بعد70 سنة.. هل ما زال يموت اهالي عقابة كل يوم..!؟

صقر الصنيدي

_______

محت السنوات والناس الطريق إليها نمت الاشجار الغريبة على جنباتها كبرت الحشائش لأن المواشي نهرت عن تناولها ولأول مرة رأينا الحشائش مكتملة النمو ومزهرة... كان كل شيء مخيف في ديور عقابة، وكان الليل أول ما يحل ببلدتنا الفاصلة بين تعز وإب والموسومة بالامجود يغطي القرية اولا وكنا نراها مظلمة قبل الآوان وكأن الليل آت منها.

استغل الاهالي الاسم والحادثة لإخافة بعضهم، استخدم الاسم في الدعاء وقالوا لمن يتمنون فنائه لك من ديور عقابة وازالك ما أزال الديور.

في الحقيقة لم تزل الديور.. ظلت واقفة بتشققاتها للتعبير عن الرعب والمخاوف، شقت الطريق على مسافة من تلك القرية ويسرع السائقون كلما مروا من ذاك الطريق، ويتمنى السائق ومن معه ان لا تتوقف مركبته في تلك الانحاء.

عقود ولت وغابت سنون ولم نعرف سر ذلك الخوف، كانوا جميعا يتجنبوا الخوض فيما حدث في تلك القرية، حين استفسرت من صحفي مخضرم سكنت طفولته اقرب مني للقرية عن سر الخوف لم يبد حماساً وانتزعت من عبدالعزيز المجيدي بعضاً من المرويات وارشدني إلى اسم طبيب عرف جانبا من الماسأة ووقع على قليل من الاجابات، ومن سواه عرفت اكثر تحتفظ ذاكرة على عبده ببعض من ذلك الغموض قال ان سكان القرية اختفوا في منازلهم مدة قبل ان يبدوا في تشييع بعضهم، واكتفت القرى المحيطة بالنظر من سطوح المنازل ولاكوا اسئلتهم لماذا يموت اهالي عقابة كل يوم.

كانت الاجابات متروكة للفراغ والجهل
قيل ان حشرة صغيرة داهمتهم واسموها اللاشة الحمراء وقال مروجون ان غضب الله حل بالسكان، تمكن احد اهالي القرية من الفرار ليلا وسكن تلة اخرى وكتم امره وظل يرقب مع البقية وفاة اقاربه ودفنهم ليلا على اضواء خافته وتحت ضوء قمر غير مكتمل.

بعد سبعين عاما اشيعت حقائق هشة قال الطبيب إن للطاعون يد في ذلك الموت المتتالي. لكنه كان خائفا وهو يكشف السر كان خائفا من اللاشة الحمراء مع ثقته ان الطاعون كان قد اجتاح القرية الملقية بين مجموعة من جبال سود احجارها.

تردد الطاعون في تلك الازمان في مناحي مختلفة من العالم وواجهته دول كثيرة ابرزها الهند بالطب والعلوم وتغلبت عليه، وفشلت تلك القرية في ايقاف الموت الغامض وماتوا دون معرفة السر.

يجمع من تبقى من تلك الفترة أن الماسأة تزامنت مع العقد الرابع من القرن الماضي

بعد ما يفوق السبعين عاما عادت الأوبئة وصعدت الدول المجاورة إلى سفوحها لمراقبة مايحل ليس فقط بديور عقابة ولكن في ربوع اليمن شقوا طريقهم بعيدا ونمت الحشائش في طرقنا وعادت الحقائق الهشة إلينا واغلقت الابواب في وجوهنا واشيع سرنا وبتنا على ما بتنا عليه.