اخر الاخبار

لم يبقى لي سوى هشاشه واحدة

 
دانية القاضي*
____________


مرحباً عزيزتي كيفَ خاطركِ؟ ما دامَ بخير سيكون خاطري مثله! أتتذكرين ذلكَ اليوم، اليوم الذي ذهبتِ بلا وداع، قلتُ لنفسي ما دامت تسكنُ فؤادي لن تتركني وحيداً بهذا الدرب الطويل، لن تَدعني أمضي بِخيباتٍ تُدمرُ العُمرِ، ما دُمتُ حياً ستكون يدي الثالثة، ولكنكِ ذهبتِ بلا عودة، إقترنتي بالذي رزقهُ الله المالَ و كنتِ أنتِ اكبرَ رِزقه، كانَ يملك سياراتٍ بأعدادٍ هائلة، كانَ طويلاً، أبيضُ البشرة، تركتي هيامنا يشتعل بموقدٍ من المال، أتتذكرين العهود التي كانت بيننا، تلكَ التي أشعلت النيران بداخلي، كُلما أتذكرها وأتذكر أنكِ تحايلتي على الفؤاد الذي أحَبَكِ وتُصنعِ  منهُ هشاشات صغيرة، وفي كلِ مرة تسحق هشاشه، ولم يبقى لي سوى هشاشه واحدة إذا سُحقت حتماً سأسحق معها ..
عزيزتي.. أنا أشكركِ بهشاشة قلبي المتبقية؛ فقسوتكِ علمتني كيف ارتكز على نفسي، أن أكون الحائط الذي يسندني، وأنَ الفؤاد الذي أسعدني يوماً سيبكيني أيام، والأهم من ذلك لا أضع قلبي بينَ أيدي امرأةٍ مثلك..

تنويه: * دانية القاضي، من المملكة الأردنية الهاشمية، وهي كاتبة صغيرة عمرا وكبيرة عقلا، كاتبة متألقة، صاحبة حرف عميق، طموحة إلى اللاحد.. ونصها هذا هو النص الثاني الفائز في مسابقة مبادرة طموح أنثى، التي انطلقت من الأردن كأول مبادرة عربية لجمع ألف مبدع تحت سقف واحد بعيدا عن مسميات الابداع ذكوري أو أنثوي بلا الابداع لا مكان له غير ألباب المبدعيين أنفسهم..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016