وكالة أرصفة
للأنباء- وليد عبد الواسع
بعد 200 يوم قضاها مغيباً
في معتقلات جماعة الحوثي، خلفت كثيراً من الأوجاع لأسرته.. كان الشاب الثلاثيني/
محمد عبد الله الذيفاني صبيحة الأول من يونيو الجاري يتنفس الحرية..
وفرحة الاحتفاء تعم
منزل والده الأكاديمي الأشهر بمحافظة تعز بعودة أبنهم المغيب، الذي أفرجت عنه
المليشيا الانقلابية في إطار صفقة تبادل
الأسرى بين مسلحي الحوثي وفصيل من مقاومة تعز الشعبية..
لكن فرحة الأسرة
بعودة ابنها الغائب، لم تكد تمر عليها 22 يوماً لتفجع الأسرة باغتيال روح
"محمد"، بينما كان برفقة طفلته قرب أحد المحلات التجارية بأحد شوارع
مدينة تعز، وسط اليمن، قبل ساعات من الإفطار..
وبين نهاري: الرابع
عشر من نوفمبر 2015 والثاني والعشرين من يونيو 2016م.. مساحات وجع وغصة وفاجعة وفرحة
مبتورة غشت حياة الأسرة، بحادثتين..
الأولى صادرت حرية
الشاب "محمد"، والثانية اغتالت روحه.. لكن مالم تكن تعلمه أسرة
الذيفاني، كما هو ابنها، أن أيام الفرحة الاثنين والعشرين، هي احتفائية الوداع
الأخير..
لحظة الإفراج عن مختطفين في صفقة تبادل الأسرى |
اغتيال الشاب / محمد
عبدالله الذيفاني أحد أفراد كتائب أبي العباس في شارع العواضي بمدينة تعز من قبل مسلحين
مجهولين أمام طفلته.. كان هذا هو النبأ الفاجعة الذي سرق أسرة الذيفاني فرحة
الإفطار، مساء أمس الأربعاء.
هو ابن الأكاديمي الأشهر
بجامعة تعز ورئيس مجلس تعز الأهلي- الدكتور/ عبدالله الذيفاني، وشقيق الشيخ/ أبو عبدالله
وهب الذيفاني- أحد قادة كتائب أبي العباس، الفصيل في مقاومة تعز..
فرحة
ماتمت
كان "محمد"
أحد الشباب الذين تم الإفراج عنهم في الأول من يونيو الجاري من سجون الحوثي في عملية
تبادل الأسرى الأولى التي تمت بين كتائب أبو العباس ومسلحي الحوثي..
مطلع يونيو الجاري كانت المقاومة الشعبية بتعز تبادلت
مع مسلحي جماعة الحوثي، عملية الإفراج عن 35 أسيرا من الطرفين بمحافظة تعز، وسط البلاد.
وكان نجل رئيس المجلس الأهلي بتعز، الأكاديمي عبدالله الذيفاني، من بين المفرج
عنهم.
عبد الرحمن الصالح، الناطق باسم كتائب "أبو العباس"،
وهي إحدى فصائل المقاومة، قال حينها لوسائل إعلام، إن "الكتائب أفرجت عن 19 أسيرا
من جماعة الحوثي..
وأضاف أن ذلك مقابل إطلاق الأخيرة 16 أسيرا من الكتائب،
بآخر نقطة تمركز للمقاومة بشارع الثلاثين غربي مدينة تعز". بينهم محمد
الذيفاني.
اعتقال الحرية
200
يوم قضاها في سجون الحوثي، بعد اعتقاله نهار الرابع عشر من نوفمبر 2015، اليوم
الذي لم يكن الشاب الثلاثيني/ محمد- نجل واحد من أبرز أكاديمي تعز المعروفين- أنه
سيكون يوم مصادرة حريته..
جرى اعتقال "محمد" بينما كان يقف في
طابور طويل من أجل الحصول على بضعة لترات من مادة البترول في محطة فتح الله الواقعة
في شارع الثلاثين بالعاصمة اليمنية صنعاء.
لكن الأكثر مفارقة أنه لم يكن يفكر أن سيارة والده
التي سبق أن نهبها مسلحو جماعة الحوثيين من تعز هي ذاتها السيارة التي اقتاده
الخاطفون على متنها إلى جهة مجهولة..
محمد عبد الله الذيفاني، الشاب البالغ من العمر 30
عاماً، بحسب والده عبد الله الذيفاني (60عاماً) الأكاديمي المعروف، كان في ظهر يوم
السبت 14 نوفمبر 2015 كان ينتظر في طابور للحصول على مشتقات نفطية في محطة في محطة
فتح الله في شارع الثلاثين- صنعاء..
أثناء ذلك قام مجموعة من المسلحين عرفوا أنفسهم بأنهم
من أنصار الله بأخذه من المحطة، واقتادوه على متن سيارة نوع صالون إلى جهة مجهولة.
