هيثم.. من جريح ثورة إلى متهم في الهند
![]() |
| هيثم مشردا في جبال الهند |
وكالة أرصفة للأنباء- حمدي ردمان
كان هيثم في طليعة ثوار الحادي عشر من فبراير الأوائل
ممن ثاروا على نظام علي عبد الله صالح.. شاءت الأقدار أن يكون أحد جرحى الثورة في تعز،
المدينة التي أوقدت جذوة فبراير الشبابية، وأوجعت صالح ورموز نظامه.. ابتعث إلى
الهند بعد عناء لتلقي العلاج.. لكنه تحول من جريح أعظم ثورة يمنية إلى متهم بجريمة
لا ذنب له بها.
هيثم خالد أحمد مهيوب شاب يافع عمرة 21 سنة هو للعائل
الوحيد لأسرته من أم وأب قيل أنه أصيب بخلة عقلية قبل سنوات وأخوات قاصرات لامعيل
لهن.
ولأسباب الظروف التي يعيشها هيثم وملايين من أبناء
اليمن بسبب نظام صالح الذي تسبب بعناء مواطني البلد.. ولأجل حياة كريمة و دولة النظام والقانون والمؤسسات
والدولة المدنية الحديثة.
من طلائع فبراير
كان هيثم في طليعة ثوار الحادي عشر من فبراير الأوائل
ممن ثاروا على نظام صالح.
شاءت الأقدار أن يكون هيثم أحد جرحى الثورة في تعز،
فأصيب إصابة بليغة في إحدى ساقيه في 23-3-2011 من قبل قوات صالح التي كانت تتصدى للثوار
في مدينة الثورة تعز.
بسبب اﻹهمال لهيثم وعدد من جرحى الثورة تم رفع دعوى
قضائية في العاصمة صنعاء ضد حكومة الوفاق الوطني برئاسة محمد سالم باسندوة وتم كسب
القضية.. ليتم إنشاء صندوق جرحى ثورة فبراير والحراك الجنوبي..
![]() |
| هيثم شريدا في أحد شوارع الهند |
منحة علاجية
ابتعث هيثم إلى الأردن ولسبب عدم توفر الإمكانيات لعلاجه
هناك عاد هيثم لليمن، ثم تم ابتعاثة إلى جمهورية الهند.
قبل عام وشهرين جرى قطع علاج هيثم بالهند بسبب انقلاب
جماعة الحوثي على سلطة الرئيس عبد ربه منصور هادي واحتلال جماعة الحوثي للعاصمة صنعاء..
كان للانقلاب دوره في اقتحام الجماعة صندوق جرحى الثورة
ودخول البلد في حرب وتعنت وزارة المالية ورفض صرف مبلغ عشرة ألف دولار بموجب مذكرة
للصندوق للمالية بضرورة توفير المبلغ وإرساله لهيثم لاستكمال علاجه، أن تسبب في
معاناة الشاب الجريح.
يعيش هيثم الآن مشردا بالهند في ولاية مهرشترا بونا،
وداء الغرغرينا يغزو جسده.
سرقة شقة هيثم
كان هيثم وزميل
يمني له يعيشان في شقة لهما أثناء متابعة علاجه في الهند، ومع مرور الأيام تعرف عليهم
شاب هندي عمرة 16 عام..
كان اليافع الهندي يذهب إليهما ﻷجل مساعدته ماديا نظرا
لظروفه وأسرته المعدومة من الدخل.. لم يصادقه هيثم نزرا لعدم معرفته باللغة الهندية.
في شهر رمضان من العام الماضي اتفق هيثم مع زميلة للذهاب
لتناول وجبة العشاء في منطقة تبعد عن مكان سكنهم مسافة 45 دقيقة.
عند عودتهما وجدوا أن شقتهما اقتحمت وتم العبث بمحتوياتها
وسرقة أغراض وجهاز كمبيوتر محمول (لابتوب) تابعة هيثم.
لم يكن أمام هيثم إلا أن وجه اتهامه للشاب الهندي بسرقة
أغراضه، فتوجه إلى شاب يمني يدعى جمال المطري الساكن بنفس العمارة وشرح له سرقة شقته.
اتفقا أن يذهبا إلى شخص اسمه حسام المقطري، وهو
يمني، والذي بدوره أرسلهما إلى فهد المقطري، وهو طالب هناك ويجيد التحدث بالانجليزية
والهندية وله علاقات واسعة وخاصة مع قسم الشرطة في المنطقة.
حكوا للمقطري قصة سرقة شقة هيثم وأنه يتهم الشاب الهندي..
ذهب فهد المقطري مع صديقين هنديين له إلى والدة الشاب واستطاع المقطري أن يستخرج لابتوب
هيثم من اللص.. لتقفل حيثيات السرقة وتنتهي القضية، لكن شيئاً ما حدث.
انتحار اللص
ذات يوم ذهب هيثم إلى أحد أصدقائه اليمنيين للاحتفال
بعيد الفطر ثم ذهبا للصلاة، وبعد عودتهما للحي الذي يسكناه وجدوا رجال الشرطة الهندية
تشدد على الطلاب العرب وخاصة اليمنيين والتحقيق معهم..
وبحجة أن الشاب الهندي الذي سرق شقة هيثم انتحر وقد
ترك ورقة مكتوب عليها ثلاثة أسماء هم: هيثم المعافر- جمال المطري- فهد المقطري، تم
إلقاء القبض عليهم يوم العيد وإيداعهم السجن لمدة 20 يوم على ذنب لم يرتكبوه.
استطاع طلاب يمنيين توفير مبلغ ضمان للإفراج عنهم من
السجن، وتم رفع القضية للمحكمة واحتجاز جوازات السفر.
والدة الضحية تطالب بدية
وافقت والدة الشاب التنازل على القضية بموجب دفع دية
لها مقابل 300 ألف روبية.
استطاع المطري والمقطري جمع مبلغ 200 ألف ربيه كقسط
لهما ويبقى قسط الجريح هيثم الذي لا يملك ريالاً واحداً بسبب قطع منحته العلاجية
والمالية من سلطات الأمر الواقع الحوثيين وإهمال سلطات الشرعية، ويعيش مشردا في بونا.
يؤكد فهد المقطري في حديث خاص لـ" وكالة
أرصفة للأنباء" على براءة هيثم وتطابقت أقواله لما حصلنا من معلومات حول القضية.
يقول المقطري أن الجريح هيثم مظلوم ومشرد في بونا ويطالب
الجميع بالوقوف معه وجمع القسط الذي عليه ﻹنهاء القضية البالغ 100 ألف روبية.
يضيف المقطري:" تواصلنا مع السفارة ولكن للأسف
لم تقم بواجبها لحماية المواطن اليمني بأبسط الحقوق".
رد القنصل الصادم
تواصلنا تلفونيا بالقنصل اليمني في جمهورية الهند/
فؤاد مهيوب بخصوص قضية هيثم وتفاجأت أن لديه كامل المعلومات عن القضية.
عند سؤاله عن ماذا فعلت القنصلية والسفارة بخصوص القضية؟
وهل تم تكليف محامي من قبلها لمتابعه المواطن اليمني بالمهجر؟ وهل تم مساعدتهم لإخراجهم
من القضية التي لا علاقة لهم بها؟.. كان جواب القنصل صادماً..
قال فؤاد: للأسف نحن للآن بلا مرتبات بلا ميزانية تشغيلية
ولا يوجد لدينا أي دعم مالي فنحن نعيش على الكفاف ولا نستطيع تقديم أي خدمة للمواطن
اليمني هنا بالهند.
القنصل أشار إلى أن هناك قضايا كثيرة يسببها المواطن
اليمني في الهند.. "لدينا الكثير من هذه القضايا" أضاف القنصل.
شريد جائع
اليوم يجد هيثم المعافر نفسه شريداً يتضور جوعاً
بينما يجوب شوارع ولاية مهرشترا- بونه بجمهورية الهند.
يعاني هيثم حالياً من إصابة بليغة بداء الغرغرينا الذي
بدأ يغزو جسده، نتيجة مضاعفات جراحاته.. يتواصل مع كل معاريفه عله يجد من يوصل
نداءه إلى الجهات المعنية.
هيثم جريح ثورة فبراير مرمي في جمهورية الهند منذ عام
وشهرين.. لا سكن لا مأكل لا مشرب يبحث عن منقذ لعلاجه أو العودة به ﻷرض الوطن.
والأكثر قساوة أن هيثم تحول من جريح أعظم ثورة
يمنية إلى جريح مشرد في شوارع الهند ومتهم بجريمة لاذنب له فيها..


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق