اخر الاخبار

بين صراع الاسترداد للجمهورية المسلوبة وتغييب الجمهورية اليمنية




عيسى عبده عبدالله قاسم‏
_______________

بين صراع إستردادهم لجمهوريتهم المسلوبة (الجمهورية الشكلية) مع الحوثيين يكمُن غياب وتغييب الجمهورية اليمنية: في البدء وكي يتضح الأمر كان لا بد من تعريف بعض المفاهيم لإرساء ثوابت محددة لننطلق منها، علنا نفهم ما يحدث وفقاً لمعطيات الواقع وأحداثه كما هي لا كما تُمليه علينا التعصبات والتحايزات التي تغفل وتتغافل عن الحقائق كما هي بدون إخفاء أوتستُر أو تشويه أو تزييف.

. المفهوم العام للجمهورية: هي نظام حكم يتم اختيار الحاكم وهو ما يطلق عليه (رئيس الجمهورية) من قبل الشعب بشكل مباشر.

. صار نظام الحكم الجمهوري بديلاً لنظام الحكم الإمامي الملكي بعد ثورة ٢٦ سبتمبر ١٩٦٢م التي أطاحت بالأخير لتُرسي دعائم النظام الجمهوري، ولذلك جاءت أهداف الثورة لترسم معالم وثوابت للنظام الجمهوري، بما هي الضمانة الحقيقية والوحيدة لقيامه وإستمراره.

. ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺛﻮﺭﺓ ٢٦ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ١٩٦٢ ﻡ:
-1 ﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﻭﻣﺨﻠﻔﺎﺗﻬﺎ ﻭﺇﻗﺎﻣﺔ ﺣﻜﻢ ﺟﻤﻬﻮﺭﻱ ﻋﺎﺩﻝ ﻭﺇﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﻔﻮﺍﺭﻕ ﻭﺍﻻﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ.
-2 ﺑﻨﺎﺀ ﺟﻴﺶ ﻭﻃﻨﻲ ﻗﻮﻱ ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﺣﺮﺍﺳﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﻣﻜﺎﺳﺒﻬﺎ.
-3 ﺭﻓﻊ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺇﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎ ﻭﺇﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎ ﻭﺳﻴﺎﺳﻴﺎً ﻭﺛﻘﺎﻓﻴﺎً.
4 ﺇﻧﺸﺎﺀ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻲ ﺗﻌﺎﻭﻧﻲ ﻋﺎﺩﻝ ﻣﺴﺘﻤﺪ ﺃﻧﻈﻤﺘﻪ ﻣﻦ ﺭﻭﺡ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﺍﻟﺤﻨﻴﻒ.
-5 ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻠﺔ.
-6 ﺇﺣﺘﺮﺍﻡ ﻣﻮﺍﺛﻴﻖ ﺍﻻﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻭﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﻤﺒﺪﺃ ﺍﻟﺤﻴﺎﺩ ﺍﻻﻳﺠﺎﺑﻲ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻻﻧﺤﻴﺎﺯ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺇﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻭﺗﺪﻋﻴﻢ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺶ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻣﻢ.

وعليه:
كل قول أو فعل بالضد من تلك الاهداف الستة، يُشكل خطراً وجودياً على الجمهورية اليمنية، وصاحب ذلك القول أو الفعل عدو حقيقي للجمهورية، حتى وإن إدعى كذباً وزوراً بعد ذلك بأنه جمهوري، فأعداء الجمهورية أكانوا من الحمقى أو المتدثرين بغطائها طمعاً وإستغلالاً أكثرُ خطراً، فهم من يصنعون نقاط ضعفها، والتي تُشكل بعد ذلك ملاذاً أمناً لكل أعداء الجمهورية ليتسللوا من خلالها، فسواها قد تكون موصدة أو غير أمنة.

الخلاصة:
.لم يكن للحوثيون من ملاذ أمن للتسلل والوصول الى عنق البلد ليشنقوه كيفما ومتى يشاءون، إلا من خلال الحمقى والطامعين والمستغلين للجمهورية، فقد ظل الحوثيون يقتفوا أثر أولئك، ليجمعوا كل ما يلقُونه من الجمهورية اليمنية حمقاً أو طمعاً، ظناً منهم بأنهم بذلك يبنوا ويحموا جمهوريتهم، والتي كانت لا تحمل من الجمهورية اليمنية سوى الأسم والشكل فقط، فيما المضمون والجوهر مشوهاً لا ملامح فيه سوى الحماقة والطمع والجشع، فجوهر ومضمون الجمهورية اليمنية غائب تماماً، فقد ألقوه خلفهم، وبذلك كانت جمهوريتهم التي سُلبت منهم هي الحاضرة في صراعهم مع الحوثيون لا الجمهورية اليمنية، والتي لو كانت حاضرة في صراعهم ولم يُغييبوها لما سلبها منهم الحوثيون.

واهم من يظن بأنه قادراً على إسترداد الجمهورية اليمنية من الحوثيين لسببين:
١. أن ما سلبه الحوثيون ليست الجمهورية اليمنية .
٢. عملية الإسترداد الحالية التي يقومون بها ليست للجمهورية اليمنية بل لجمهوريتهم.
وفيما يبدو بأن الدرس الذي أخذوه لم يكن كافياً لُيدركوا بعدهُ مفهوم وقيمة الجمهورية اليمنية والتي بها فقط ستكون هزيمة الحوثيين.
ومن لا يُدرك قيمة الأشياء لن يستطيع أبداً الحفاظ عليها أو إستردادها إن سُلبت منه...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016