ســام الغُــباري
_________
نحن متوحشون حقًا.. نتمنى أن يتفجر الوضع في "صنعاء" فيموت ابناء العاصمة وتختفي اللهجة الصنعانية اللذيذة!، كيف نجرؤ على هذا التفكير والهوس الدموي؟، من ذا الذي ينال من صنعاء ومليحاتها وشرابها وسماسرتها وطرقاتها الحجرية يا مرتزقة يا شريرين!..... إذا حوصرت تعز ودُمر كل حي فيها فلا بأس، إذا اجتحنا عدن بالطائرات والدبابات فلا بأس، وإذا زرعنا الساحل الغربي بملايين الألغام فتلك مكرمة، وإذا قصفنا الاحياء السكنية الآهلة في مأرب بالصواريخ الباليستية فلا جناح على "ابطال اللجان"، و "رجال الرجال"، أما صنعاء فياعيبتكم والقسى !، دم الصنعاني لا يوازيه دم، وروحه بألف روح مما تعدون، وحياته طيف لا يجوز لليمن أن تتنفس بإلاه.
قبائل طوق صنعاء أرسلت كل فتيتها لقتال اليمنيين داخل محافظاتهم، استنفروا ولم يبق منهم إلا القليل على أرياض العنب، قبائل وبقايا ابناء وهاشميين، وأمست التهمة في مخدع محافظات أخرى كـ إب و ذمار وعمران، غرور اللحظة الصنعانية تعتقد أن دمهم مقدس، وأن صنعاء لهم دون غيرهم، سلطتهم ومركز الحكم والنفوذ ومنها يتوزع الحق إلى اقصى نقطة في جغرافيا اليمن.
قبائل طوق صنعاء وطيرمانات البليلي وبير العزب جاءت بالحوثيين وأدخلتهم صنعاء من ابوابها السبعة، ولما قُـتل "حسن الملصي" رسموه بألوان الزيت في الشوارع وصفحات التواصل الاجتماعي، واستقبل "صالح" عائلته، وأنشأ "طارق" معسكرًا بإسمه يأوي المقاتلين الجُدد، وكأن الذي مات "خالد بن الوليد"!، وفي غارة التحالف الخاطئة على القاعة الكبرى تضخم الألم وانفجر العزاء لأن الذي مات ينتمي إلى سنحان وبلاد الروس وبني بهلول وبني مطر وهمدان وبني الحارث وأرحب، وبمقارنة غارات خاطئة للتحالف العربي ارتكبت عن غير قصد في محافظات أخرى لم يكترث آل صنعاء للموتى الذين ضاعوا في حرب أشعلتها اطماعهم، ولم ينشئوا معسكرًا يحمل إسم قائد عسكري من الحديدة أو الضالع قضى في محبة آل صنعاء المقدسين.
لقد توحد اليمانيون في غضبة واحدة لنبذ خرافة "آل البيت" وجعلها سببًا لكل فتنة شريرة تجتاح بلادهم وتُخرّب أساسها ونظامها، هدم اليمنيون ثيوقراطية الجريمة الدينية العلنية، وفي مكمن خفي يتربص "آل صنعاء" بأولئك الذين فتحوا لهم الأبواب وأرغموا كل يمني على تحديد موقف من غزاة الداخل وتدخل الخارج ، وفي قدرة المعركة على التحول يحشد "آل صنعاء" على "آل البيت" لإخراجهم من العاصمة التي اتفقوا على تقاسمها، غير أن الأخيرين لا يقبلون القسمة وذلك ما اكتشفه الصناعنة الجاهلون بعد نفاد صبرهم، فجعلوا من "السبعين" موعدًا للجماهير الملونة، وفي أوان العصر اجتاح "آل البيت" الميدان الجمهوري من نهديه بإستعراض عسكري له لون واحد.
في أعراف الآل المقدسين، ينفرد آل صنعاء بحصرية الرئاسة، ويدعو آل البيت لإمامتهم ويحصرونها في بطنيهم، كان العمري والارياني وجزيلان وعلي عبدالمغني وعبدالرقيب عبدالوهاب قادة في العاصمة، فاستبدلهم آل صنعاء بالحمدي والغشمي وصالح وإخوته وعياله وعيال أخوه ومهدي مقولة وصالح الضنين وكتائب من الإقطاعيين المناطقيين.
آل صنعاء يقتلون كل يمني- ذلك أمر بديهي لا اعتراض عليه- وأما أن يموت منهم أحد فتلك مصيبة يجب أن تتشح لأجلها اليمن بالسواد والنحيب، وفي المقابل يدفع المسلمون حتى اليوم ثمن مقتل الحسين بن علي دمًا وفتنة وشرورا، وتختص اليمن بدفع النصيب الأكبر من هذه الدية التي لا تنتهي، كدين ربوي تتراكم فوائده فيضطر الدائن واحفاد احفاده قضاء حيواتهم في سداد الفوائد التي تكبر مثل كرة الثلج.
صنعاء هي قريش اليوم، لها سبعة أبواب وسبع قبائل وافخاذ، يدّعي القرشيون أن الخلافة فيهم وكذلك يفعل آل صنعاء، ولما دبّ الخلاف بين الآلين احتشدت الجماهير أمام منزل "عثمان" لخلعه بتحريض واضح من آل هاشم الذين طال انتظارهم لكرسي الخلافة، ولما استحكموا خرج "معاوية" لحشد جماهير أخرى لاستعادة حكم عثمان رافعًا قميصه المضرج بالدم، ووقعت الواقعة وتطاير الدم، وجُعلت قبائل العرب تقتل بعضها في صراع أبناء العم واطماعهم، ولو أن قبيلة عربية نادت بحكمها على قريش مثلما نادى "عبهلة العنسي"، لتوحد المختلفون وتجمع المنقسمون عليها ونسوا قتلاهم وصوبوا سهامهم على العدو القادم من خارج قريش، كما تفعل صنعاء اليوم على الرئيس القادم من الجنوب، وقد صارت قُرشية الهوى والطبيعة.
اليمن الاتحادي يُخلّص الدائنين المستضعفين من كل ربوي لعين، ويعيد الاستثمار إلى صاحبه والأرض إلى أهلها وتدور الرئاسة كالكأس في وطن يتسع للجميع..
قفوا مع "صاحب أبين" الذي لا آل له، وسلموا عليه تسليما.. ولا إله إلا الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق