اخر الاخبار

إحتفاء بفاجعة رحيل الباحث عن الماء لإرواء عطش الأرض




عبده أحمد زيد ثابت المقرمي

في منتصف اليلة قبل الماضية سقط سلام محمد علوان ثابت المقرمي في بئر جده وفارق الحياة.. كان يريد أن يسقي الارض بالماء لكنها أبت إلا أن يبات في بطنها بعد أن سقته بالماء..

فبعد رحلة طويلة وشاقة قطعها بعد الإفطار من القرية إلى التربة مركز المديرية على أقدامه والبحث لساعات طويلة على مادة البترول حتى حصل عليها بصعوبة..

عاد في منتصف الليل ليذهب إلى بئر جده العميق والذي ينتظره أيام ليجمع الماء كي يسقي به قطعة أرض تساوى أمتار..

كان مسرورا أنه أستطاع أن يوفر البترول ليسقي زرع ثمره التي يأمل من خلاله أن يؤمن مصدر رزق كم يوما من خلاله ليسد رمق جوعه وجوع أسرته في ظل فقر وجوع يعصف باليمن قاطبه.

لكن القدر كان  ينتظره لتتحول فرحته وفرحت الأسرة كلها إلى مأتم حين سقط إلى البئر وشرب من الماء قبل أن يشربه الزرع وأبتلعته الأرض ليدفن في جوفها قبل أن يحظى الزرع الذي كان ينتظر الشاب ليرويه بالماء ليزهو ويثمر..

سقوطه للبئر لم يكن فجأة ولا بفعل فاعل ولكن كان سببه سوء التغذية التي يعاني منها مثله مثل غيره من شباب اليمن الذين يعانون من الجوع الناتج عن عوز الفقر المنتشر بين الشباب وأرباب الأسر الناجم عن النزاع المسلح القائم..

وأثناء نزوله إلى وسط البئر ليشغل الماطور تعرض للدوخة والدوار وفقد سيطرته على نفسه في مكان لا يستطيع أن ينقذ فيه نفسه ليهوى بين جدران بئر عميقة مفارقا الحياة ومخلفا فاجعة لا حدود لوصفها.

لم تكن تلك ظاهرة فريدة حيث بين الحين والأخر نسمع عن سقوط أشخاص في أماكن متفرقة ومن فوق بيوتهم بالذات في أواسط الأطفال والمراهقين الأقل تحملا والأكثر حركة..

الطلاب بمدارسهم يسقطون على درجها وفي قاعات فصولها ومن فوق الكراسي وفي أحواش مدارسهم يسقطون على الأرض لينقل بعضهم للمشافي ليتضح أن سبب ذلك سوء التغذية..

ومثلهم يتساقط بعض  في الطرقات ومن أسقف منازلهم وفي الشوارع وعلى الأرض يسقطون سقوطا لا يعرف أسبابه ظاهريا..

لكنه بالحقيقة هو ايضا ناتج عن سوء التغذية المنتشرة في وسط المجتمع بسبب الفقر والجوع الذي يتعرض له أبناء البلد بسبب النزاع المسلح وما خلفه من حصار وكارثة إنسانية..

ودون حلول ملموسة لمواجهة ظاهرة الجوع من قبل الجهات المختصة والمجتمع الدولي والأمم المتحدة رعاة الأزمة اليمنية..

الظاهرة تتضاعف كل يوم حتى أصبح غالبية المجتمع إذا لم يكن بكامله يحتاج إلى إغاثة عاجلة قبل أن تصيبه كارثة المجاعة والموت الجماعي..

لكن بيد أنه حكم على اليمنيين بالموت فمن لم يمت بالرصاص والقذائف سيموت جوعا...!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016