اخر الاخبار

إن الله جعل الشرق مهبط جميع الأنبياء مقبرة للنساء.. انتحرت بعمر 18 عاماً وتركت رسالة هزة العالم









وكالة أصرفة للأنباء/ متابعات
 ____________________

أقدمت فتاة أردنية شابة تدعى "ميساء شاروف" تبلغ من العمر 18 عاماً على الانتحار بعد أن تعرضت للضرب المبرح من قبل شقيقها، وذلك إثر معرفته بأنها تقدم على تدخين السجائر.

ميساء والتي قبل أن تنتحر تركت رسالة عبّرت فيها عن معاناتها كتبتها بطريقة مؤثرة هزّت العالم انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي جاء فيها:
  


" لا.. لا استطيع العيش ولا استطيع البقاء وسط هؤلاء النّاس، الجميع ينظر إلي شزراً حين أمشي في الشارع، أتحوّل لقحبة لمجرّد أنني أرفض أن أتصرف كامرأة "

  


أمرّر أناملي على وجهي، أتذكر وجهي؟ طالما قلت لي أنّه جميل، هادئ ومضيء كنجمة ليليّة بعيدة. لكنّني الآن أراه قبيحاً، قبيحاً بشكل فظيع.





آثار الكدمات الزرقاء والأرجوانية أحيانا تغطي كامل جسدي، بالأمس أشبعني أخي ضرباً لأنه اكتشف أنني أدخّن، كلّ كدَمة تذكرني بنفس من الدخان اللذيذ الذي ملأ خلايا دماغي، ضربني شقيقي الذي يستهلك علبتين من السجائر يوميّاً.


انحدر يدي نحو ثنايا جسدي المنهك، أتلمّس الزوايا المنتفخة.. أتعلم؟ هذا العالم بائس، ويجعل منّا بؤساء كلّ يوم، هذا العالم عبارة عن عملية تحيّل كبيرة، لا أعلم من قام بها حقيقة، كي يوهمننا أنّنا أحياء. وكي نتخبّط لسنوات طويلة، سائرين بخطى حثيثة نحو الموت.


الموت، تلك الكلمة الكبيرة، كم يغريني الموت لو تعلم، ويدفعني كلّ يوم نحوه، حين أكتشف أننا لا نحيا، بل نحن في انتظار الموت الذي نخافه، و لكن لا نتوقف عن ذكره في نفس الوقت: نحن نشاهد الموت في الأخبار، نتحدث عنه في المقاهي و البرامج التلفزيونية والدينية والترفيهية، نلبسه في أدبشتنا، بل نحتفي في العيد بذبح حيوان مسالم.. نحن، يا صديقي، حتى في أوقات الحب الجنوني ، نهتف " نموت عليك!"


لا.. لا استطيع العيش ولا استطيع البقاء وسط هؤلاء النّاس، الجميع ينظر إلي شزراً حين أمشي في الشارع، أتحوّل لقحبة لمجرّد أنني أرفض أن أتصرف كامرأة/ عبد : تعود من المعهد كي تطبخ وتنظف وترتب أدباش أخيها وأبيها ثم تجلس كي تتحدث عن الزواج والعفّة والشرف والزوج المستقبلي. ان الله على دراية بأن مملكته التي نصبها على الأرض تتحوّل الى مذبحة يوميّة؟ عل تعمّد جعل الشرق الذي كان فيه جميع أنبياءه، مقبرة للنساء؟..


من أخبرك أن الموت أمر سيئ؟ هل الحياة ، بالمقابل، أمر جيّد؟ هل تسمي الاختناق اليومي، وتلك الأيادي التي تمتد كلّ يوم كي تعبث بك، حياةً؟ أنا آسف لحالنا فعلاً، أنا ككل امرأة في الشرق، لا أجيد الدفاع عن نفسي، أكير كل يوم وامتلأ حقداً على اللاعدالة التي تتكدّس هنا، على الهرسلة التي تعذبنا، نحن النساء، كل يوم، على لفظة " العاهرة" التي تتربص بنا في كل زاوية، دون أن نفلح شيئاً أمام جبروت هذا المجتمع، نحن نموت كل يوم مرّات، حين نحسّ بالعجز .


أنا لم أعد أطيق الموت، أريد أن أولد، ان اخلق نفسي من ممرات جديدة/ مخيفة، هذا العالم - يا صديقي- لم يعد يتسع لي، أريد جنانا فسيحة وسحابات أحلم فوقها، أريد أن أحيا.


سيأخذني هذا الحبل بعيداً بعيداً، هذا الحبل الطري سيخنقني بوطأة أقل بكثير مما أختنق كل يوم.


ستجدني بجانبك أن احتجتني، فلا تحزن يا صديقي، واتبعني أن شئت)..

1 التعليقات :

  1. إن القلب ليدمي من بوح وأنات هذه الفتاة الشرقية التي سلبت الاقدار والمصير منها حياتها إجبارا ودفعتها المظلمة الى ظلم نفسها أكثر كونها مسلمة ولدت بهذا العالم العربي الشرقي المسلم وترعرعت في غوغاء من العبث اللا إنساني والذي يوجهه نحوها شتائم الويل والحرمان صباح مساء من عالم مجتمعها والاسرة حيث تعيش الفوضى بغطا لتظلم الآخرين تحت مسمى الشرف والعادات والدين.
    إن خير هذه الفتاة البريئة في الإنتحار شنقا لم يكن الى دافع من ضغوط تساق خارج عدالة القانون السماوي والإنساني لتنقلها أفكر اليأس والإحباط من تصرف هذا العالم الى مشنقة النهاية مشنقة الخلاص مشنقة الموت الذي ينتظر الجميع والمخلص السريع لمثل هذه المعانات المؤلمة.
    لايسعني الحديث الا ان اترحم على جثة هذه الفتاة البريئة العفيفة والطاهرة.
    والتي آلمت المشاعر في صدى حرف بوحها المخنوق والمكظوم الذي جعل من حياتها نهاية أسطورة خالدة في الذكرى مجتمعاتنا العربية للأبد.

    ردحذف

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016