محمد نجل الدكتور الذيفاني |
وجع الغياب
الذيفاني الأب أفاد حينها أن أجماعة الحوثيين سبق وأن
نهبوا سيارته من تعز، وهي ذاتها التي استخدموها لاحقاً لاعتقال ولده .. يقول:"هي
نفسها السيارة التي تم نهبها من قبل أنصار الله مني في تعز".
طلب والد المعتقل وساطة من أشخاصٍ يعرفهم وكلفهم بالتواصل
مع قيادات الحوثيين، ووعدوهم في البداية بأمور طيبة فيما يتعلق بابنه- حد تأكيده..
"لكنهم غيروا أقوالهم فيما بعد وقالوا أنه ليس
عندهم وأنهم غير مسئولين عنه": قال الدكتور الذيفاني لمنظمة مواطنة.. وأضاف:"
كانت المحطة التي تم اقتياد ابني منها تحت إشراف جماعة أنصار الله وتم اقتياده بموافقتهم"..
ظل تلفون محمد مفتوحا وآخر ما استطاعت أسرته التوصل
إليه من خلال معارف بأنه محتجز في إحدى البنايات في شارع الستين بصنعاء.. وفقاً
لوالده..
ينهي الذيفاني حديثه :" تصلنا أخبار أنه في سجن
البحث الجنائي في أمانة العاصمة صنعاء أحياناً، وأيضاً أنه في سجن البحث الجنائي بمحافظة
تعز أحيانا أخرى"..
احتفاء العودة
كان ذلك قبل أن
يفرج عنه مسلحو الحوثي مطلع يونيو الجاري في صفقة كانت المقاومة تبادلت فيها مع مسلحي
جماعة الحوثي، عملية الإفراج عن 35 أسيرا من الطرفين بمحافظة تعز، وسط البلاد.
بعد 200 يوم قضاها
مغيباً في معتقلات جماعة الحوثي، خلفت كثيراً من الأوجاع لأسرته.. كان محمد
الذيفاني يتنفس الحرية، وفرحة الاحتفاء تعم منزل أسرته بمحافظة تعز بعودة أبنهم
المغيب..
فرحة الأسرة بعودة
ابنها الغائب، سرعان ما انطمرت على وقع فاجعة أخرى، بدت أكثر إيلاماً.. لم تكد تمر
22 يوماً على فرحة إطلاق حرية "محمد"..
لتفجع الأسرة
باغتيال روح ابنها، بينما كان برفقة طفلته قرب أحد المحلات التجارية بأحد شوارع
مدينة تعز، وسط اليمن.. دون أن تدعه ينهي صيامه بفرحة الإفطار بين أفراد عائلته..
منزل الدكتور الذيفاني الذي أحرقه مسلحو الحوثي |
فاجعة
كبرى
عصر أمس الأربعاء اغتال
مسلحون مجهولون الشاب "محمد الذيفاني"- 31 عاماً، وهو نجل الدكتور الأكاديمي
عبدالله الذيفاني، وأحد أفراد كتائب " أبي العباس " بشارع العواضي- شرق مدينة
تعز.
مصدر إعلامي في الجبهة
الشرقية للمدينة قال أن مسلحين مجهولين أطلقوا النار على الشاب " محمد الذيفاني
" وهو برفقة ابنته قرب أحد المحلات قبل ساعات من الإفطار قبل أن يتمكن المسلحون
من الفرار من الشارع.
حادثة اغتيال محمد
الذيفاني.. وجع أخر يضاف لقائمة الغصص التي تخنق أسرته، كما هو حال كثير من أبناء
تعز.. الذين يعيشون منذ أكثر من عام أوجاعاً ومآسي وأحزان فواجع الموت، ونزيف
الأرواح..
معركة الكرامة
تحمل أبناء تعز كل ذلك وكل يوم ينتظرون تحرير مدينتهم..
طوال ما يقارب العام ونصف العام من الحرب والحصار المرير الذي تتعرض له، كأكبر تكتل
سكاني محاصر..
لاتكاد تعز تنام أو
تغفو على فجائع الموت، إلا وتصحو على جنائز الدم ونزيف الأرواح.. من بين روائح
البارود ودوي انفجارات القذائف التي تطلقها مليشيا الحوثي وبيادق صالح على الأحياء
الآهلة بالسكان المدنيين، وبلا هوادة..
منزل الدكتور الذيفاني بعد تفجيره |
الغصة التي تخنق
أسرة الأكاديمي عبد الله الذيفاني، كما هو كثير من أبناء تعز.. لم تعد تحتمل،
بالنسبة لشخص تعرض لكثير من الفواجع والانتهاكات والجرائم التي طالته..
حادثتي اختطاف نجل
الذيفاني، ومن ثمة اغتياله، بعد الإفراج عنه، ليست الطامات الوحيدة التي تحل على
رأس الذيفاني.. فقد سبق أن تم اختطاف هذا الأكاديمي، الذي حدد موقفاً صريحا
وواضحاً من نهج جماعة الحوثي الخطيرة..
كما نهبت سيارته،
التي استخدمها الخاطفون في عملية اعتقال نجله محمد، تعرض منزله للتفجير بعد إحراقه،
من قبل مليشيا الحوثي..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق