وكالة أرصفة للأنباء/رصد خاص
أحمد عادل منصور سفيان، "طفل يبلغ من العمر 10 سنوات" من محافظة تعز لم يتبق من رأسه سوى النصف، والنصف الآخر اندثر وتوزع في أرجاء شارع حوض الأشراف الذي كان يلعب فيه الطفل مساء اليوم الأول من يونيو الجاري، قبل أن تسقط عليه ورفاقه إحدى قذائف مليشيات التمرد، الذين تلاشت إنسانيتهم و تاهوا في أرجاء الوطن وهم يبحثون عن قدر معشار من رجولة..
لعلها تذكرهم بأخلاق الحرب فضلا عن تذكيرهم بأن أصولهم إنسانية..أو حتى مجرد الشبه !
هكذا تنكل المليشيات الانقلابية بأبناء تعز، وهنا ماتت إنسانية الغزاة المحليين، وعلى هذا النحو تتدحرج مسؤولية قيادة الشرعية، التي تهوي بسرعة نحو حضيض الخذلان ومشاركة الجريمة ..!
وأكدت مصادر رسمية في المقاومة الشعبية قيام ميليشيات الحوثي واتباع علي عبدالله صالح بارتكاب نحو 4027 خرقاً للهدنة في محافظة تعز فقط، وذلك خلال فترة التهدئة منذ إعلانها في العاشر من أبريل الماضي وحتى تاريخ 31 مايو الفائت.
وقال العقيد ركن منصور سعد الحساني، الناطق الرسمي باسم مجلس تنسيق المقاومة بمحافظة تعز جنوب غربي اليمن، إن هذه الإحصائية للخروقات التي ارتكبتها الميليشيات الانقلابية خلال فترة التهدئة في محافظة تعز تمثل رسالة إلى كل الجهات ذات العلاقة لمعرفة مدى جدية ميليشيات الحوثي واتباع صالح بالحوار والحل السياسي والحرص على الوطن وعلى الشعب اليمني.
ونشر الحساني في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إحصائية لتعزيزات وخروقات الميليشيات الانقلابية خلال الفترة من 10 أبريل إلى 31 مايو، حيث بلغت الخروقات التي ارتكبتها الميليشيات الانقلابية 4027 خرقاً.
وبلغت تعزيزات الميليشيات خلال تلك الفترة 1505 أطقم عسكرية ودبابتين و4 عربات مدرعة و11 مدافع هوزر و6 عربات كاتيوشا و21 عربات ذخائر.
فيما بلغت إحصائية القتلى نحو 99 قتيلاً، بينهم 51 مدنياً و48 من الجيش الوطني والمقاومة. كما بلغ عدد الجرحى 801 جريح، بينهم 392 مدنياً.
على صعيد آخر، دشن ائتلاف الإغاثة الإنسانية بمحافظة تعز، الاسبوع الأخير من شهر مايو الماضي مشروع توزيع 100 ألف سلة غذائية و200 طن من التمور، للمتضررين في المديريات المحاصرة والأشد ضرراً بتعز وذلك بتمويل من "مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية."
وبحسب الائتلاف فإن المساعدات الإغاثية المقدمة من مركز الملك سلمان والمتمثلة في 100 ألف سلة غذائية و200 طن من التمور ستوزع لمديريات المدينة المحاصرة والأشد ضرراً جراء الحرب التي شهدتها تلك المناطق وهي " القاهرة، والمظفر، وصالة، ومشرعة وحدنان، وصبر الموادم، والمسراخ".
ويستعد أهالي تعز لاستقبال شهر رمضان المبارك بهموم لا حصر لها ومآسٍ لا يقوون على تحملها، فغلاء الأسعار ونقص المياه وانتشار الأوبئة، إضافة إلى المعارك والحصار هموم فاقت طاقتهم.
فرحة أهالي تعز بدخول شهر رمضان شبه معدومة، خاصة مع الحصار والاشتباكات الميدانية المفروضة على سكانها من قبل الميليشيات، ناهيك عن غلاء الأسعار ونقص المياه وانتشار الأوبئة.
وقال مسؤول عسكري في المقاومة اليمنية، حسب تصريحاته لصحيفة المدينة السعودية، إن خطة عسكرية جهزتها المقاومة لفك الحصار عن تعز سيتم البدء بتنفيذها قبل شهر رمضان.
ويعاني المواطنون في تعز من غلاء أسعار كافة المواد الغذائية والبطالة بين المواطنين نتيجة الأوضاع الحالية، فيما يأمل سكان المدينة أن يصلهم الدعم في شهر الخير والعطاء.
وتعز كما هو الواقع ويردد أهلها كانت شوارعها تزدان وطرقها تزدحم كلما أقبل الشهر الفضيل، والآن تتبدل عليهم الأحوال في ظل حصار الميليشيات ووحشيتها.
وفي أعقاب زيارة قام بها مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي إلى اليمن، جون غينغ، مدير العمليات في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أواخر الشهر الماضي، قال أضحى الاهتمام ضروري بصورة ملحة إلى الوضع الإنساني اليائس في اليمن، والمستمر في التدهور بعد أكثر من عام على تصعيد الأعمال القتالية.
وأضاف فمنذ منتصف مارس/ آذار 2015، تسبب الصراع في أزمة أمن آخذة في الاتساع، وعمل على تفاقم الوضع الإنساني المتردي أصلا بسبب سنوات من الفقر وسوء الإدارة وعدم الاستقرار، وترك أكثر من 13 مليون يمني في حاجة إلى مساعدة إنسانية فورية منقذة للحياة.
وحذر السيد غينغ قائلا، "الملايين من الناس في اليمن في حاجة ماسة متزايدة للمساعدة"، لافتا إلى أن الغذاء والتغذية وانعدام الأمن والافتقار إلى الرعاية الصحية هي من بين القضايا الأكثر إلحاحا.
وقال كينغ"الناس يموتون من أمراض يمكن الوقاية منها بسبب محدودية الإمدادات الطبية الأساسية.
ويواجه أكثر من 7.6 مليون شخص خطر المجاعة، فيما نزح 2.5 مليون شخص بسبب الصراع العنيف الدائر منذ يناير/ كانون الثاني 2014.
وأشار جون غينغ إلى أن أزمة اليمن هي واحدة من أكثر الأزمات الإنسانية حدة في العالم، مشددا على أن العمل الجريء المثير للإعجاب الذي يقوم به العاملون في المجال الإنساني هو مصدر إلهام حقا.
ووجه غينغ نداء هاما لأطراف النزاع لإعطاء الأولوية لحماية المدنيين وتلبية الاحتياجات المدنية، وتمكين وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق من خلال رفع الحصار على وجه السرعة إلى من هم بحاجة لا سيما فيما يتعلق بمحافظات تعز وحجة وصعدة وعدن والجوف.
وأضاف "يجب أن يكون الشعب اليمني في صميم هذه الاستجابة، واجبنا الجماعي هو حمايته وتوفير الغذاء والصحة والمأوى وغيره من الدعم الحيوي."
وناشد السيد غينغ مجتمع المانحين زيادة الاهتمام بخطة الاستجابة الإنسانية لليمن ودعمها، والتي تطلبت توفير 1.8 مليار دولار للوصول إلى أكثر من 13 مليون شخص هذا العام، إلا أنها مازالت تعاني من نقص في التمويل على نحو يثير الصدمة حيث لم يتوفر إلا 16 في المائة من إجمالي المبلغ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق