اخر الاخبار

انتصار لوالدها المعتقل فتاة يمنية تستبدل خضاب كفيها يوم زفافها بالدم


وكالة أرصفة للأنباء/ نبيل الشرعبي

كيف أرتب الكلمات وأنت تنتظرين عند الباب عودة الأب المكبل بالقيود..؟ كيف أحدث العطر أنك تهصرني النجم بوصلة لتهدي خطو ابيك نحو فرحتك يا ابنة شرب الظلام فرحتها..

هل يعي السجان معنى أن تستبدل إبنته الفرحة بعرسها إلى وجع يطاول عنان السماء.. كيف صار من ينشدون الحرية والكرامة للشعب اليمني لصوص يسطون ويسلبون الفرح من أعين البسطاء؟..

أي لغة تتسع لوصف حزن إبنة تزف إلى عريسها ووالدها خلف القضبان بتهمة عشق الوطن.. أي وحيشة وكراهية وحقد أسود يكتظ بها كيان وحوش البشر.. من يتشدقون بأنهم ضحايا الأمس وهم كاذبون.. فلا يمكن لضحية أن يتحول إلى جلاد..

سمية خالد المهلا.. شابة يمنية كان والدها يجهزها ليوم زفافها لكن المكتظيين بالحقد والسواد والكراهية اعتقلوا والدها ليزجوا به خلف قضبان السجن بتهمة وطنيته وعشقه اللامحدود لوطنه اليمن..

رسالة كتبتها سمية إلى والدها المعتقل.. كتبتها بدم فؤادها وعطر فرحها.. بدلا عن الخضاب الذي كان سيزين كفيها مسحت دموعها لترى كفيها مخضبة دم..

لا لغة ولا مشاعر تقوى على مزامنة توقيت استبدال الخضاب بالدم.. لكنها ملمحة وفاء إبنة لأبيها الكثير في حضوره وغيابه.. الكثير في حبه لأولاده ووطنه..

سمية المهلا.. هذه الفتاة اليمنية تختزل في رسالتها التي تنشرها وكالة أرصفة للأنباء تختزل أروع ملاحم انتصارات الحب وكرم الشموخ والإباء في وطن صار منذ اختطفه المتمرسون خلف زناد البندقية صار فيه الحياة محكومة بضغطة المسجونة أصابعهم في حلقة زناد البندقية..

سمية التي أبت إلا أن تهب المدى فرحة انتصار على السجان.. استحقت أن تكون رائدة الوفاء للمدى والوطن وكل البشر.. كيف لا وهي قد استبدلت خضاب كفيها بالدم وباقات الورد بالشموخ.. إنها بحق أمة بل عالم من السمو والآنفة..

هنا تتقزم الكلمات وتضيق اللغات ويصير لا حديث ولا حدث سوى ما نثرته سمية أشهى من الفجر في مقل التائهين في القفار.. وليكن الحديث هو سمية.. نص الرسالة..

"رسالة من ابنة المختطف خالد المهلا في ليلة عرسها"

إلى والدي الذي غيبته السجون المظلمة وجعلت أحداث عرسي صعبة ومؤلمة..

أخذوك مني بعد أن حددت موعد عرسي وجهزتني، ظننت أنك ستعود في ذلك اليوم وأن غيابك لن يطول.. لكن الموعد حان وأنت ما زلت هناك في زنزانتك..

أبي لو كان بيدي ما عرست ولا لبست الأبيض من الثياب، وما خضبت يدي، إذ ليست لدي القوة الكافية للفرح بدونك..

لكني استمد قوتي بعد الله منك، فروحك لا تقيد، وعزمك لا يلين ونصحك لا يكبل.

أنت معي لا تفارقني، نظراتك الحانية، عطفك، ابتسامتك، حضورك الباهي زين المكان والزمان.

كنت أتمنى أن أجد من يسمع صوتي ويعيد أبي ليشاركني فرحتي.. ترى هل بقيت معهم قلوب أو رحمة!! أتساءل فقط..

أبي.. لقد جاء أخي الصغير إلى هذه الدنيا ونحن نحاول أن نسقيه من حنانك الذي سقيتنا ونجعله يحس بقربك في نظراتنا لكني لم استطع أن أصبر نفسي، أو أتخيل عرسي وأنت هناك، هل ستخرج وتمسح دمعتي وتبدل أحزاني إلى أفراح..

متى يا والدي سأحتفل بك وأعوض ما فاتني من أفراحي.. ابنتك/ سمية خالد المهلا..

"تهنئة"
شكرا سمية وأجمل وأصدق التهاني وأعذبها لك يا منحتينا أرتال قوة وانتصار على السواد.. دربك أخضر وروحك مدى من الزهور..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016