقف الأعمال القتالية. ويمتنع الطرفان عن شن هجمات وعن محاولة
إحراز تقدم على الأرض.
ومن
أبرز نقاط الاتفاق إدخال مساعدات إنسانية إلى المناطق المحاصرة والتي يصعب الوصول إليها،
بما فيها حلب.
وبعد
مرور سبعة أيام على تطبيق وقف الأعمال القتالية وتكثيف إيصال المساعدات، تبدأ الولايات
المتحدة بالتنسيق مع الروس تنفيذ ضربات جوية مشتركة ضد جبهة فتح الشام وتنظيم الدولة
الإسلامية داعش.
واستمرت
الغارات الجوية والقصف الأحد في سورية، قبل أقل من 24 ساعة من دخول هدنة تستمر 48 ساعة
حيز التنفيذ، توصل إليها الجانبان الأميركي والروسي في إطار اتفاق لوقف الأعمال القتالية
وإيصال المساعدات الإنسانية.
وذكر
المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الطيران النظامي قصف بلدات في محافظة حلب بالبراميل
المتفجرة، وذلك غداة مقتل العشرات في غارات جوية استهدفت مدينتي حلب وإدلب.
وأفاد
المرصد باستمرار الاشتباكات بين القوات النظامية والمعارضة في بلدة كبانة الاستراتيجية
بريف اللاذقية، بينما تناقلت مواقع المعارضة أنباء عن تمكن تنظيم جند الأقصى من السيطرة
على بلدة كوكب في ريف حماة التي كانت خاضعة حتى الآن للقوات النظامية.
وفي
محافظة القنيطرة جنوبي سورية، ذكرت مواقع معارضة أن فصائل مسلحة أطلقت معركة جديدة
ضد القوات النظامية تحمل اسم "مجاهدون حتى النصر".
أحرار
الشام ترفض الهدنة
وقبل
ساعات من الهدنة، أعلنت حركة أحرار الشام، إحدى أبرز فصائل المعارضة السورية، الأحد
رفضها الاتفاق الأميركي- الروسي لوقف إطلاق النار، معتبرة أنه "يسهم في تثبيت
النظام" و"زيادة معاناة" السوريين.
وهذا
أول فصيل معارض يعلن رسميا رفضه الاتفاق الذي توصل إليه الأميركيون والروس في جنيف
الأسبوع الماضي، في حين أن بقية فصائل المعارضة السورية، سواء الإسلامية أو غير الإسلامية
أو حتى المعارضة السياسية، لم تعلن حتى الآن موقفا رسميا من الاتفاق.
وفي
مدينة دوما بريف دمشق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة والمحاصرة منذ 2013، أعلن المجلس
المحلي الذي يدير شؤون المدنيين في بيان تأييده للهدنة، داعيا إلى السلام.
وكان
مسؤولون أميركيون، بينهم المبعوث الخاص إلى سورية مايكل راتني وقادة عسكريون، قد حثوا
المعارضة على قبول الاتفاق.
وأوضح
راتني أن هدنة أولى لمدة 48 ساعة ستبدأ الساعة 19:00 (16:00 ت.غ) الاثنين. وفي حال
صمودها سيتم تمديدها 48 ساعة إضافية، وفق ما أوضح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف
الذي تفاوض مع نظيره الأميركي جون كيري على الاتفاق.
المصدر:
وكالات

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق