عمر
أبو هوشر
========
ما زال
الهدوء يخيم على الأجواء، لا شك بأن الانتصارات من شأنها ان تبقي كافة افراد المجموعة
تتجه بأنظارها نحو هدف وحيد، وهو مواصلة الانتصارات والسير قدماً في البطولة، قد يشعر
البعض بالاستياء نتيجة ظروف معينة، الا ان هذه الاشكاليات او المنغصات قد لا تعني الكثير
في ظل نجاحات الفريق وانتصاراته، هو الحال نفسه في العديد من الاندية وحتى المنتخبات.
لا شك
بأن جماهير الفريق الانجليزي العريق مانشستر يونايتد لم تعتد على ان يكون فريقها في
الظل، او ان يضطلع بدور ثانوي في البريميرليغ، وحتى على المستوى الأوروبي. فالفريق
وخلال السنوات الماضية وتحديداً من رحيل الاسطورة التدريبية السير اليكس فيرغسون لم
يهتدِ الى الطريق الصحيح، فحاول ديفيد مويس ومن بعده فان غال ولكن دون فائدة
وكان
قدوم البرتغالي جوزيه مورينيو مع بداية الموسم الحالي، وبالتأكيد اينما يحل مورينيو
لا بد ان تكون الاثارة حاضرة، مورينيو الذي يسعى دائماً بأن يوفر كل سبل النجاح له
فكان القرار بالتعاقد مع نخبة من نجوم الصف الأول في الكرة العالمية.
قد تكون
صفقة بوغبا "الاغلى" هي الاكثر جدلاً في الفترة الاخيرة، في حين ان صفقة
التعاقد مع السويدي ابراهيموفيتش لا تقل اثارة عن الصفقة الأغلى نظراً لطبيعة شخصية
السويدي التي عادة ما تكون مسيطرة على الأجواء.
حرب
النجوم هو مصطلح تعبيري لواقع الحالة في كتيبة مانشستر يونايتد واستقراء لما قد يحدث
في حال تعرض الفريق لبعض الهزات في الدوري الانجليزي وهو أمر غير مستبعد على الاطلاق
نظراً للخصوصية التي يتميز بها الدوري الانجليزي الى جانب قوة الخصوم الظاهرة في هذا
العام.
روني
ذاك الفتى الانجليزي المدلل الذي وطأت قدماه ملعب الاولدترافورد في العام 2004 قادماً
من ايفرتون في صفقة كانت الاغلى في ذلك الوقت، ليحقق خلال مسيرته الممتدة لنحو 12 عاماً
حتى الان نجاحات باهرة مع الفريق الانجليزي ليكون القائد وصاحب النجومية الأعلى في
الفريق خلال الفترة.
روني
شارك في 528 مباراة مع الشياطين الحمر حتى الان وتمكن من تسجيل ما يقارب 248 هدفاً.
لا بد
لنا ان نقر الان بأن روني بات لاعباً كغيره من اللاعبين في تشكيلة جوزيه مورينيو، مع
احتفاظه حتى الان بشارة القيادة، الا ان دوره القيادي في الملعب بات من الماضي في ظل
قدوم ابراهيموفيتش و بوغبا تحديداً، ولعل ما شاهدناه في المباراة الاخيرة امام ساوثامبتون
وكيف تحولت مهمة تسديد ركلات الجزاء للقادم الجديد زلاتان ابراهيموفيتش ما هو الا واحدة
من الصلاحيات التي فقدها روني بقدوم السويدي.
اذاً،
فمع قناعة روني بأن حرب "النجومية" في الفريق قد خسرها، فان الصراع
"الخفي" سيبقى حاضراً بين النجم الأغلى في العالم بول بوغبا، والنجم السويدي
المثير للجدل دائماً زلاتان ابراهيموفيتش.
من الواضح
وحتى اللحظة بأن السويدي يكسب هذه الحرب حتى الان، وخصوصاً في ظل تألقه في صفوف الفريق
وقيادته للفوز في ثلاث لقاءات متتالية، في حين ان الفرنسي ظهر للمرة الأولى في الجولة
الماضية، ولم يكن ظهوره بحجم الحملات الاعلامية التي رافقت قدومه حتى اللحظة.
الا
أن أكثر ما يستدعي انتباه جماهير الاولدترافورد ويثير مخاوفهم ان يبدأ صراع النجوم
الخفي بالظهور والتأثير على استقرار الفريق، في ظل العنجهية المعروفة عن السويدي واسلوبه
المستفز احياناً سواء لمنافسيه وحتى لزملائه في احيان اخرى.
فالمتتبع
لمسيرة السويدي يعي بأنه لا يقبل الا ان يكون اللاعب الأول في الفريق، وانه سبق وان
اثار العديد من المشاكل مع زملائه في الفريق سواء في مسيرته مع الاندية الايطالية او
مع برشلونة وحتى في باريس سان جيرمان مؤخراً.
الزميل
السابق لزلاتان في المنتخب السويدي كامارك اكد على جزئية رغبة زلاتان بأن يكون النجم
الأول دائماً، وانه غالباً ما يثير المشاكل لو شعر بغير ذلك.
اما
الفرنسي بوغبا وهو من اللاعبين الأقل جدلاً، الا أنه وبعد ان بات اللاعب الاغلى في
التاريخ، فان لهذه الصفقة انعكاساتها على نفسية واداء اللاعب، ليكون أهلاً لهذا اللقب،
وعليه سيعمل بكل قوته ليكون اللاعب الأول في الفريق كذلك.
ولكن،
ما هو الدور الذي من الممكن ان يقوم به البرتغالي جوزيه مورينيو، وهو المعروف بقدرته
على فهم احتياجات كل لاعبيه، فهل سيقتصر دوره على تحديد العلاقة ومنع حدوث اي تجاوزات،
ام يكون له دور في تقريب اللاعبين وصقل علاقتهم لما هو ايجابي لمصلحة الفريق بشكل عام
فنحن
امام حرب نجوم قد تكون "خفية" بين ثلاثة من النجوم الكبار، كل منهم يسعى
لأن يكون اللاعب الأول جماهيرياً والقائد الحقيقي للفريق الانجليزي، فما بين تاريخ
روني الطويل في الاولدترافورد ومسيرته التي تمتد نحو 12 عاماً، وما بين الفرنسي صاحب
الصفقة الاغلى والذي يتوقع له الكثيرون بأن يصبح الأول عالمياً في غضون السنوات القادمة،
الى اللاعب الأكثر جدلاً في تصريحاته وصاحب الكاريزما الخاصة والذي يسعى لأن يؤكد بأنه
مميز اينما حل او ارتحل.




ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق