وكالة
أرصفة للأنباء/ مركز أنباء الأمم المتحدة
حذرت
اليونيسف في تقرير أصدرته أمس الأربعاء الموافق 30يونيو 2016، أنه ما لم يركز العالم
على معاناة الأطفال الأقل حظا، فسيموت 69 مليون طفل لأسباب يمكن الحيلولة دونها، وسيعاني
167 مليون طفل من الفقر، وسيتم تزويج 750 مليون طفلة بحلول عام 2030.
ويرسم
تقرير اليونيسف الرئيسي السنوي "وضع الأطفال في العالم: فرصة عادلة لكل طفل"
صورة قاتمة لما ينتظر أطفال العالم الأكثر فقرا إن لم تُسرِّع الحكومات، والجهات المانحة،
ورجال الأعمال والمنظمات الدولية من وتيرة جهودها للتصدي لهذه الاحتياجات.
وفي
هذا الصدد يقول أنتوني ليك، المدير التنفيذي لليونيسف: "حرمان ملايين الأطفال
من فرصة عادلة في الحياة لا يهدد مستقبلهم فقط – ولكنه يغذي أيضا حلقة الحرمان التي
تنتقل من جيل لآخر، الأمر الذي يُعرّض مستقبل المجتمعات للخطر".
ويضيف،
"أمامنا خيار: إما أن نستثمر في هؤلاء الأطفال الآن، أو نسمح بأن يصبح العام أكثر
انقساما وأكثر افتقارا للمساواة".
ويفيد
التقرير، الذي يعدأول تقييم تجريه اليونيسف لوضع الأطفال منذ تبني أهداف التنمية المستدامة
في أيلول سبتمبر من العام الماضي، بوجود تقدم حقيقي في إنقاذ أرواح الأطفال، وإلحاقهم
بالمدارس وانتشال الناس من الفقر. حيث انخفضت معدلات وفيات الأطفال دون سن الخامسة
إلى النصف منذ سنة 1990، وارتفعت معدلات التحاق الأولاد والبنات بالمدارس الأساسية
بأعداد متساوية في 129 دولة، وانخفض عدد الأشخاص الذين يعيشون في فقر مدقع إلى نصف
ما كان عليه في تسعينات القرن الماضي.
إلا
ان التقرير يشير إلى أن هذا التقدم لم يكن متساويا أو عادلا. فالأطفال الأكثر فقرا
ما زالوا معرضين لخطر الوفاة قبل بلوغهم عامهم الخامس، كما تتضاعف المعاناة من سوء
التغذية المزمن بين الأطفال الأفقر. وفي جزء كبير من جنوب آسيا ودول إفريقيا جنوب الصحراء،
يفوق احتمال موت الطفل المولود لأم متواضعة التعليم قبل بلوغه عامه الخامس بثلاث مرات
مقارنة بالطفل المولود لأم حاصلة على التعليم الثانوي. كذلك تتضاعف فرصة احتمال زواج
الفتاة المنتمية لأسرة من الأسر الفقيرة مقارنة بتلك المنتمية لأسرة غنية.
وتبقى
الصورة أكثر قتامة في دول إفريقيا جنوب الصحراء، حيث يعيش 247 مليون طفل على الأقل
في فقر متعدد الأبعاد، وحيث يحصل أقل من 60% تقريبا من الشباب الذين تتراوح أعمارهم
بين 20 – 24 سنة من فئة الخمس الأفقر من السكان على أقل من أربع سنوات من التعليم فقط.
كما
يشير التقرير إلى أدلة تثبت أن الاستثمار في الأطفال الأكثر ضعفا يمكن أن يؤدي إلى
فوائد فورية وطويلة المدى. فقد أثبتت التحويلات النقدية على سبيل المثال أنها تساعد
الأطفال في البقاء في المدرسة لفترة طويلة والانتقال لمستويات أعلى من التعليم.
وفي
المعدل يزيد مدخول الفرد بنسبة 10% مع كل سنة تعليم إضافية يحصل عليها خلال طفولته.
كما تنخفض معدلات الفقر في البلاد بنسبة 9% مع كل سنة تعليم إضافية يكملها الشباب الصغار.
كما
يرى التقرير أن عدم الإنصاف غير محتم ويمكن إيجاد حلول له. فتوفر بيانات أفضل حول الأطفال
الأكثر ضعفا، والحلول المتكاملة للتحديات التي تواجه الأطفال، والطرق المبتكرة للتصدي
للمشاكل القديمة، وزيادة الاستثمار المنصف ومشاركة المجتمعات المحلية – جميعها تدابير
يمكن لها أن تساهم في تحقيق المساواة للأطفال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق