اخر الاخبار

"الصعود إلى السطح""5_8"






   
لم تنتظر دنيا، فبعد شهرين انتفخت بطنهاً وهللت فرحا، ليس في دارها، بل شاركها فرحتها قصر المخلصة وقصر البروانة.. إنها حامل، كما حملت دنيا هَمْ مايحدث هناك.. في الكوفة.. من القصرين إلى دار رستم.. ليس ما يحدث في الكوفة هو المهم.. لكن النتائج التي ستلحق بصنعاء.. مما سينتج هناك، فان حدث.. لا قدر الله وانتصر ابن الزبير أو معاوية.. حتما سيكون لهما موقف من ولاية صنعاء التي بايعت علي.. وعليها ستكون ولاية شريان مهددة بالتغيير لموقفه السابق، وان حدث مثل هذا.. سيكون قائد الحماية مهدد بالتغيير ايضا، ولكي تضمن حياة مستقرة في صنعاء، فقد رأت ان تستفيد مما جمعته من اخيها ومن والدتها وخالتها بان تشتري قطعة ارض في صنعاء ولتكن قرب سوق القوافل، فالسوق قابل للتوسع بحوانيته، وان كان مردود الحوانيت اقل من مردود العنب فيما لواشترت الارض في الروضة بجوار مزرعة رستم، لكن خوفها من حياة الريف هو دافعها الاساس، تشاورت مع رستم الذي لم يقتنع، لكنه جاراها لحبه لها، اشترت دنيا قطعة الارض، تردد رستم كثيرا على سوق القوافل، والاسواق الاخرى، وتحدث مع اصحاب المحلات، وقرر اقامة سمسرة لايواء المسافرين والبضائع، قام ببيع نصف مزرعته في الروضة، وبدأ في العمل.. سمسرة بدورين، في وسطها منور كبير ومفتوح على الدورين مسقوفة السطح الاخير، الغرف والحوانيت تحيط بالمنور من جوانبه الاربع، في الخلف ارضية مسورة لايواء الدواب . 

قصة... ناجي ناجي  
        
          ***
اكتمل بناء السمسرة ، وجاء المتعهد، التزم بدفع مبلغ معلوم في العام، اطمأنت نفسية دنيا واشرقت اساريرها، ونعمت حياتها، وقالت في نفسها.. دون ان تجري على لسانها ولو همسا (أبوها الولاية والحكم والحكام.. يكفي المرء ان يكون حاكم نفسه)..    
      ** 
دخل الامام معاركه مع الفريق الذي انشق من صفه (الخوارج).
لم يطمئن شريان على نفسه وعلى ولايته، كل الاخبار القادمة من هناك تثبت صحة ارسال بيعته للامام علي، لكن المستقبل لا زال مفتوح على كل الاحتمالات، راح يشدد على عماله في جمع المال وارساله إليه، انصب اهتمامه على جمع الاموال، ومتابعة مايجري في الكوفة، فان تغير الامر على الامام، بعث بالبيعة للغالب..       ***  
  وجاءت ذكري ليلة النصر، وكعادتها، وقفت أزار في سطح دار المخلصة، بعد ان اشعلت النار، نظرت إلى سطوح منازل صنعاء العالية، وقد اوقدت النار، تهلل وجهها بالسعادة والفخر..            ***
استبشرت آزار بالخبر الذي جاء من قصر البروانة، ولدت دنيا بصبي، ربطت توافق الولادة بذكرى ليلة النصر، كليلة مباركة لصالح الصبي الذي سيكون له شان عظيم، واطلق رستم على ولده اسم هاشم..      
   ***
في هذه الاجواء المتنقلة بالافراح، ولدت فتيات بهشم  بثلاثة اولاد وبنت، وفي القصر انتفخت بطن وناسة، وصار كل شيئ يثير غثيان بطنها، مما دفعه إلى بيت اخر من بيوت الطرب واسمها برهانة، فهو لايطيق رائحة الولادة، وقذارة الاطفال، وغثيان النساء، فأمضى ايام ولادة فتياته الاربع مع برهاة، وترك وناسة لغثيانها..         
   ***
وللشوق احكامه، وجد نفسه امام بيت نعسانة، دخل البيت، وجد الطفل يتمرغ باوساخه ، وكانت قارعة الدف (نبات) تتفاصل مع شخص، لم يهتم، فسأل عن نعسانة، أجابت: إنها في الشغل 
رفع نظره إلى غرفة نعسانة، باب الغرفة مغلق 
سمع همس نعسانة خلف باب غرفتها.. إنها في الشغل فعلا، قرر المغادرة.
وكان على وشك المغادرة، لكن الرجل الذي كان يفاصل نبات، غادر  قبله، لقد فشلت المفاصلة  مرت من امامه تجر خيبة الامل، فبادرها محتجا:
- كان عليها ان تهتم بالطفل.. فلكل شيئ وقته 
- لو انفقت عليها. لما تحملت مشقة الاخرين..
ولكرست وقتها لطفلك.
صمت مطرقا إلى الارض، وقال كمن يحدث نفسه:
- إنه أطفلها.. وليس أطفلي.
ظل منكسا راسه وغادر، ولم يعد بعدها ابدا.. ليس كرها لها ولاعتب، لكن احساسه بالعجز قد قصر يده، كان يحبها اكثر من غيرها، وهي الاقرب إلى نفسيته ومزاجه ورغباته، وهي ايضا كانت تشعر بشيء لاتدركه ، شيئ يجذبها إليه.. كانت تشقى بعرق جبينها وتمنحه له عن طيب خاطر، لم يسبق لها ان استنقصت منه كما استنقصت منه نبات، وهو يعلم يقينا، إن الطبالة قد قالت ما قالته تعبير عن نفسها لاعن نفس نعسانة، ذلك ما قرره..    
    ***
وذات يوم التقيا صدفة في احد طرق المدينة، لم تتمالك نفسها فانهمرت دموع فرحتها، واشرق وجهها كالشمس بعد المطر، شروق حنان وبهجة وعجز، كما ساحت دموعه على صدره، لم يتلامسا ولم يتهامسا، انجذبا وسارا معا بفعل الجاذبية إلى بيتها كانجذاب الفراشة إلى النار..        
    ***
ومضت الايام والشهور، والوالي شريان يتابع سير معارك الشمال بين الامام والخوارح، وظل الباب مفتوحا امام كل  الاحتمالات والتكهنات مما يزيد من اضطرابه، حرصا وحفاظا على بقائه في الولاية، و عامة الناس وخواصهم، لا يعنيهم امرها، اما المقاتلون فالطريق مفتوح امامهم، فهنا تكفيهم خلافاتهم التي اعتادوا عليها، (ومن اراد الزيادة
فاليرحل) كما قال احد سادة القبائل.       
  ***      
والشمس منحنية إلى الغرب اقبلت  (ارجوان) بنت فيروز.. من زوجته الاولى بروانة، والتي تزوجت إلى احد وجهاء همدان،  بدت ارجوان  بعمر اكبر من عمر اخيها الوالى شريان بعامين أو اكثر، ممشوقة القوام، خالطت سُمرة الشمس بياض بشرتها، وجهها الكمثري  اقرب إلى وجه والدتها بروانة، عيناها شديدة الشبه بوالدها  فيروز، وباخيها شريان، جائت لزيارة الاهل، وان تتنفس قليلا من هواء المدينة، صحبت معها من أبنائها الصغار  بنت وولدين، الاكبر عشر سنوات واصغرهم اربع سنوات، رغم سُمرة بشرتهم الفاتحة، فانهم مزيج من جمال جبال فارس وجبال همدان، اما الكبار فلديهم اعمالهم والتزاماتهم، دخلت دار البروانة، وكان في انتظارها الوالي شريان وزوجته الاولى والثانية ووالدتها  وريحانة وحمزة ونهشم، ودنيا وطفلها هاشم الذى بلغ عامه الاول، وعلى راس الجميع خالتها آزار، رغم توعكها.
قبلت افسانة احفادها، وقالت ضاحكة لابنتها:
  - اولادك سُمرٌ يا رجوان.
ضحك الجميع، فقالت ارجوان: الاسمر هنا، ابيض هناك.. يا أماه.
قالت بروانة: اختلاط الاعراق ينتج الافضل يا يا افسانة        
وقال زيتا: إن كان أولاد أرجوان  بيضاء.. فما لوننا نحن 
قالت دنيا: نحن بيض بلون الجص.. وهؤلاء سمر فاتح بلون القمح.. يا زيتا 
قالت ارجوان: انتم بلون ابيض فاقع بارد.. اولادي بلون ابيض شهي دافئ.
تسائل شريان ممازحا اخته: هل اللون القمحي دفئا!!.
قالت: نعم.. فاللون الابيض بارد كالثلج.
قال: تحملين خبرا.. يا رجوان
قالت:  لا.. لا.. لا شيئ........➡⬅ يبتع الحلقة السادسة...➡⬅
لمتابعة الحلقات الأولى والثانية والثالثة والرابعة من قصة "الصعود إلى السطح"، للقاص ناجي ناجي
الصعود إلى السطح"1_8"
قصة.. ناجي ناجي
في ذكري ليلة النصر على الأسود العنسي.. صعدت آزار الى سطح قصرها المسمى بقصر المُخَلِصَة، واشعلت النار قبل افول الشمس، وحين انسدلت ستائر الليل، توهجت السماء وانعكست على واجهه جبل نقم، الذي بدا كصفحة ذهبية، لم يكن ذلك في صنعاء وحدها، النار تشتعل في سطوح منازل سادة القبائل ووجهائها، وفي رؤس الجبال، تلك عادة حافظ عليها الناس من اكثر من خمسة وعشرين  سنة، وقفت المخلصة آزار الزوج  الثانية  فيروز الديلمي، وقفت تنظر الى النار المشتعلة في سطح  قصر البروانة.. نسبة إلى ضرتها بروانة ( وتعني بالفارسية فراشة).. زوج  الأولى فيروز ، وأم شريان بن فيروز وإلى صنعاء وماجاورها، وطافت بنظرها على سطوح منازل صنعاء العالية، وامتلات بالسعادة والرضى..              
البقية على الرابط
              http://arsefa7.blogspot.com/2017/09/18.html?m=0
"الصعود إلى السطح""2_8"
قصة.. ناجي ناجي
   
قطع الساحة رستم الاسطخري  متوجها إلى قصر المخلصة، وحين رأها في الساحة تحت الشجرة،  توجه إليها، ألقى عليها السلام وقبّل راسها ويديها، ابقته إلى جانبها، وهو شاب يقترب من الخامسة والعسشرين.. أو يزيد، مفتول العضلات ووجه دائري ممتلئ، بدأ وجهه الابيض قد خالطه حمرة من حرارة الشمس، نهضت أزار، وسارت وهي ممسكة بعصاها وباليد الاخرى يد رستم، وبعد أن سارا بضع خطوات، سألها: 
- إلى اين؟.........
البقية على الرابط
http://arsefa7.blogspot.com/2017/09/28.html?m=0
"الصعود إلى السطح""3_8"
قصة... ناجي ناجي
رستم بن افرين بن بهمن الاسطخري، شاب في الثلاثين من عمر، يُعد من أصغر القادة العسكريين، وهو حفيد بهمن الاسطخري، الذي كان يقود عصابة، تقطع الطريق، وتسلب ممتلكات المسافرين في المناطق الجبلية بين مدينة رشت ومدينة تبريز في فارس، ألقت الجبال قساوتها على أبنائها فكانوا قساة اشداء، أُلّقِى عليه القبض، هو وجماعته واودع السجن، فكان من ظمن من اطلق سراحهم للذهاب إلى اليمن برفقة القائد العسكري (وهریز انو شروان)، وفي صنعاء خلق والده افرين، مارس الجندية من صغره حتى بلغ مرتبة عليا.. هي.. قائد حامية صنعاء، قتل  في موقعة شعوب بين شهر باذان وعبهلة العنسي، يومها كان رستم يقترب من الخامسة من عمره،  اخفته أمه في بيوت صنعاء حتى قتل عبهلة، عادت للظهور، بعدها بأيام، أصابتها حُمى أودت بحياتها، وظل الصغير رستم تحت رعاية آزار حتى اشتد عوده، ارسلته إلى الجندية، أظهر الفتى براعته فيها، وتدرج حتى صار في مكان ابيه.. قائد حامية صنعاء، رغم صغر سنه، كانت الفتاة دنيا خلف نافذتها تنظر إلى رستم بجوار خالتها، إنه فتى، في ذراعه قوة المحارب وفي وجهه لطافة وفي قلبه حنان، كانت تشعر إنه حين يخطو، تحسُ أن الأرض تهتز من تحت قدميه، وتارة اخرى تشعرُ انه يخطو خفيفا، حتى ان اقدامه لا تلامس الارض، كأنه نسمة تسبح في السماء...........
البقية على الرابط
http://arsefa7.blogspot.com/2017/09/38.html?m=0
"الصعود إلى السطح""4_8"
قصة.... ناجي ناجي
         
في الطريق العودة من السوق، ظهرت اسفانة من أحد الأزقة، في يدها قبضة شذاب وريحان، للشذاب والريحان رائحة نفاذة منعشة، حيى رستم صهرته، قالت: أنت شاب لطيف، وتستاهل ابنتنا دنيا.
ثم استدركت: وهي.. ايضا تستاهلك.. انتما لائقان على بعض.
وقالت لعمتها آزار بأن لها مشوار أخر وافترقت عنهما، واصلا طريقهما إلى الساحة، وفي الساحة،
افترقت أزار ورستم، واتفقت معه   أن يأتي غدا صباحا بالمهر، وعاد رستم إلى السوق، فداره بحاجة إلى اعادة ترميم وتبيض وتنجيد.
في صباح اليوم الثاني، ترك داره لعمال الترميم والتبيض، وأخذ المهر المطلوب وبقشة القماش والمشغولات الفضية وتوجه إلى قصر المخلصة، كانت أزار في انتظاره، اخذته إلى قصر البروانة وقابلا شريان الذي تسلم هدية رستم لدنيا مع المهر، وتم تحديد العرس بعد شهر.
أخذت دنيا القماش واستعانت بالفتيات لحياكة القماش.
في اليوم الموعود تجهزت دنيا وخرجت من قصر البروانة مصحوبة بفتيات جيرانها ومن عشيرتها والمغنية طروب وناقرة الدف شمس....
بقية القصة على الرابط
http://arsefa7.blogspot.com/2017/09/48.html?m=0

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016