وكالة أرصفة للأنباء/ وكالات
ما زال الغموض يكتنف مأساة سقوط طائرة مصر للطيران "إم إس 804” بعد مرور خمسة أيام من الحادث الكارثي.
وأفادت تقارير حديثة أن الطيار كان يكافح للسيطرة على طائرته قبل سقوطها على الأرض.
وقالت مصادر للإعلام الفرنسي إن أحد الطيارين، يعتقد أنه الكابتن محمد شقير ، تحدث إلى وحدة التحكم بحركة الطيران على مدى دقائق بينما كانت الكابينة مليئة بالدخان، وفقا لصحيفة الميرور البريطانية.
وفي تقرير يتناقض مباشرة مع الخط الرسمي، زعمت قناة "إم 6” الفرنسية إن الطيار حاول تنفيذ هبوط اضطراري لمحاولة التخلص من الدخان عندما فقد الاتصال ببرج التحكم في القاهرة.
ولكن ماذا حدث بالظبط؟ وكيف يمكن لإرهابيين إسقاط طائرة على مسافة 37000 قدم؟
ولم تعلن أي من القاعدة أو داعش مسؤوليتها عن تحطم الطائرة التي قتلت 66 شخصا كانوا على متنها.
وقال المحققون إن أمامهم نحو شهر قبل نهاية تقريرهم عن الحادث.
وأوردت الصحيفة البريطانية خمسة سيناريوهات محتملة قد تمثل تفسيرا لحادث الطائرة وفقا لما يلي:
1- تصادم متعمد
ويدرس المحققون احتمال أن يكون خاطفون سيطروا على الطائرة وأسقطوها بشكل متعمد في البحر المتوسط.
ويشبه هذا السيناريو ما حدث مع طائرتي برجي مركز التجارة العالمي بالولايات المتحدة في أحداث 11 سبتمبر عندما هيمن خاطفون تابعون للقاعدة على طائرتي ركاب بوينج 747 واستهدفوا البرجين في عمل إرهابي منسق أسفر عن مقتل 2606 شخصا، داخل البرجين ومحيطهما، بالإضافة إلى 157 شخصا كانوا على متن الطائرتين.
لكن السؤال هنا مفاده: لماذا يعمد إرهابيون إلى مهاجمة طائرة في جنح الظلام تحمل على متنها 66 راكبا وتابعة لشركة ذات أهمية متواضعة نسبيا؟
الإجابة قد تكون أنهم يريدون إلحاق ضرر أكبر بالاقتصاد المصري الخاص بقطاع السياحة الذي يعاني منذ سقوط الطائرة متروجيت في واقعة أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن تنفيذها.
وقد يكون الحادث أيضا يستهدف ضرب قلب فرنسا، التي ما زالت تعاني من تداعيات هجمات باريس في نوفمبر الماضي المرتبطة بداعش.
إذا خطط المعتدون للسيطرة على كابينة القيادة، فمن المرجح أن يكونوا قد هربوا أسلحة على متنها، لكن ذلك يقلل من احتمال حدوث تلك النظرية، لا سيما في ظل وجود ثلاثة من حراس الأمن على متنها.
2- محاولة اختطاف فاشلة
نظرية أخرى تطرح نفسها مفادها أن المختطفين فشلوا في الهيمنة على الطائرة لكن ذلك أسفر عن سقوطها وتحطمها بدافع صراع المعتدين مع الطيارين في كابينة القيادة أو مع الركاب.
وقد يتناغم ذلك مع تقارير غير مثبتة بعد أفادت بأن الطائرة المنكوبة انحرفت بحدة بزاوية 90 درجة قبل اختفائها من شاشات الرادار.
السيناريو المشابه لذلك حدث في محاولة فاشلة لاختطاف طائرة كانت تستهدف ضرب البنتاجون في 11 سبتمبر 2001.
الحادثة المذكورة ارتبطت بالرحلة 93 من نيوجرسي إلى كاليفورنيا، وكانت تحمل 44 شخصا على متنها، بينهم 4 خاطفين، لكنهم جميعا قضوا نحبهم.
لكن محاولة بعض الركاب إعادة السيطرة على الطائرة أسفرت عن سقوطها فوق أحد الحقول وتحطمها.
بيد أن طائرة أخرى في أحداث 11 سبتمبر نجحت في ضرب البنتاجون في واقعة أسفرت عن مقتل 64 على متنها بينهم 5 خاطفين، و125 بمبنى وزارة الدفاع.
