وكالة أرصفة للأنباء/ نبيل الشرعبي
من يقوى على تصور أنه مكان حمدي ويزف إليه بشرى خروج مولوده البكر إلى البكر وهو خلف القضبان..
حمدي لم يرى في عينين مولوده البكر ولم ينظر المولود في عيني ابيه حمدي.. كم هو قاس أن يبكي حمدي خلف القضبان ليس قهرا على الظلم الذي حاق به بل لأنه لم يقبل مولوده البكر..
حمدي الإنسان كان يضرب بكفيه على حاجز الزنزانة ويكفكف دموعه ويصيح بصوت عال يالله لك الحمد على كل حال.. يا رب كيف لابني البكر أن يخرج إلى الحياة ولا يجدني..
نقابة الصحفيين اليمنيين.. اتحاد الصحفيين العرب.. اتحاد الصحفيين الدوليين.. الصحفيين والاعلاميين وكل نشطاء العالم لا تخذلوا حمدي.. اعملوا شيء من أجل حمدي الشرجبي.. ومن أجل زرع البسمة في مداه وهو يحضن مولوده البكر حرا طليقا...
..يوم الانتصار..
بتاريخ 8مارس2016 أراد أن يسابق الزمن ويشارك المرآة يومها العالمي.. ناشطات يمنيات كن ضمن الحضور للإحتفاء بالمناسبة..
وكعادته حضر هذه الإحتفائية ليعبر عن مدى مناصرته للمرآة التي يؤمن بأنها الأم والأخت والإبنة والصديقة والزوجة بل والمجتمع بأكمله وليس نصف المجتمع كما تم تلقينه وقرأ في كتب المدرسة ..
ولم تكد تختتم المرآة فعاليتها ليأتي ضابط أمن الفندق الذي أقيم فيه الإحتفاءية, ليستدعيه..
..مطلوب..
الصحفي حمدي محمد الشرجبي.. مطلوب للخروج إلى الصالة, رفع يده وغادر مكانه على أمل أنه سيعود..
دقيقة.. دقيقتان.. خمس وحمدي لم يعد.. تنامى إلى مسامع زملاءه تداخل أصوات.. أنصت الزملاء.. حمدي يؤكد أنه ليس من حق أي موظف من موظفي الفندق إيقافه..
خرج الزملاء ليجدوا الصحفي حمدي الشرجبي محاطا بأفراد أمن الفندق وأخرين بلباس مدني يتمنطقون أسلحتهم ويجرنوه نحو الخارج..
ظل حمدي يكافح رافضا الخروج.. وحاول الزملاء المتواجدين إيقاف اعتقاله ومعرفة السبب..
..السبب..
كان السبب كما قال ضابط أمن الفندق.. السبب هو حمدي ينشر مواد صحفية حول الإنتهاكات وما يدور في اليمن..
الكل أكد أن هذا ليس حجة لاعتقال حمدي وأن هناك جهات قضائية مخولة بالنظر في الموضوع.. وارتفع صوت وش من قضاء وش من طلي.. نحن القضاء والأمن.. سير قدامنا بشرفك..
وتلافيا للموقف انصاع حمدي وغادر الفندق وما زال حتى تاريخ كتابة هذا التقرير خلف القضبان..
..المولود البكر..
في الأسبوع الأخير من شهر إبريل 2016.. خرج إلى الحياة المولود البكر لحمدي ليفتش بين من المستقبليين له على وجه أبيه حمدي محمد..
فتش الطفل بين الوجوه ولم يكن والده موجودا.. حمدي محمد الشرجبي والدك يابني خلف القضبان بتهمة الانتصار لكرامة الإنسان اليمني.. هكذا كان حال شريكة حياة حمدي وهي تعاني مخاض الولادة..
كان حمدي ينتظر بصبر كثير لحظة خروج إبنه البكر إلى الحياة ليحتفي به ويلتقط له صورة لينشرها على حسابه في شبكة التواصل الاجتماعي والكتابة.. ولي العهد.. ابني البكر..
لكن السجان كان قد سبق تحقق هذه الأمنية.. ورمى حمدي خلف القضبان ليخرج ابنه البكر إلى النور فلا يجد غير وحشة غياب والده حمدي..
..غصة..
من يقوى على تصور أنه مكان حمدي ويزف إليه بشرى خروج مولوده البكر إلى البكر وهو خلف القضبان..
حمدي لم يرى في عينين مولوده البكر ولم ينظر المولود في عيني ابيه حمدي.. كما هو قاس أن يبكي حمدي خلف القضبان ليس قهرا على الظلم الذي حاق به بل لأنه لم يقبل مولوده البكر..
حمدي الإنسان كان يضرب بكفيه على حاجز الزنزانة ويكفكف دموعه ويصيح بصوت عال يالله لك الحمد على كل حال..
يا رب كيف لابني البكر أن يخرج إلى الحياة ولا يجدني.. كيف لابني ألا يرى فرحي به.. وكيف بي ألا أحتفي بولدي البكر..
..بؤس..
لم تكن الصاعقة جزم الجميع بأن حمدي الشرجبي قد تم الافراج عنه.. لكن الصاعقة كانت حين أخبرني أحد الزملاء أن زوجة حمدي أنجبت ابنها البكر وحمدي في ما زال بالسجن..
أخبرني الزميل عبده أحمد زيد أنه إلتقى الشخص الذي يسكن في منزله حمدي وقال له إن زوجة حمدي أنجبت ولدا وظروفهم صعبة للغاية..
توقف زميلي عبده زيد عن الحديث وكفكف دموعه.. ثم تنهد وقال حقيرة هذه الحياة.. ما أقسى أن يولد ابنك البكر وأنت خلف القضبان بلا سبب غير تغظرس القوة..
..إنسان كثير..
حمدي إنسان كثير.. كان يغامر بحياته للوقوف بصف الفقراء والانحياز لقضيتهم ولم يدخر جهدا في مناصرة الجميع.. وهو الآن يحتاج لمن يقف إلى صفه والانتصار له.. فليكن الجميع في صف حمدي ومولوده البكر..
..همسة..
نقابة الصحفيين اليمنيين.. اتحاد الصحفيين العرب.. اتحاد الصحفيين الدوليين.. الصحفيين والاعلاميين وكل نشطاء العالم لا تخذلوا حمدي.. اعملوا شيء من أجل حمدي الشرجبي.. ومن أجل زرع البسمة في مداه وهو يحضن مولوده البكر حرا طليقا...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق