اخر الاخبار

وحش الأمعاء هل يمنح التنكيل صك وفاة ..؟

نبيل الشرعبي

مع تمكن جماعة الحوثي مسنودة من مخابرات النظام السابق في شهر سبتمبر من العام 2014, من الاطباق على العاصمة اليمنية صنعاء, وما أعقب ذاك السقوط من جنون يغذيه تجذر الثأر السياسي واستهانة بحق الشعب اليمني في مصادرة حقه في الحياة الكريمة..

مع ذلك لم يجد ممثل البنك الدولي_ منطقة الشرق الأوسط وهو يختتم زيارة له لصنعاء, لم يجد غير أن يزم شفتيه ويقلب بصره في الأفق لينفث بحقيقة مؤلفة من شقين تختصر قادم اليمن عقب سقوط صنعاء.

ممثل البنك الدولي وقد فشل في فعل شيء يسهم في كبح جماح جنون الثأر السياسي الموحل في الكراهية والاستعداد الكلي لقتل اليمن مقابل الظفر بشهوة غباء يقف خلفها هوس التسلط, قال: لم يعد أمام اليمن غير طريقين.. إما حرب أهلية طاحنة أو ثورة تصحيحية مجتمعية خالصة وعميقة.

أما الحرب فقد كانت الأسرع حضورا ونحتت تضاريس خرابها ببشاعة, وهي الآن تشيخ وتأكل نفسها ومؤجيجيها ولا مخصب لدوامها بل تحشرجها صار المخصب لميلاد الشطر الثاني من نبؤة ممثل البنك الدولي.

ومن خلال التوغل في عميق التطورات والنسيج الكلي لمسرح لعبة القمار بالوطن, يتجلى مشهد خليط من الجنون لكبح نشؤ بذرة نور قادم ميلادها ينسجه تعاظم حصاد  الخيبة والجوع.

أكثر من 22مليون يمني يحدقون في مجهول أقل ما قد يهديه جوع يكلله موت حد تأكيد تقرير للبنك الدولي: اختصر قادم اليمنيين بعبارة: ( خطوة واحدة فقط ما بين اليمنيين وكارثة الموت جوعا).

فهل يكفي كي يدرك المعتقدين بأن اليمن قطعة قماش أو لوح ورقي مطبوع عليه خارطة اليمن وذاك اللوح صار ملك لهم بمجرد دفع ثمنه لبائع خرائط الجغرافيا.

رقم أكثر من 22مليون نسمة يكتنز في طياته أرتال من النساء والأطفال والشباب وكبار السن صاروا يعيشون فاقة كبيرة وحرمان أكبر وشديد الجوع قد لا يكبح جماح هيجان يغذيه وحش الجوع..

إنه الموت فحسب.. كيف..؟ لا فرق بين الموت تحت جنازر دبابة أو مصفحة أو متناثرا والموت جوعا.. بل الموت جوعا لن يتم القبول به كمصير حتمي.. لأنه ليس قدر وإنما قرار مجنون يفرضه التسلط..

لم يعد هناك من صبر يواجه به اليمنيين هكذا وضع يزداد كل يوم ظلام.. الجميع صاروا يلعنون الجميع...

حوالي خمسة ملايين نسمة كان القطاع الخاص والأعمال الحرفية والمهنية قد استوعبتهم جراء عجز الحكومات المتوالية فعل شيء للحد من البطالة..

هؤلاء وبركلة واحدة وجدوا أنفسهم خارج ميدان العمل وكسب ثمن لقمة العيش.. الاتحاد العام اليمني للغرف التجارية مصدر نشر وتأكيد الرقم..

وهو ما يعني أن خمسة عشر مليون نسمة قفزوا إلى صميم دائرة الفقر والحرمان وزاد من وطأة هذا الحرمان وقوع ما نسبته 27بالمائة منهم على خارطة النازحين..

كيف خمسة عشر مليون فيما اتحاد الغرف التجارية اليمني قال إن عدد خمسة ملايين..؟ ما ذكره الاتحاد هو عدد من فقدوا مصادر دخلهم وفي أقل تقدير كل واحد يعيل شخصيين وبذلك بلغ العدد15 مليون..

كما أن هناك عدد قد يصل إلى 1.4مليون وأربعمائة ألف نسمة صاروا على مقربة من الحرمان الكلي وهم موظفي القطاع العام..

ولذلك فإن العجز عن الوفاء في دفع رواتب موظفي القطاع العام في قادم الأشهر القليلة' هو الأخر يؤجج غليان وجموح المطالب والتي لن يصمد أمامها حائل من قوة أو قمع..

حيث يعيش ما يقارب من ربع سكان اليمن على حصاد رواتب حكومية يتقاضاها تقريبا مليون وأربعمائة ألف عن شغلهم وظائف متباينة في سلك الدولة..

وكون الراتب هذا هو الحياة بالنسبة لما يقارب السبعة ملايين نسمة, فإن العجز عن الوفاء به لن يقابل بغض الطرف وقبول الحكم على هذا العدد بالموت جوعا..

فهل وحش الأمعاء وحمم هيجانه ستمنح السلاح والقوة والتنكيل صك وفاة..؟.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016