اخر الاخبار

المشردون في اليمن بين ناري .. مخاطرالفرارمن الحرب ومعاناة النزوح





خاص: شبكة اعلام السلام ـ أنور العمري
________________________

يعد النازحون في اليمن أكثر المتضررين من الحرب، بعد ان فقدوا مساكنهم، واضطروا لمغادرة مدنهم ومنازلهم والانتقال إلى أماكن ومخيمات ومناطق أخرى، هربا من نيران الحرب، وبحثا عن بيئة آمنة، لكنهم يواجهون في سبيل ذلك مخاطر النزوح والموت بسبب الألغام التي تتربص بحياتهم على الطرقات، ومن ينجو منهم يكابد العناء في ظروف معيشية صعبة، شبكة "إعلام السلام" ترصد واقع النازحين وتسلط الضوء على معاناتهم في الريبورتاج التالي:


فرار ونزوح ومعاناة
محمد اليوسفي يعمل موظفا في احدى شركات الاتصالات في تعز، أجبرته ظروف الحرب والمواجهات المسلحة المتواصلة للنزوح مع عائلته من منطقته إلى صنعاء فاراً من الحرب وباحثاً عن مسكن آمن.

"الحمد لله وجدت المسكن الذي أبحث عنه، لكننا نجد صعوبة في التكيف مع هذا الوضع، ولا يوجد لدينا قطع الأثاث واحتياجاتنا الضرورية في المكان الذي نسكن فيه، كان لدينا الكثير من الأثاث  في منزلنا بتعز، لكن الحرب دفعتنا لترك منزلنا وكل شيء هناك"

ويواصل في حديث لشبكة اعلام السلام قائلاً:" تعز الحالمة تحولت إلى مدينة أشباح، ولم يكن امامي سوى النزوح للحفاظ على سلامة أسرتي" .

قد يكون محمد محظوظا مع أسرته بالرغم من كل ما يعانوه، فثمة الكثير من الأسر النازحة الأخرى ، واجهت العديد من المخاطر والصعوبات خلال رحلة نزوحها وتعيش في أوضاع انسانية أشد وطأة.

هشام يحيى شاب فيالعشرينيات من عمره، من محافظة صعده  أحد أكثر المحافظات اليمنية الشمالية تضررا من قصف الطيران لقوات التحالف منذ أكثر من عامين ونصف من الحرب .

هشام عندما التقته شبكة إعلام السلام قال إن منزل أسرته الكائن في صعدة دمر تماما جراء القصف ولم يكن امامه سوى النزوح والسكن مع عمه في صنعاء غير أن منزل عمه لا يتسع لأسرتين .. لكن لا خيار أخر امامه  سوى تحمل هذه  الظروف المعيشية الصعبة."دمار هائل تعرضت له محافظة صعده ومديرياتها المختلفة في حيدان ومران ومجز والبقع وفي المدينة الأثرية القديمة.. هناك أحياء دمرت بالكامل وقصفت منازل سكنية لمدنيين لا علاقة لهم بالحرب وهو ما خلف مآس ٍِ انسانية مؤلمة ، ودفع بالكثير من السكان للنزوح إلى محافظة حجة القريبة وغيرها من المحافظات الأخرى" كما يقول هشام لشبكة إعلام السلام

وهناك في الساحل الغربي لليمن لا يبدو الواقع أفضل حالاً حيث تدور  حرب طاحنة بين أطراف النزاع ، ويواجه السكان في مناطق "الكدحة والوازعية" والمخا وموزع وذباب ، وبقية مناطق المواجهات المسلحة في الساحل الغربي ، أوضاعا  انسانية في غاية الصعوبة.

رحلات نزوح محفوفة بالمخاطر
وتتفا قم الأزمات الإنسانية في مناطق الاشتباكات المسلحة بشكل أعمق ويسقط فيها كثير من الأهالي ومن يتمكن من المدنيين من النزوح  يقع بعضهم فريسة للألغام المزروعة في الطرق التي يسلكونها هربا من هذه الحرب.

يتحدث أبكر، هو أحد أبناء منطقة موزع التي تشهد مواجهات مسلحة في الساحل الغربي ، ويعمل حارسالإحدى العمارات السكنية في صنعاء عن رحلة نزوحه مع أسرته قائلاً:" خشيت كثيرا على أفراد أسرتي بسبب استمرار الحرب في موزع ، قال لي أهلي أن بعض الجيران توفوا، وأن حياتهم أصبحت في خطر، حينها طلبت من عائلتي  مغادرة المنطقة والمجيء  إلى صنعاء، "كانت رحلة نزوحهم محفوفة بالمخاطر ومليئة بالمخاوف، بسبب اطلاق القذائف والقصف المتواصل، والطريق التي سلكوها مزروعة بالألغام، عدد من السيارات التي كانت تمر من تلك الطريق وهي تقل نازحين انفجرت بها الألغام وخلفت مآسٍ انسانية، ولذلك عشنا في خوف وقلق طوال رحلتنا من موزع إلى صنعاء، لكن أهلي نجوا في النهاية والحمد لله ووصلوا سالمين، وهم الآن هنا في صنعاء، نعيش معا في مسكني المتواضع في ظروف صعبة، لكن لا مفر من ذلك".

ويبدو الوضع الإنساني في مدينة حرض الحدودية أكثر الماً ، فقد حولت الحرب هذه المدينة التي كانت تعرف بالمدينة التي لا تنام بسبب ما تشهده من حركة دؤوبة ومتواصلة ليلاً ونهاراً، إلى أطلال: مدينة ومبان مهدمة مهجورة ، وأجبرت الحرب سكانها البالغ عددهم مائة وخمسين ألف شخص على النزوح الجماعي والقسري إلى مناطق ومدن أخرى ، في ظروف انسانية صعبة .

ويواجه قرابة وتقول التقارير الدولية إن اندلاع الحرب في اليمن في مارس من عام 2015، شرد حتى الآن ثلاثة ملايين نازح يمني وهم يمثلون ما يقرب من 11% من تعداد السكان في اليمن، وتشير التقارير الخاصة بمنظمة الهجرة الدولية ومنظمة شئون اللاجئين، أن النازحون في اليمن يواجهون مخاطر محدقة  اثناء رحلات نزوحهم كما يواجهون حياة بالغة القسوة في مناطق النزوح، مشيرة إلى أن الأمر الأكثر خطورة وإثارة للمخاوف على حياة النازحين، هو أن استمرار الحرب وعدم توفر الخدمات والغذاء في مناطق ومخيمات النزوح دفع  بنحو مليون نازح للعودة الى المناطق التي فروا منها وتعريض حياتهم للخطر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016