ومنذ أحداث 11 سبتمبر، بات في عداد المستحيلات تمكن خاطفين من السيطرة على كبائن القيادة بالطائرات، وهو ما قد يضعف السيناريوهين الأول والثاني.
وقد يشمل السيناريو كذلك توقعات محاولة أحد أفراد الطاقم تحطيم الطائرة، أو حدوث صراع داخل كابينة الطائرة أسفر عن سقوطها.
وفي مارس من العام الماضي، لقي 150 شخصا مصرعهم بالإضافة إلى طاقم الطائرة عندما أسقطها عمدا مساعد الطيار أندريه لوبيتز على متن رحلة 4U9525 التابعة لشركة "جيرمان وينجز" الألمانية، لتتحطم في منطقة جبال الألب بفرنسا.
وانتهز لوبيتز خروج الطيار من الكابينة ليغلقها من الداخل رافضا نداءات القائد بفتحها، ووضع الطائرة في مسار تصادمي مع الجبال.
العديد من شركات الطيران باتت تحرص منذ الحادث المذكور على تواجد طيارين على الأقل داخل قمرة القيادة.
3- زرع قنبلة على متن الطائرة في باريس
السيناريو الثالث لسقوط طائرة مصر للطيران مفاده تفجيرها في الهواء جراء قنبلة على الأرجح.
من جانبه، قال خبير الطيران جوليان براي إن عدم إصدار الطيار تحذيرات يعني أن الطائرة عانت من "فشل كارثي" ربما نتيجة تفجير.
ورأى الخبير إن الأمر لا يحتاج إلى عبوة ناسفة كبيرة لتنفيذ مثل هذه العملية الإرهابية وإحداث خلل بكابينة القيادة.
ومن المقرر أن ينظر المحققون في افتراض تهريب قنبلة على متن الطائرة بمطار شارل ديجول الذي أقلعت منه.
ويعيد ذلك إلى الأذهان سيناريو سقوط الطائرة التابعة لشركة متروجيت الروسية على شبه جزيرة سيناء بعد دقائق من إقلاعها من مطار شرم الشيخ، في عملية علن داعش مسؤوليته عن تنفيذها.
الاحتمال المذكور يصير تكهنات باستغلال أحد عمال الطاقم الأرضي في تهريب القنبلة.
4- إخفاء قنبلة على متن الطائرة في وقت يسبق رحلة مصر للطيران من مطار شارل ديجول.
أفادت تقارير أن طائرة مصر للطيران قطعت رحلة من القاهرة إلى تونس، ثم ذهبت إلى أسمرة بإريتريا خلال اليومين السابقين لذهابها إلى باريس لتبدأ رحلتها المنكوبة إلى القاهرة.
الإجراءات الأمنية في مطاري تونس وإريتريا أقل شدة من شارل ديجول أو القاهرة بما يطرح احتمال زرع قنبلة في تلك المحطات، كما أنها أماكن قريبة من المتعاطفين مع داعش.
ويماثل هذا السيناريو كارثة تفجير طائرة تابعة لشركة بان آن الأمريكية المتعلقة بالرحلة 103 عبر قنبلة كانت مخبأة على متنها في حقيبة عام 1988 الشهيرة بكارثة لوكيربي.
5- إطلاق صاروخ على الطائرة
لن يكون هذا الاحتمال ذي معقولية قبل إثبات قدرة شخص ما على إطلاق صاروخ على الطائرة من تلك المنطقة، إما من البحر أو من الأرض، بما تسبب في تفجيرها في الهواء.
ويماثل ذلك ما حدث للطائرة الماليزية على الرحلة "إم إتش 17” عام 2014 فوق الأراضي الأوكرانية.
في تلك الرحلة، كانت الشركة تطير من أمستردام إلى كوالالمبرو حاملة على متنها 283 بخلاف الطاقم قبل أن يتم إسقاطها من خلال صاروخ أرض جو صنع في روسيا.
المنطقة التي كانت تحلق فيها طائرة مصر للطيران قبل سقوطها ليست منطقة حرب.
الطائرة المصرية كانت تطير من اليونان إلى مناطق ذات سيطرة مصرية عندما اختفت من الرادار.
ورغم إعلان داعش امتلاكه صواريخ قادرة على إسقاط طائرات، لكن ثمة شك من أن يتمكن التنظيم من استهداف طائرة مصر للطيران من مسافة 37 ألف قدم عندما اختفت إيرباص إيه 321 من الرادار.
كما أن داعش لا يسيطر على مقاتلات جوية تستطيع استهداف طائرة ركاب خلال تحليقها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق