تعز تحترق

وكالة أرصفة للأنباء- تقرير إخباري خاص

في سنوات مضت كان أطفال مدينة تعز خلال شهر رمضان الفضيل يخرجون قبيل أذان المغرب يهتفون:" يا علي حمود دفِع دفِع.. مرتك جاوع تشتي شفوت"، وعلي حمود هو الشخص الموكل إليه مهمة مدفع قلعة القاهرة الذي تطلق منه حشوة بارود في الجو كطقس رمضاني إيذاناً لإفطار الصائمين..

كان الصائمون في المدينة أيضاً يترقبون صوت مدفع علي حمود يدوي من على قلعة القاهرة ليبدأون إفطارهم وعقد صيامهم كذلك.. لكن رمضان هذا العام لم يعد علي حمود يقوم بمهمته، فمليشيا الحوثي وصالح تقوم بالمهمة، ولكن على طريقتها الإجرامية..

وبينما يصدح المؤذنون في المدينة:" الله أكبر.. حي على الصلاة".. تكون قذائف وصواريخ المليشيا جاهزة للإطلاق على رؤوس سكان المدينة.. ولاتكاد المدينة تنام على دوي القصف المسعور ووحشة المجازر، إلا وتستيقظ على فواجع الموت من جديد..

استقبل أهالي تعز شهر رمضان المبارك هذا العام بهموم لا حصر لها ومآسٍ لا يقوون على تحملها، فغلاء الأسعار ونقص المياه وانتشار الأوبئة، إضافة إلى المعارك والحصار هموم فاقت طاقتهم.

فرحة أهالي تعز بدخول شهر رمضان شبه معدومة، خاصة مع الحصار والاشتباكات الميدانية المفروضة على سكانها من قبل الميليشيات، ناهيك عن غلاء الأسعار ونقص المياه وانتشار الأوبئة.

يعاني المواطنون في تعز من غلاء أسعار كافة المواد الغذائية والبطالة بين المواطنين نتيجة الأوضاع الحالية، فيما يأمل سكان المدينة أن يصلهم الدعم في شهر الخير والعطاء.

تعز كما هو الواقع ويردد أهلها كانت شوارعها تزدان وطرقها تزدحم كلما أقبل الشهر الفضيل، والآن تتبدل عليهم الأحوال في ظل حصار الميليشيات ووحشيتها.

جرائم

في ثاني أيام شهر رمضان الفضيل شهدت مدينة تعز، وسط اليمن، قصفاً عنيفاً بقذائف وصواريخ المليشيا الحوثية وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح، طالت الأحياء السكنية الآهلة بالمدنيين..

تواصلت أمس المعارك بالعديد من الجبهات الشرقية والغربية لمحافظة تعز.. وأكدت المصادر إحراز أبطال المقاومة الشعبية تقدماً في الجبهة الشمالية الغربية.

وأفادت مصادر محلية، بان قذيفة سقطت على منزل المواطن هائل عثمان بالقرب من تبة البركاني بوادي القاضي نتج عنها مقتل وإصابة نحو ٥من أسرته في الساعات الأولى من صباح أمس الثلاثاء.

وبحسب المصادر فقد لقيت ربة المنزل و٢من بناتها مصرعهن اثر الصاروخ. وكان طفل قد لقي مصرعه بجبل حبشي، اثر قصف الحوثيين لقرى الوافي.

وأفادت المصادر باحتراق مصنع الإسفنج التابع لشركة عبدالجليل ردمان في منطقة بير باشا غربي المدينة جراء سقوط قذائف أطلقتها مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية المتمركزة في جبل قارع شارع الخمسين..

قصف هستيري

قصفت المليشيا من تبة سوفتيل عدد من أحياء المدينة، وتعرض جبل الشماسي للقصف بمضادات مضادات الطيران من نفس التبة شاركت فيه الدبابة المتمركزة في التبة.

‏وكانت مليشيا الحوثي والمخلوع المتمركزة في ‫جبل هان شنت قصف مدفعي تجاه الجبهة الغربية للمدينة وذلك على مواقع المقاومة والأحياء السكنية في ‫حارة السعيد ومحيطها وعقاقه واللواء 35 ومحيطه.

‪كما قامت مليشيا الحوثي والمخلوع المتمركزة ‏جبل اومان ‫بإطلاق ‫صاروخ ‫‏كاتيوشا باتجاه المدينة.

وتزامناً مع أذان الإفطار حسب التوقيت المحلي لمدينة تعز اليمنية كانت مليشيات الحوثي والمخلوع تطلق صاروخ كاتيوشا من المطار الدولي باتجاه المدينة المكتظة بالسكان..

كما أطلقت مليشيا الحوثي قذيفتان هاوزر من منطقة الجند باتجاه المدينة سقطت إحداها في حي عصيفرة جوار جامع المهاجرين ما تسبب في اندلاع اندلاع حريق. فيما سقطت الثانية في محطة طيبة للمياه ‫بذات الحي.

إلى ذلك شهد محيط مستشفى الثورة قصفاً عنيفاً، ونال القصف الهستيري إحدى المنازل ما تسبب في اشتعال النيران فيه.

كما شهدت المدينة أعنف قصف على جبل جرة وأحياء البعرارة ووادي القاضي شنته مليشيات الحوثي والمخلوع من سوفتل والحوبان..

شهداء

المصادر تحدثت عن استشهاد شاب يدعى حمد العزي وامرأة مع أطفالها الثلاثة بقذيفة هون أطلقتها مليشيا الحوثي علي جبل الشماسي.

واستشهدت أم وطفلها البالغ من العمر عامين إثر سقوط قذيفة على منزلهم بحي وادي القاضي ومزق جسديهما، وذلك فجر ثاني أيام شهر رمضان المبارك، أطلقتها عصابات الحقد الانقلابية في تواصل مستمر للمجازر في حق أبناء تعز..

كما استشهد ثلاثة أطفال ووالدتهم جراء قصف مليشيا الحوثيين لمنزلهم أسفل تبة البركاني في وادي القاضي.

وتوالت المناشدات التي أفادت بأن المستشفيات اكتظت بالشهداء وبالجرحى بسبب القصف العشوائي بصواريخ الكاتيوشا التي أطلقتها المليشيا، منها مستشفى الثورة والروضة. ووجه الأطباء في المستشفيين نداء استغاثة لإنقاذ الجرحى وأن هناك جرحى بحاجة دم.

وأشارت المصادر إلى هناك منازل تهدمت بسبب صواريخ الكاتيوشا المستمرة على الأحياء السكنية للمدينة منذ الساعات الأولى ليوم أمس التي تقوم بإطلاقها عناصر صالح والحوثي على أحياء متفرقة تكتظ بالسكان المدنيين في المدينة.