وكالة أرصفة للأنباء/ خاص
تعيش صنعاء أو ما يطلق عليه أمانة العاصمة في اليمن وضعا غير مستقر منذ سقوطها بيد الحوثيين ويزداد هذا الوضع ترديا كل يوم على كافة الاصعده.
وحسب مشاهدات يومية اخذت انتشار السرقات بشكل اكبر دون وجود رادع او توجه لايقاف توسع هذه الظاهرة التي باتت تؤرق كثير وتعكس حجم التراخي في قدرة الحوثيين على الامساك بمقاليد الامور والوضع الامني بشكل عام.
ويقول عدد من سكان شارع الدائري احد اهم شوارع العاصمة صنعاء ان سائقي دراجات نارية يجوبون الشارع ويقومون بانتزاع جوالات المارة في وضح النهار ولا يجرؤ احد على ايقافهم.
وأكدوا حدوث عدد حالات امام اعينهم وفي وقت مرور دوريات الحوثيين لكن لم تتحرك الدوريات لملاحقة اللصوص.
واضافوا ان الامر لا يتعلق فقط بالجوالات بل يمتد الى سلب النساء حقائبهم والفرار وكذلك سلب الاشياء ذات القيمة المرتفعة والممكن بيعها.
وعلى صعيد الوضع الانساني ومن خلال التجوال في الشوارع يلفت نظر الشخص اتساع ظاهرة طالبي العون من الرجال والنساء وينظم اليهم طابور جديد من الفتيات الشابات ذات الاصول غير المهمشة.
وهو ما كان غير مالوف إلى قبل مطلع العام الماضي ناهيك عن طابور جديد من الشباب الذكور وبشكل ملفت للغاية حيث لا يكاد شارع يخلو من خليط هذه الطوابير الباحثة عن العون.
وهو ما يؤكد توسع دائرة الفقر بشكل كبير لم يكن معتاد في صنعاء ومعه توسعت ظاهرة انتشار ما يطلق عليه تجارة الجنس وباشكال متعددة منها طلب الفتاة المال مقابل منحها المتعة لمن تطلب منه المال وشكل اخر طلب الانثى المشي برفقة رجل تتفق معه على ان تبقى معه طوال النهار مقابل ان يتكفل بطعامها والقات وقليل من المال و ... الخ.
واكد شخص من هواة الجنس انه تعرف إلى رب اسرة مكونة من زوجة وفتاتين وان رب الاسرة هذا لم يجد ما يعيش منه غير تقديم زوجته وابنتيه للراغبين في ممارسة الجنس مقابل الحصول على المال وليس هذا إلا شاهد على حالات كثيرة.
وهذا يعكس حالة الوضع الانساني المنهار شبه كليا في صنعاء, حيث كان غالبية السكان فيها من محافظات آخرى نظرا للارتباط بالوظيفة او مصدر الدخل وكان يعيش من دخل هؤلاء كثير من سكان صنعاء الاصليين من عائدات الايجارات وما يبيعونه من قات وفواكه وخضروات وغيرها.
وبسبب هجرة كثير نحو مناطقهم ممن كان يعيش من دخلهم كثير من سكان صنعاء الاصليين جفت مصادر عيش هؤلاء السكان وصاروا في عداد الفقراء ومعدومي الدخل.
ويقول خبير اقتصادي يمني ان صنعاء كانت اكثر تأثرا من غيرها من المحافظات اليمنية كون اقتصادها كان قائما على ما يدره عوائد الموظفين عليها مولدا حراكا تجاريا واقتصاديا كبيرا انهار تدريجيا بمجرد بدء الهجرة منها نحو محافظات اخرى.
وقدر الخبير الاقتصادي اليمني نسبة من فقدوا مصادر دخلهم من سكان صنعاء بأكثر من 65 بالمائة كانوا يعيشون من عوائد ايجاررات العقارات وهذا القطاع في صنعاء تضرر شبه كلي وبما نسبته 73 بالمائة هذا إذا لم يكن تجاوز الضرر نسبة 86بالمائة, حيث توقفت حركة السياحة كليا.
وهذه كانت تدر عوائد كثيرة على السكان الاصليين بصنعاء من خلال عوائد تأجير المنشآت والمباني, ويقابل ذلك توقف ورحيل نسبة لا يستهان بها من الاعمال التجارية والتي كانت هي الاخرى تدر دخولا كبيرة على سكان صنعاء الاصليين.
ويذكر صاحب محل تجاري لبيع المواد الغذائية باحد احياء صنعاء ان دخله اليومي إلى ما قبل سقوط صنعاء بيد الحوثيين كان لا يقل في اليوم عن 60 إلى 75 ألف ريال وبدأ بالتراجع شيئا فشيئا وحاليا يتذبذب ما بين 18 ألف و25 ألف ريال.
ايضا مالك عمارة سكنية أوضح أنه حين بدأ المستأجرين يخلون الشقق اضطر لتخيفض الايجارات إلى أقل من النصف حتى لا يفقد المصدر الذي يعيش منه وأسرته خاصة بعد أن تم اخلاء عمائر بكاملها.
ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد بل يتجاوزه إلى ما هو أبعد وهو الجانب الامني والذي يشهد تراخيا كبيرا وإن كان هنالك من يقول إن الامن مستتب في صنعاء كونه ارجع ذلك إلى عدم سماعه حدوث جرائم أو ما ينغص الامن, فهذا غير صائب كون حجب وسائل الاعلام ومنع تناقل اي اخبار وتوقف اعمال المنظمات.
وكذلك توقف صدور تقارير في هذا المجال جعل غير المتابع للوضع عن كثب يخفق في توقعه حيث أن الحاصل هو أن صنعاء صارت تعيش مرحلة ألا أمن ويكفي للتأكيد على ذلك زيارة أي قسم شرطة.
وللايضاح في قسم واحد بامانة العاصمة يتم احتجاز 37 متورطا في قضايا لواط وتعاطي حشيش وخمور في زنزانة واحدة ومن ضمنهم أحداث~ أطفال ~ محجوزين مع يافعين وهو ما يفصح عن حالة خطرة للغاية وتجاوز صارخ للقانون..
وفيما يخص الوضع الامني بصنعاء توقف الحركة والانشطة المختلفة في وقت مبكر من الليل يكشف عن قلق كبير من حالة غياب الامن وهذاا امر متعارف عليه ... حيث لا تكاد تصل الساعة العاشرة ليلا وقد صارت صنعاء اطلال.. شوارع خالية من المارة إلا فيما ندر وتوقف كلي للحركة التجارية وتوقف شبه كلي لحركة المواصلات...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق