اخر الاخبار

المعراج إلى الريادي




زكريا الغندري
_________

الإهداء: إلى صدام الزيدي
______________


في صباح ٍ لجيني 
الضباب يملأ المدينة 
الشوارع الفارغة بدت تحاول الحضور بينما أنا لازلت اصحو 
على صوت صديقي ومرشدي السياحي،
كلما زرت المدينة 
صحوت على صوته 
هيا لنمضي إلى السماء 
لنعرج إلى سماء الريادي 
إنه اجمل من المدينة وأجمل من اي مكان 
الله كم اشتاق لأرى ذلك فهيا لنمضي 
إلى حيث لم يسبقنا أحد ليكتب كلا منا قصيدة ستأتي حينما نهبط اليه فالوقت لازال قصيرا ًفلنمضي
هيا لنعرج الى سمائه قبل تأتي الظهيرة عند ذلك لن نذهب 
عرجنا إلى سماء الريادي وخلال دقائق وصلنا قبيل الظهيرة 
كان في استقبالنا الهواء الطلق ذو النكهة الريفية والاحساس النقي 
كان الجميع يغادر المكان 
بينما نحن وصلنا للتو 
بشهقة ٍ طويلة حييته قائلا ما اروعك ايتها السماء
ما اجملك ايها المكان 
ألقيت تحيتي عشرات المرات 
وغفوت برهة متنفسا 
روعة الجمال:
يالله كل هذا الجمال في بلادي !
اين كنت قبل الان؟
لست ادري 
الشكر لك يا صديقي.
(2)
انني الان فوق السحب 
احاول الاقتراب للمس السماء 
وتلاوة ابيات ن الشعر 
افتش في زحمة الضباب الكثيفة
عن ثمة أصوات
لأطفال ونسوة وحيونات اجدها حاضرة قريبه إلا اني لم اراها 
قد تبدو من اسفل الوادي 
كلما هممت بالاستماع زادت الاصوات
تبدو ضائعة  بين الضباب 
لم اجد إلا صداها 
بينما صديقي العاشق لهذه السماء 
يبدو أكثر شجونا ً بحضوري 
تارة ٌ يضحك من اعماقه على اندهاشي
وتارة اخرى يبحث معي في الضباب 
عن ثمة عزلةٍ هنالك تدعى الغربي 
لم أرها الا بعيده رغم ان اصواتها القادمة تبدو قريبة
الريادي 
هو ذلك الوطن الصغير 
القابع فوق تلة جميلة 
هنالك ما بين الارض والسماء 
معلق في الضباب 
انه مهبط الوحي للشعر 
لكنه نزهة للحياة 
وموطن لمن اراد السعادة  
فيه وجدت القصيدة حاضرة ..مليئة بالشجون..
فيها وجدت روعة الطبيعة تفوح برائحة الجمال 
بينما الروح تغدو كطفل بريء
وجد امه بعد حين 
بين غايه الاستمتاع 
تتذوق جمال الطبيعة 
حينما تبدو ليست اكثر من نزهة ٍ 
غدت مثل طيف جميل 
لاح بين الافق وبدا بين هذا المكان
في زحمة الضباب 
يتقاسم الحاضرون النظر بالتساوي
بينما الاعجابات بالجملة 
النسوة الحاضرات على ضفاف الطريق يتحدثن بصمت 
بينما أكثر أنا الكلام
متحدثا ً عن روعة المكان 
وتارة بين شرفة الجبل
أحاول استراق النظر للاسفل
أصاب بالدوار 
ثمة قرى متناثرة ٌ هناك خلف الضباب 
وتحتنا ثمة أصوات عابره 
لم ارى اي شيء الا الجمال يكبر معي كما تكبر روعة اللحظة
إننا الان فوق الضباب وفي وسطه 
نسبح بلا شراع 
متنفسين القصائد ..كلا منا يحدث نفسه 
لا نخشى ان نخطئ وننادي القادمون 
فالجمال هنا مباح
(3)
عرجنا الى سماء الريادي
كانت اللحظة تفوح بروعة الجمال 
بينما الابتسامة حاضرة وبوفرة 
كل مافي الأمر أن المعراج كان رحلة مدهشة 
ان لم تكن ذلك فهي ذكرى جميلة ستظل عنوان لمن اراد ان يحس بروعة الطبيعية 
عندما تبدو الحياة ليست اكثر من نزهة استدعتها اللحظة للاستمتاع بعيدا عن عولمة المدينة 
وضجيج المفسبكين.
للقصيدة بقية.
                     _____________
*الريادي: من اجمل المتنزهات الطبيعية في اليمن.. 3 كيلومترات شمالاً من مدينة المحويت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016