اخر الاخبار

أسرة يمنية مكونة من خمسة أفراد لا تجد ما تتسحر به والأم تناجي الله ياالله افرجها


محمد ابو الياس العامري
 ____________

يقول العامري" خرجت وقت السحور للبقالة المجاورة للبيت وأنا في البقالة لاحظت وجود طفل عمره ما بين 12 إلى 13 سنة تقريبا, وبيده دبة ماء كوثر صغيرة و في وجهه هموم أو هكذا ظهر لي.

وأنا ألمحه من داخل البقالة وكأنه ينتظر خروجي من البقالة.. كنت أخر زبون وخرجت للباب وعملت نفسي أتلكم بالتلفون..

دخل الصغير البقالة ويشتي دبة ماء كوثر بـ 60 ريال سلف, وعامل البقالة رفض أن يعطيه وقال له ما فيش دين ( سلف )..

خرج من البقالة وغصة في حلقه.. كسير ويمط شفايفه للأمام وكأنه يخفي انفجاره بالبكاء..

ناديت به ..هاااا يا بني تعال.. ليش ما اشتريت ماء.. و كأن سؤالي اعطى الأذن لدموعه بالنزول في صمت يكاد يزلزل الجبال..

بعد صمت لحظات رد عليا ما فيش .. بياس.. يعني فلوس.. أخذت الدبة ودخلت للبقالة واشتريت له الماء.. و رجعت و ما زالت دموعه تنزل و هو يحاول أن يخفيها..

قلت له لأخفف عنه قد تسحرت يا بني.. قال عادوه ( لا ).. سألته ليش يا بني ما عد شتلحقش.. اطرق قليلا و رد بصوت خافت (مابوش ).. أي لا يوجد لديهم سحور..

سمعت الكلمة وكأنه ضرب راسي بمطرقة.. سالته للتأكد.. ايش قلت يا بني.. قال وغصة تكاد تمزق حلقه وتقطع حباله الصوتية (مابوش ).. سألته طيب ليش ؟؟..

قال الصغير عادي شنشرب ماء.. أقسم بالله أني لعنت هذه الدنيا ولعنت هذا الوطن في داخلي بما يكفي لتغسل شقاء هذا الطفل..

قلت له كم انتم بالبيت.. أجاب نحن وأمي خمسة.. قلت له تعال المخبز قريب منا.. وأخذت له روتي وقلت له انتظر خمس دقائق.. واسرعت إلى بوفية قريبة وطلبت منه يطبخ فاصوليا مستعجل سفري..

خرجت من البوفية بسرعة إلى الطفل واعطيته الفاصوليا واخذت منه دبة الماء لأحملها عنه و داخلي يتمزق من الوجع ولا يعلمه إلا الله وحده..

رأيت في وجهه هموم.. سالته ما لك.. رد ذحين أمي شتقول إننا رحتو أشحت و إلا مدري من فين جبتو هذا الأكل.. وهي قالت ماء بس و أرقدوا والله شفرجها..

قلت له قلها.. جابه عمي صاحب أبي ، حصلتوه عند البقالة.. قال شتضربنا لأننا اخرج الخُبر حقنا للناس.. قلت له أنت روح الأن إلحقوا السحور وبعدين سهل..

المهم بكرة بانتظارك العصر عند صاحب الخضرة وأنا وعيالي و شاخليهم يجو معك لعند أمك و لا تهم..

أوصلته إلى قرب المكان الذي يسكنون فيه.. وناولته الدبه الماء.. و بمجرد أن إلتفت عنه حتى احسست بغصته التي كانت في حلقه وقد انتقلت إلى حلقي و كرات من الدموع تملئ عيني على هذه الاسرة العفيفة التي يهمهم أن لا يخرج خبرهم..


الف سؤال دار في راسي.. ترى ماذا افطروا.. ماذا أكلوا وهم لا يملكون قيمة شربة ماء.. لو كان لديهم ما افطروا و تعشوا به.. لماذا لم قال مابوش سحور..

كيف سيقضون بقية رمضان.. بل كيف سيمر عليهم العيد.. كيف ستتصرف الأم العفيفة مع ابناءها يوم العيد لكي لا يخرج الخبُر حقهم.. هل ستخفيهم عن الجميع و تحرمهم الفرحة.. ااااااااه يا وجعي..

كم من الأسر هكذا تعيش فيك يا بلادي في المدن والارياف حيث لا أحد يصل إليهم.. دوامة من الأسئلة خنقتني وجعلتني لم استطع تذوق لقمة من سحوري أو اشرب قطرة ماء..

هذا الموقف هزني من اعماق اعماقي.. اقسم بالله إنه أبكاني وأنا الذي معروف عني عدم البكاء في أشد المواقف..

ياااارب رحماك بامهات فقدن من يعولهن وابناءهن و يقف التعفف حاجزا بينهم و بين لقمة تسد رمق أولادهن يا الله..

أي لعنة حلت بك يا وطني.. سأحاول أن أزور هذه الاسرة.. هذا إن سمحت أم هذا الولد له بان يأتي حسب الموعد و سأحاول أن أعمل معهم ما يقدرني الله عليه..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016