د.وليد محمد مصطفي_ باحث في العلاقات الأمريكية العربية
-------------------------------------------------
ويرقب الشعب اليمني تلك المفاوضات عن كثب علي أمل
ان تضع حدا للحرب التي تشهدها البلاد، ومن ثم تضع نهاية لمأساة الشعب اليمني الذي يئن
من وطأة الحرب وتداعياتها.
يذكر أن اليمن يشهد منذ مارس 2015، نزاعًا بين القوات
الموالية للحكومة مدعومة بتحالف تقوده المملكة
العربية السعودية، ومتمردين مدعومين من إيران، ووفق تقارير الامم المتحدة فأن الصراع
في اليمن قد خلف أكثر من 6400 قتيل.
المساعي الاممية
في محاولة من المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد
الشيخ أحمد لانقاذ المفاوضات التي انطلقت في 21 أبريل الماضي ولم تحقق أي نجاح حتى
اللحظة الراهنة.
يذكر إن
“الوفد الحكومي تلقى بلاغًا من فريق المبعوث الأممي في الكويت، عن تمديد المشاورات
أسبوع آخر، وعقد جلسة مشاورات اليوم يعرض فيها ولد الشيخ مقترحات جديدة على طرفي المشاورات.”
وقد تكررت دعوات المبعوث الدولي إلى اليمن، إسماعيل
ولد الشيخ أحمد أطراف النزاع اليمني إلى أخذ “قرارات حاسمة” خلال المفاوضات التي استؤنفت
بينهم برعاية الأمم المتحدة في الكويت السبت، محذرًا من أنها قد تكون “الفرصة الأخيرة”
لتحقيق السلام.
وفي السياق ذاته خاطب ولد الشيخ أحمد،الوفدين المتفاوضيين وفد حكومة الرئيس
عبد ربه منصور هادي ووفد المتمردين الحوثيين، “لقد حان وقت القرارات الحاسمة التي ستبرهن
للشارع اليمني على صدق نواياكم ومسؤولياتكم الوطنية.”
وأوضح المبعوث الدولي أن “هذه القرارات سوف ترتكز
بشكل رئيسي على قرار مجلس الأمن 2216 والقرارات ذات الصلة، مبادرة مجلس التعاون الخليجي
وآلية تنفيذها ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني.”
وأكد المبعوث الدولي أن الأولوية الآن لتثبيت وقف
الأعمال القتالية وتحسين الوضع الإنساني والاتفاق على الترتيبات الأمنية لنتمكن من
التطرق إلى كل المواضيع الأخرى”، مجددًا “تشديد المجتمع الدولي على ضرورة إطلاق سراح
جميع الأسرى والمعتقلين في أسرع وقت ممكن”
البيان المشترك
اجتمع وزراء خارجية كل من المملكة المتحدة والولايات
المتحدة والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بلندن 16 يوليو الجاري لبحث الوضع في اليمن، وقد أعرب الوزراء خلال الاجتماع عن قلقهم بشأن تدهور
الأوضاع الإنسانية والاقتصادية في اليمن، وعاودا تأكيد دعمهم القوي لمبعوث الأمم المتحدة
الخاص اسماعيل ولد الشيخ أحمد ولدور الأمم المتحدة بالتوسط لأجل الوصول لحل سياسي دائم
للأزمة، بناء على المرجعيات المتفق عليها بشأن المحادثات برعاية الأمم المتحدة، وتحديدا
قرارات مجلس الأمن – بما فيها القرار 2216، ومبادرة مجلس التعاون الخليجي، ومخرجات
مؤتمر الحوار الوطني.
كما اعربوا عن تقديرهم الشديد للكويت لاستضافتها للمحادثات
وتقديم الدعم السياسي للمبعوث الخاص للأمم المتحدة.
وقد شدد الوزراء على أن آن الأوان للتوصل لاتفاق في
الكويت. كما بحثوا تسلسل اتفاق محتمل، وأكدوا على أن الحل الناجح يشمل ترتيبات تتطلب
انسحاب الجماعات المسلحة من العاصمة ومناطق أخرى، واتفاق سياسي يتيح استئناف عملية
انتقال سياسي سلمية وتشمل الجميع.
واتفق الوزراء على ضرورة ألا يهدد الصراع في اليمن
دول الجوار، وعاودوا تأكيد أن إعادة تشكيل حكومة ممثلة للجميع هو السبيل الوحيد لمكافحة
جماعات إرهابية كالقاعدة وداعش بفعالية، ومعالجة الأزمة الإنسانية والاقتصادية بنجاح.
كما دعا الوزراء إلى الإفراج غير المشروط والفوري عن جميع السجناء السياسيين.
واتفق الوزراء على البقاء على اتصال وثيق في الأسابيع
المقبلة دعما للجهود بقيادة الأمم المتحدة لأجل التوصل لاتفاق.
دوافع التحرك الامريكي الغربي
في ظل موجة الارهاب التي باتت تضرب العمق الاوروبي
بداية من بروكسل وباريس ولندن وصولا الي برلين، أضحى الغرب اكثر اقتناعا من اي وقت
سبق بضرورة التعاطي مع ازمات المنطقة وما يحدث فيها م اضطرابات.
وتاتي الازمة اليمنية في مقدمة تلك الازمات التي بات
استمرارها ينذر بتمدد الارهاب بشكل يهدد ليس امن المنطقة فحسب بل الامن الاوروبي، خاصة
بعد اضحت اليمن مرشحة بقوة موطن انتاج الإرهاب الجديد والتصدير نحو الغرب.
الأمر الذي أقلق المجتمع الدولي الذي يحارب تنظيم
الدولة الإسلامية “داعش”، وما زال يمارس ضغوطه على المملكة العربية السعودية ودعم المبعوث
الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
وما يؤكد ذلك هو البيان الرباعي الأخير لوزراء خارجية
دول (الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة البريطانية والولايات العربية المتحدة
والمملكة العربية السعودية) عقب اجتماعهم في لندن يوم 19 يوليو لمناقشة الوضع في اليمن.
الجدير بالذكر ان البيان الرباعي لوزراء الخارجية
قد تضمن بكلمات لا لبس فيها الدعم القوي لمجهود المبعوث الأممي إلى اليمن، وهي
إشارة مرور لتمرير الخارطة الأممية التي أعلنها “ولد الشيخ” قبل انتهاء الجولة الأولى
من مفاوضات الكويت.
فهل تنجح مقررات الاجتماع الرباعي بلندن لوزراء خارجية واشنطن ولندن والرياض وابوظبي في
حلحلة النزاع باليمن ؟.
المصدر روسيا الأن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق