وكالة
أرصفة للأنباء/ نبيل الشرعبي
---------------------------------
أن
تفكر كيف تخطط لهندسة عالم جميل ليس فيه للقبح مكانا، فهذا يعني إنك إنسان بكل ما
تحمله هذه المفردة من مكنونات عظيمة..
العم
خالد غلي محمد الصلوي.. بلا تكلف وبإمتياز يجسده ذلك في تصرفاته وهدواءه الضارب في
عمق التفكير لهندسة مشروع " الخبز حق لكل يمني"..
كان
وما زال أحد ثوار 11فبراير2011 المرابطين بساحة التغيير صنعاء.. قبل أن تحصل كارثة
بحاح في أول عمل دشنه، بالدوس على جماجم ودماء شهداء ثورة 11فبراير، حيث كان أول
عمل له جرف ساحة التغيير بصنعاء، كان العم خالد قد أقام خيمة قرب مجسم الحكمة وكان
يداوم على رفد من حوله بالطعام..
في
تلك الأيام وفي خيمته الأنيقة، كانت وجوه شهداء ثورة 11فبراير تطرز المساحة
الداخلية لخيمته، ويحرص على تغيير أماكن الصور ويتفنن في تثبيتها على خيمته، ويضيف
وجوه جديدة إلى روزنامة الشهداء الشباب..
خالد
الصلوي قبل أن تحل كارثة بحاح.. كثيرون كانوا يسألونه كيف تعيش وسط الموتى.. وبكل
برود يأتي رده: لقد أخطأت في طرح سؤالك، هؤلاء ليس موتى بل رواد هندسة الحياة
والدولة المدنية..
وكان
يضيف: يشهد الله إنه لا يحلو لي الجلوس إلا مع هؤلاء الكوكبة من الأبطال الذين
وهبوا حياتهم رخيصة للمجد لكي نعيش بكرامة ومتساويين، تحت مظلة دولة مدنية
خالصة...
وهو
يحدثك آنذاك كانت الدموع تتساقط من عينيه ولا يخجل من كفكفتها.. يعقبها بأن يلتفت
حوله ويأخذ جهاز صوت "مسجلة" ويفتح لك الأنشودة الوطنية "وهبناك
الدم الغالي وهل يغلا عليك دم"، ويردد كلمات الأنشودة، وحين يصل إلى "
كم شهيدا من ثرى قبر يطل ليرى ما قد سقى
بالدم غرسه ويرى الهامات منا كيف تعلو في ضحى اليوم الذي أطلع شمسه"، هنا
يغلق جهاز الصوت، ويواصل بكاءه صامتا حتى يصل الدمع إلى صدره..
العم
خالد الصلوي كما يحلو له مناداته، لم ينل حقه في التعليم، وفي سن مبكرة تحمل
مسؤولية مساعدة أسرته الفلاحة في تدبير شئون الحياة..
في
أول لقاء جمعني به في خيمته مطلع العام 2012، كان في خيمته مجموعة ممن كانوا يعدون
أنفسهم مفكرين وأن لا أحد سواهم بمقدوره تقديم مشروع يخدم اليمن، للخلاص من الوضع
المر..
كان
الأكثر صمتا طوال ساعات من النقاش، وفجأة طلب السماح له بالتحدث.. وبمضض قبلوا
طلبه.. بدأ حديثه بالقول: لديا مشروع يتلخص في تأمين رغيف الخبز لكل مواطن يصحو من
نومه ويجده على بابه.. وإذا سمحت لي الحكومة بتنفيذ المشروع سأشكل فريق عمل من
أصحاب الخبرة والكفاءة والنزاهة، والمحبين للوطن والمواطن..
ومن
مفردات المشروع: ايجاد فريق مهندسين فعليين لتخطيط وتنفيذ شبكة مواصلات وأماكن
لإقامة المخابز المركزية ومثلهم فنيين وغيرهم لصناعة عربات خاصة بالتوزيع، وفرق
عمل وفرق تحديد الاحتياجات من المواد المطلوبة وفرق تحصيل و....إلخ، وهذا كله وفق
خطط مدروسة ومزمنة..
وفيما
يخصه هو كان يقول: سأقنع الحكومة بإعادة هيكلة وتحديد وظيفة وزارة الصناعة
والتجارة، وتحويل اسمها إلى وزارة الغذاء والتموين، والعمل فيها بدون مكتب، حيث
سأكون أقضي كل وقتي في التنقل ما بين مكونات مشروع الخبز للجميع وبدون راتب،
ولتسهيل مهمة العمل سأخذ قرض لشراء دراجة نارية واستخدامها للتنقل، وتسديد أقساط
القرض مما سأكون أحصل عليه من عملي خارج أوقات الدوام الرسمي في عمل أخر..
ومن
أجل تقليص الموازنة التشغيلية لوزارة الغذاء والتموين، كان يقول إنه مستعد للقيام
بدور الوزير طوعا ولن يتقاضى راتب وما هو حاصل، وسيوجه تلك المبالغ لتحسين جودة
المشروع.. وتوليه وفق قوله ليس حبا في المنصب بل ليكون مواطن يمني ساهم في خدمة
بلده..
والهدف
من مشروع الخبز والغذاء للجميع، كما كان يقول هو بناء طاقات جسدية صحيحة وسليمة
قادرة على العمل والإنتاج، وبناء طاقات جسدية سليمة سينعكس على توليد عقول سليمة
وتفكير وعمل مثمر، والتالي، هذا سيكون من أول الخطوات نحو بناء مجتمع منتج وعامل ومطور..
ويضيف
للعلم سيرافق ذلك تحسن ونوعية وجودة خدمات ملازمة مثل المياه والحفاظ على البيئة
وتحقيق معايير الأمن والسلامة والمواصفات والمقاييس، وهذا سيولد كثير من فرص
العمل، كما سيكون له عوائد هامة لرفد خزينة الدولة، والأهم من هذا تأمين حياة
كريمة للفقراء والانتقال بهم من دائرة الفقر إلى دائرة تحقيق الإكتفاء والإنتاج..
مشروع
الغذاء والخبز للجميع.. الذي ينشده العم خالد الصلوي وإن لم نفلح في الحصول على
تفاصيل كافية حوله، لكنه في الواقع مشروع يستحق أن ينال الاهتمام والعمل من أجله
فهو بوابة لتغيير حقيقي، كما ذكر العم خالد الصلوي..

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق