الوطن المذبوح على جدران الصمت
 |
| الدكتور/ عبد اللطيف العسالي |
الدكتور/ عبد اللطيف العسالي
فات القطار فات القطار
من أين أبدأ يا وطني المذبوح في وضح النهار
لا شيء يحزنني غير ويلات كبار
فالمرجفون هم الكبار
المفسدون هم الكبار
العابثون هم الكبار
الكاذبون هم الكبار
الحاكمون هم الكبار
لهم التودد والوقار
ولنا التأوه والكدار
هم الكبار في نار جذوتهم
هم الكبار في كل سطوتهم
هم الكبار بكل قوتهم
لأنهم مثل العشار
الساقطات على الجرار
فات القطار فات القطار
فهل تقبل لنا يا وطني أي اعتذار
كم جرعونا الظلم في وضح النهار
كم أزهقوا أرواحنا ليعيشوا في عز الفخار
قسما بأني صرت أمقت كل شئ للكبار
قسما بأني صرت أخشى كل شئ للكبار
المرجفون المفسدون على المدار
الرافضون لأي نور للحوار
المربكون لأي مشروع يدار
الفالحون بخلط أوراق الحوار
المبدعون بعمل الطلاسم والعقار
الجاثمون على الصغار
الراقصون على الكبار
الرابضون على عمائمنا
لهم التودد والفخار
باعوك يا وطني
في وضح النهار
واقتلعوا منك السنابل واللئالئ والمحار
أخذوا من الطفلة البريئة حبها العذري
وافتضوا البكار
نزعوا من الطفلة البريئة طهرها
وعلموها كيف تغدو في انحدار
بلقيس صارت في محافلهم شعار
صارت بأبواب الملوك غانية الكبار
صارت تسجى رأسها من كل عار
صارت بفعل خساستهم حسار
وتبرأ الخدين منها والصدار
يا ويلهم يا ويلهم كم أمعنوا فيها الدمار
وتلذذوا بخرابها حتى تداعت في انهيار
فات القطار فات القطار
ما عدتي يا فاتنتي التي تأوي ولا أنا في انتظار
فكلانا قد ناله الإرهاق من كثر السفار
وكلانا في المجهول
يرقب جذوة من نور أو شمس النهار
لكن شمسك أغربت قبل البكار
مابين كذبة حاكم أو مستشار
والكل باع واقتطفت ثمار خدودك الأحلى
لم يوضعوا أي اعتبار
نزعوا من الطفلة السعيدة حلمها السحري في وضح النهار
فهم الكبار هم الكبار ونحن لا زلنا أمام سطوتهم صغار
ما عاد في وطني لنا أي اعتبار
لهم الزنابق والأيائل والمحطات الكبار
ولنا التنهد والتوجع والغبار
المفسدون هم الكبار
العابثون هم الكبار السارقون هم الكبار
ونحن لا زلنا أمام سطوتهم صغار
لهم المصالح والمنافع كلها
ولنا التوجع والتنهد والدمار
فلك السلام يا وطني
فلقد ذبحت في وضح النهار
فات القطار فات القطار
يحق لك يا موطني
لا تقبل لنا أي اعتذار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق