
هل أنت حق جبان.. سؤال قد يكون مستفزا للغاية.. إلا أن الأمر ليس كذلك حين تقف بمحاذاة صحفي متمرس..
الصحفي توفيق عبدالمجيد الشرعبي.. لم يتملص ونحن نجلده برتل أسئلة.. كأنها صادرة من منصة قاض..
لسنا بصدد التعريف بمن هو توفيق الشرعبي وماذا شغل من مناصب ولا اين يقف.. بل نكتفي بتقديمه مجردا هكذا صحفي يمني..
في حوار غير معتاد مع وكالة أرصفة للأنباء.. أشبه ما يكون بمحاكمة تحدث توفيق الشرعبي بلياقة دبلوماسي وحس صحفي وروح إنسان من العامة..
تفاصيل الحوار..
* ما دواعي مغادرتكم اليمن...؟
** غادرت اليمن لسببين الأول أن أكون في مأمن من مسلحي الحوثي الذين فتحوا سجونهم لكل صحفي واعلامي يخالف رأيهم خاصة وأني كنت أعمل في التلفزيون الرسمي مديرا عاما للاخبار ، أما السبب الثاني فهو البحث عن عمل بعد أن تم ايقاف راتبي..
* تدور أحاديث تفيد أن مغادرتكم اليمن لليس له غير تفسير واحد وهو جني كثير من المال .. تعليقكم...؟
** العمل ليس عيبا بدليل أن المئات من الصحفيين يعملون خارج اليمن بعد أن ضاقت بهم السبل في الداخل، وطالما توفر الأمن سنعود بالتأكيد لأن اليمن مرجعنا وملك لكل اليمنيين وليس لفئة واحدة..
* لكن هناك صحفيين بقوا باليمن ولم يرتهنوا لا لصالح ولا الحوثي ولا لهادي.. ألم يكن الافضل لكم أن تكونوا أحد أؤلئك الصحفيين..؟
** لكل صحفي رؤيته للغد ... وأحترم رغبة كل صحفي سواءا بقى في الداخل أو خرج للبحث عن عمل، وأعتقد أن الكثير من الزملاء لو توفرت لهم فرص العمل في الخارج لما ترددوا إضافة إلى أن البعض ليسوا مطلوبين من قبل الحوثيين بمعنى أن وضعهم افضل منا..
* وهل أنت مطلوب..؟
** للعلم أول ما قدمت استقالتي من التلفزيون بعدما اقتحموه_ أي الحوثيين_ دوروا بعدي لكني سافرت تعز بنفس اللحظة وحتى أسرتي أخرجتهم من صنعاء..
* هل حقا أنت جبان لأنك تركت وطنك في محنة يحتاجك فيها أكثر .. أضف إلى ذلك أن الصحفي يعرف مسبقا أنه محاط بمخاطر.. فكيف اخترت هذا الطريق الصعب وخشيت ان تواجه مخاطره..؟
** انا عملت بمبدأ السلامة والأمان.. والحفاظ على النفس ليس جبناً ومن حق أي شخص ان يصفني بما يشاء أما مخاطرة الصحفي فلا تعني أن تسلم رقبتك للقاتل ليتخذ منك درعا بشريا أو ليساوم أسرتك ويبتزهم ماديا.. وأنت كنت أحد من بقوا في صنعاء ولم تسلم منهم..
* ماذا ستقول للصغار حين يستقر الوطن وتعود للعمل في اليمن.. ماذا ستقول لهم إن طلبوا منك أن تحدثهم على هذه الحقبة من تاريخ اليمن...؟؟
** ساحدثهم بكل شيء وبادق التفاصيل لأني أعيش أحداث بلدي لحظة بلحظة وأنقل الأخبار للعالم، ولو كان البعد المكاني يعني أن لا علاقة لك بالأحداث لما وثقنا في القنوات العالمية التي تنقل أحداث اليمن وهي لسيت متواجدة فيها..
* وانت تعيش مع اطفالك في بلد غير بلدكم .. ما اكثر شيئ يسألك عنه اطفالك...؟؟
** أنا اعيش بمفردي.. أولادي مازالوا في اليمن .. ومع ذلك أنا أطمنهم كل يوم بأن الحق سينتصر وسنعود يوميا لنعيش سعداء..
* هل فكرت يوما أو عشت لحظات تخيل لو أن اطفالك كانوا محل الاطفال اليمنييين الذين لم يكن القدر بهم لطيفا فكانوا ضحايا للحرب..؟؟
** أطفالي مثل بقية أطفال اليمن تحت قصف التحالف ومسلحي الحوثي وصالح .. وأخاف عليهم وعلى كل أطفال اليمن..
* لو لم تتاح لكم فرصة مغادرة اليمن ماذا كنت ستفعل..؟
** 8 - لو لم تتاح لي فرصة العمل في الخارج كنت سأعود إلى مسقط راسي في شرعب وأعيش هناك حتى تستقر الأوضاع طبعا بدون عمل .. ولدي أخ وأصدقاء بالتأكيد لن يتخلوا عني..
* هل تفكر في اطفال اليمن وبكل جراءة ومصداقية هل بكيت يوما لأجلهم..؟
** لن أمدح نفسي لكني أقسم بالله أني أبكي على كل طفل أو رجل أو امرأة يقضى جراء هذه الحرب الملعونة التي سرقت منا كل شيء..
* ختاما ما الذي يمكن ان تقدمه لاطفال اليمن خاصة ولليمن عامة بعد هذا الحوار..؟؟
** لا أملك غير الدعاء لهم في هذه الأرض المقدسة واسأل الله أن يلطف بهم وبكل أبناء الشعب اليمني ..
* خالص الشكر توفيق الشرعبي.. صحفي وإنسان كثير..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق