تقرير/ ليلى السيد
صار إعلان الخوف من الموت جوعا يتغلغل في أفئدة كثير يمنيين, في ظل اشتداد تأزم الوضع السياسي وتوسع مساحة الفقر وإغلاق العالم مسامعه حيال ما يجري من حكم على 25مليون نسمة بالإذلال والقهر والتنكيل.
ومن زاوية متواضعة يمكن الدخول إلى واقع مفزع يكتنف حاضر ومستقبل شعب اليمن, تقول منظمة أوكسفام، إنها في فبراير/شباط 2015، أجرت مسحا ميدانيا شمل أكثر من250 شخصا في 10 مناطق بمحافظة حجة في شمال غرب اليمن, وجدت أن 60% من الآسر اضطرت إلى الاقتراض المالي أو البحث عن الغذاء.
وحسب تقرير أوكسفام الصادر أواخر شهر مارس 2016, قال بعض السكان النازحين بسبب النزاع أنهم يخشون من الجوع والمجاعة والتي قد تطولهم وعائلاتهم، إذا استمر النزاع القائم.
وأضاف التقرير: عبر كثيرون عن قلقهم بان مدخراتهم أخذت بالنفاذ وأن ارتفاع أسعار السلع الغذائية تعني أنهم لن يتمكنوا من توفير الآساسيات اللازمة من الغذاء لتلبية احتياجاتهم ومن شملهم المسح الميداني ينفقون أكثر مما يقدرون على كسبه شهريًّا.
فعلى سبيل المثال، عبرت النساء النازحات في المناطق الحضرية- مثل مديرية عبس– إن متوسط مصروفاتهن الشهرية يبلغ 214دولارا في مقابل متوسط الدخل الذي يبلغ 11خدولارا.
ما يعني ارتفاع تكلفة المعيشة إجبار المزيد من الفتيات على الزواج المبكر كوسيلة لتقليل النفقات؛ ومع ازدياد الفقر، يزداد تعرض النساء والفتيات إلى العنف، وسوء المعاملة، والاستغلال.
ووفقا للتقرير حتى قبل تصاعد النزاع، كان في اليمن 10مليون جائع، عن فضلا تصنيفها كأحد أعلى معدلات سوء التغذية في العالم، حيث يعاني نصف الآطفال تحت سن الخامسة من سوء التغذية المزمن.
مضيفا بأنه خلص مسح أجرته حكومة اليمن والآمم المتحدة حول مستويات التغذية، خلال الفترة الواقعة بين أغسطس/آب وأكتوبر/تشرين الآول 2015 إلى أن سوء التغذية بلغ مستويات عالية مثيرة للقلق.
ففي الحديدة، على سبيل المثال، يعاني 31% من السكان من سوء التغذية فعليًّا مقارنة بنسبة18.3% في عام 2014.. وفي يونيو/حزيران 2014، كانت10محافظات من أصل 22محافظة في اليمن صنفت بأنها "تبعد بخطوة واحدة" عن المجاعة، وتحتاج إلى مساعدة فورية لإنقاذ الآرواح.
وزيارة على ذلك كما أفاد التقرير هناك تسع محافظات يمنية أخرى تواجه أيضا أزمة أمن غذائي حقيقية؛ فالأسر اليمنية هناك تعاني من صعوبة العثور على ما يكفي من الطعام، حيث المستويات المرتفعة من سوء التغذية الحاد، والناس مجبرون على بيع الممتلكات الضرورية لشراء الغذاء, وإذا استمر النزاع، سيواجه هؤلاء الناس خطر زيادة الانزلاق نحو المجاعة.
وقال 60 % من الآسر شملها مسح- أجرته منظمة أوكسفام حول الغذاء في عدد من المحافظات اليمنية مطلع العام الجاري 2016- إنهم يعتمدون على الائتمان أو القروض لشراء المواد الغذائية.
في حين قال ما يقرب من نصف الآشخاص الذين شملهم المسح بأنهم يعتمدون على الجيران وأفراد المجتمع المحلي لتكملة إمداداتهم الغذائية.
ويهدد انخفاض القروض للأسر وشح تدفق السلع إلى بعض أكثر المناطق التي تعاني من انعدام الآمن الغذائي، حيث وصلت مستويات
القوة الشرائية إلى الحضيض.
وقال جميع المجيبين الذين شملهم المسح بأنهم سيواصلون الحد من الوجبات وتواترها، حيث نفاذ مخزون الذرة هذا الشهر.
وقال تقرير إوكسفام أخبر سكان من مدينة تعز، التي تقع في خط النزاع الآمامي، منظمة أوكسفام في فبراير/شباط أن الخضروات أو حليب الرضع المجفف لم تعد متاحة في السوق، وأن أسعار المواد الغذائية زادت بنسبة 200% في بعض المناطق.
وقال كثيرون أنهم يأكلون وجبة واحدة فقط في اليوم لترك ما يكفي من الغذاء لأطفالهم, وقال بعض إنهم يظلوا دون طعام لمدة 36ساعة في فترات النزاع المكثف نظرا لن أكثر من 2.40مليون نسمة قد أجبروا على ترك منازلهم، حيث يعيش كثيرون مع الآصدقاء والآقارب والغرباء، مما يضع ضغطا إضافيًّا على الموارد الغذائية الشحيحة أصلا.. كما أفاد تقرير أوكسفام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق