أحمد
عرفات
-----------
ليست
علاقة عادية تلك التي بين قاطني مدينة الجنوب الإيطالي (نابولي) وسكان مدينة الشمال
(تورينو)، فبعد توحيد إيطاليا بأكثر من مائة عام ما زال بعض سكان الجنوب الإيطالي يرون
في هذا الاتحاد احتلالا.
عاشت إيطاليا الموحدة حالات تمرد ليست بالقليلة جاء أغلبها من مدينتي صقلية ونابولي، حيث يرى سكان الجنوب الفقراء أن أهل الشمال يستولون على السلطة والثروات.
التاريخ
يقول إن الكالتشيو حين بدأ كانت فرق الشمال هي صاحبة النفوذ والمال والبطولات بالتالي..
وحين قامت الحرب العالمية الثانية وتم تقسيم البطولة على مجموعتين (مجموعة للشمال ومجموعة للجنوب) كان من النادر أن يفوز فريق جنوبي باللقب.. مع اتهامات لا تنتهي بأن الحكام والمنظمين يجاملون يوفنتوس وفرق الشمال على وجه العموم.
وحين قامت الحرب العالمية الثانية وتم تقسيم البطولة على مجموعتين (مجموعة للشمال ومجموعة للجنوب) كان من النادر أن يفوز فريق جنوبي باللقب.. مع اتهامات لا تنتهي بأن الحكام والمنظمين يجاملون يوفنتوس وفرق الشمال على وجه العموم.
(من
لا يقفز فهو يوفنتيني)
ما زال جمهور ولاعبو نابولي يحتفلون بكل فوز بترديد
هذه الجملة مع القفز بشكل جماعي.
بغض
النظر عن العلاقة التاريخية المعقدة بين أهل الجنوب والشمال في إيطاليا، فإن مواجهات
ممثل الشمال الثري (يوفنتوس) بفريق الجنوب نابولي، ظلت في أغلب فترات تاريخ الكالتشيو
مشتعلة ومتوترة، ونادرا ما حدث أن انتقل نجم من أحدهما إلى الآخر، لذا فالكل الآن في
انتظار رد فعل جماهير نابولي على دخول هيغواين إلى جحيم سان باولو.
في إحصائية
أجرتها صحيفة لاغازيتا ديلو سبورت العام الماضي تبحث علاقة جماهير الكرة الإيطالية
بعضهم البعض أشارت إلى أن أكثر نسبة كراهية بين المشجعين الطليان هي تلك التي بين جماهير
نابولي ويوفنتوس.. متفوقة على جميع العداوات بما فيها روما- لاتسيو، وميلان- إنتر.
قلب
إيطاليا الذهبي.. تشيزاري مالديني
أما
أجرأ الصحفيين فقرر أن يخوض مغامرة من نوع خاص.. قميص يوفنتوس وأنت في وسط مدينة نابولي
قد يعني غالبا الاعتداء عليك.
مارادونا
وهدف
ما زال في ذاكرة المشجعين حين قدم مارادونا إلى نابولي كان أول ما طلبه منه جمهور نابولي هو (نريدك أن تسجل وتقودنا للفوز على يوفنتوس).
ما زال في ذاكرة المشجعين حين قدم مارادونا إلى نابولي كان أول ما طلبه منه جمهور نابولي هو (نريدك أن تسجل وتقودنا للفوز على يوفنتوس).
موسم
85-86 سجل مارادونا هدفا من داخل منطقة جزاء يوفنتوس بضربة حرة غير مباشرة، هدف أشعل
المدرجات، وأصبح جمهور نابولي يردد إلى وقت قريب (سحقناهم في منطقتهم).. الغريب أن
يوفنتوس فاز في نهاية المطاف بالدوري في نفس الموسم، لكن المهم (سحق يوفي).. هكذا يرى
عشاق نابولي..
الفوز
على يوفنتوس وأكثر هو ما تحقق لجماهير نابولي في الموسم الذي يليه، فقد تمكن ماردونا
من قيادة المدينة ككل للفوز بالدوري الإيطالي موسم 86-87.
انتقال
هيغواين وقصة جوزي ألتافيني
في عام
1965 قرر الأرجنتيني عمر سيفوري وهو أحد أفضل لاعبي الأرجنتين عبر كل التاريخ أن يفجر
مفاجأة بانتقاله من يوفنتوس إلى نابولي عام 1965 غضبت جماهير مدينة تورينو لفترة ليست
قصيرة، خصوصا بعد أن بدا في تناغم كبير مع البرازيلي خوسيه خواو ألتافيني ليشكلا قوة
ضاربة لنابولي لكن سيفوري اعتزل عام 1959 وقرر جوزي ألتافيني (أحد أفضل هدافي الكالتشيو
عبر التاريخ) في 1972، الانتقال إلى السيدة العجوز.
ثارت الدنيا في مدينة نابولي بسبب رحيل ألتافيني
الذي إلى الغريم، وانتظروا أن يثأروا من (الخائن) كما وصف.. في الموسم التالي مباشرة
اي 1973 كان نابولي يواجه يوفنتوس في الجولات الأخيرة وحينها سعى نابولي للتعادل حيث
إنه كان متقدما بفارق نقطة عن يوفنتوس.. دخل ألتافيني في الدقائق الأخيرة وسجل في شباك
نابولي.. صدمة للكل في جنوب إيطاليا.. والدوري يذهب إلى الشمال حيث السيدة العجوز.
كتبت
جماهير نابولي عبارة على مدخل سان باولو تقول: " هل تظن بأنك فزت على نابولي..
من خسر هو أنت، لقد قضيت على ذكرياتك.. هزمت نفسك يا ألتافيني".
الكل
رابح في انتقال هيغواين
بغض
النظر عن كل ما سبق، فإن الرابح في الجميع رابح في صفقة انتقال غونزالو هيغواين إلى
يوفنتوس ب94.. يوفنتوس أولا لأنه حصل على القطعة المفقودة في تشكيلته وبأفضل خيار ممكن،
المركز الوحيد الذي كان في مستوى أقل من البقية، فالكرواتي ماندزوكيتش وقبله الإسباني
لورينتي ليسا في مستوى فريق يطمح للفوز ببطولة دوري أبطال أوروبا..
الآن
بات يوفنتوس يملك واحدا من أفضل مهاجمي العالم مع خبرة ممتازة في الكالتشيو ورقم فياسي
تاريخي في تسجيل الأهداف بموسم واحد وسيشكل مع زميله الأرجنتيني الآخر ديبالا قوة ضاربة
كافية لإعطاء مزيد من الحلول..
نابولي
لم يخسر كثيرا.. فرئيس النادي أوريليو دي لاورنتيس خرج منتصرا من معركة عض الأصابع
وفرض كلمته، فيوفنتوس الذي سيدفع 94 مليون يورو من المؤكد أنه عرض 90 مليونا لكن دي
لاورنتيس المخرج السينمائي أثبت أنه رئيس حقيقي لناد عريق..
الآن
بات يملك من المال ما يستطيع أن يدعم به صفوف الفريق بصفقين أو ثلاث لتحسين جودة الفريق
بلاعبين أكثر شبابا.. لا ننسى أن رحيل كافاني ولافيتزي قبل سنوات قليلة بدا أنه ضربة
قاصمة لحظوظ الفريق لكن دي لاورنتس أحسن التصرف وراهن على هيغواين بالذات.. اليوم نابولي
قد يخرج رابحا بشرط أن يكون دي لاورنتيس حكيما، كعادته.
هيغواين
خسر علاقته التي كانت خاصة مع جماهير نابولي، لكنه ربح المال، الكثير من الأموال فراتب
8 ملايين يورو سنويا ليس بالشيء الهين، مع الوضع في الاعتبار أنه يوفنتوس سيعطيه حق
التصرف في صوره بعكس ما كان عقده مع نابولي وهو ما يعني أرباحا بنحو 4 ملايين إضافية
سنويا.
كيف
سيكون استقبال جماهير سان باولو لهيغواين يوم 2 أبريل، تاريخ مواجهة الفريقين في الدوري
الإيطالي.. سؤال ينتظر يشغف الإجابة عنه جميع عشاق الكالتشيو.. الجميع ما عدا هيغواين
بالطبع.


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق