محمد
علي شمس الدين
===========
1 –
أنا الطريق
أنا
طريقُُ وحشتي
كأنما
الشرودُ غايةُ الشريد
2 –
أخاف
أخافُ
أن يكون قاتلي
بداخلي
3 –
الموت
أرسلتُُ
طائراً إلى السماءِ لم يَعُدْ
فقد
أسَرَهُ الفضاء
4 –
الحانة الضائعة
ما بين
كفّّة المساءِ والضُحى
أضعتُُ
يا مُغيثُ حانتي
5 –
الحلاّج
سمعتُُ
صائحاًً يصيحُ
يا أحبّتي
اقتلوني
6 –
شوارع
يتقاتلون
على ابتكار طريقةٍ للموتِ
تختصر
الحياة
7 –
طلل
طللٌٌ
على جبلِ وكانَ غرابُهُ
يبكي
فيضحك سقفُهُ وترابُهُ
عَزَفَتْْ
عليه الجِنُّ بعض غنائها
فتمازجَتْْ
أعراسُهُ وخرابُهُ
ومشَتْ
عليه الريح مشية خائفٍ
فتخلّّعتْ
من حسرةٍ أبوابُهُ
سئم
المغنّّي دار عبلةَ والجَوا
وتقطّعتْ
في صوته أسبابُهُ
ولعلّه
ألقى ربابة حزنِهِ
ورماهُ
فوق الناطحاتِ سحابُهُ
8 –
أغنية ملاّّح
على
نهر الغانح
العالم
يطفو كالتمساحٍ على ماء الشهوة
فَلْنُطفئْ
نورَ العقل الهادي بأصابعنا
ولنسجْ
في هذا النهر الجاري، كالأبقارْ
جذلى
وعُراةُ
إلاّ من فيض غرائزنا
9 –
مريم
كلّما
جرّحتُُ هذي البرتقالهْ
تتبسّمْ
ربّما
علّمها الحبَّ وأعطاها جماله
ربٌّها
أو طفلُ
مريمْ
كلّما
أوغلتُ في البحر
نأى
الشاطئ عنّي
ولكي
أسترجع الشاطئ من البحر أُغنّي
كلّما
امتدّت إلى النجمِ يميني
كان
برقٌ خاطفٌ أسرعَ منّي
كلّما
أوضحتُ ما كانت تقول الشجرة
خذلتني
سوسة نائمة في الثمرة
هكذا
نبدأ من حيث انتهينا
لا لنا
شيءٌ
ولا
شيء علينا
10
– كي لا يقول قائلٌ: رأيت
أنا
وأنتِ العشبةُ والحدقة
أنا
وأنتِ الفراشةُ وجناحُها
أنا
وأنتِ الحاءُ بين ميمين
أنا
وأنتِ سمكةٌ في مجرى النهر.
الماء
على قدميكِ ماء آخر
العصفور
أمام وجهكِ يغضّ الطرف
الفراشاتُ
تتزيّن
والشموع
تحلّّ جدائلها
هيهاتِ
هيهات
ما للعقل
في حبي لكِ من منارة
وما
للجسد من مرسى
ضلّت
السفينة
وغلبني
شطح الموج
سأتورّط
في حبّكِ الورطة الكبيرة
واتبع
هواكِ حتى آخر الموت
لا أمل
لي برجعة المحاربين
إلى
زوجاتهم وأولادهم
ولا
برجعة المسافرين الى بيوتهم
ولا
بُدّ يا حبيبتي
في هذا
الطريق الطويل
المحاط
بالدم والأشواك
لا بُدَ
لي من أنْ أُقْتَل
السيوف
المسنونة تنام على سَعَفِ النخيل
والمزامير
تنتظر في حقول القصب
فحاذري
أن يلوح في الأفق بريق عينيكِ
سيسيل
دم غزير على الطرقات
ظَلّي
محجّبةً كما أنتِ
لكي
لا يقول قائلٌ: إني رأيت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق