اخر الاخبار

اليمن.. نازحو الحرب لم يزرهم العيد



وكالة أرصفة للأنباء- وليد عبد الواسع 
للعام الثالث وعيد الفطر المبارك يمر على نازحي الحرب في اليمن وسط ظروف بائسة ومؤلمة، وهم مشردون.

وتبدو أوضاع النازحين في أيام العيد هي الأكثر بؤساً وألماً، إذ لا يجدون فرصة للفرح، وهمّهم الأكبر هو البحث عمّا يسدّ رمق الجائع أو يداوي المريض.

ولا يكترث النازحون في المخيمات أو المؤسسات الحكومية بالعيد، فالأيام متشابهة بالنسبة إليهم ولا يختلف يوم العيد عن أيّ يوم آخر.

حسرات التشرد
نازحون يعيشون العيد الثالث على التوالي بعيدون عن بعضهم البعض.. عشرات الأسر تعاني من الشتات، وكانت تحلم أن يجمع العيد شتاتهم، لكنه المستحيل..

أسر اعتادت على العيش تحت مظلة العيد وغيره من الشهور وجدت نفسها مشردة قسرا ووجد أفرادها العزلة كطوق نجاة من بطش الحاضر ومتاهة المستقبل.

وعاش نازحو الحرب الدائرة رحاها في اليمن منذ أكثر من ثلاثة أعوام في أيام عيد الفطر المبارك آلاماً عميقة وحسرات أعمق لنزوحهم من منازلهم ومقدار الألم الذي تعرضوا له.

بالأمس كانوا في منازلهم ومدنهم وقراهم وتجارتهم وأموالهم التي تركوها خلفهم ولم يستطيعوا العودة إليها، واليوم أصبحوا يقرعون أبواب المواطنين ويقفون على أبواب المساجد ويبحثون عن المنظمات في شوارع العاصمة اليمنية صنعاء وغيرها من المدن بحثاً عن مصدر لاستمرار حياتهم.

ظروف صعبة
لم تترك الحرب متسع للتنفس، ولا مكانا للالتقاء.. شردت الآلاف وعجز العيد عن لم شتاتهم، منهم من ترك اليمن قسرا وترك أمه تتلوى ألما وحسرة على ولدها الذي اعتادت على رؤيته في العيد، وأب يحلم أن يرى أبنه، كما هو حال من هاجر خارج اليمن.

ولا تقتصر المعاناة على اليمنيين داخل البلاد فحسب بل طالت أيضا عشرات الآلاف من اللاجئين الذي يعيشون ظروفاً صعبة في بلدان الشتات.

لا يجد الدكتور/ فيصل علي ما يصف به عيد الفطر المبارك الذي قضاه في ماليزيا، حيث إقامته منذ مغادرة اليمن بسبب الحرب، سوى القول بأن "العيد خارج اليمن كذبة نحاول نصدقها".

يضيف فيصل، في حديثه للمحرر عبر الماسنجر: "ما يعجبنيش العيد بصنعاء وتعز العيد بالقرية".. إذن هي وحشة العيد للوطن، وللقرية تحديداً حد تعبيره.

في حين يقول الصحفي وهيب النصاري، الذي يقطن في العاصمة المصرية القاهرة منذ مغادرته صنعاء بداية الحرب قبل أكثر من عامين،: "لا يوجد عيد والبهجة مفقودة، نحاول نسيان الآلام ومعاناة الغربة لكننا لا نستطيع".

ويضيف، لموقع إرفع صوتك: "الحياة صعبة هنا.. لكننا متفائلين ومنتظرين فرجا قريب".

سعادة مشتتة
وتذهب تقديرات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، إلى أن هناك نحو 173 ألف شخص أجبروا على مغادرة البلاد بسب الحرب خلال العام الماضي.

وأشار تقرير عن أعداد اللاجئين والنازحين اليمنيين منذ العام 2014م إلى إن إجمالي عدد النازحين إلى نهاية مايو2017 بلغ 2.442.289 حيث تركز أكثر النازحين في محافظة مأرب 431.612 يليها محافظة حجة ب 416.792 نازح.

وكشف التقرير إن عدد من نزحوا إلى خارج اليمن (لاجئين) بلغ عددهم أكثر من 312 ألف لاجئ موزعين على عدد من الدول العربية والأجنبية.

وأشار التقرير، الذي عرضته الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في ندوة عقدت بمجلس حقوق الإنسان في مدينة جنيف السويسرية، إلى أن أكثر من 212 ألف لاجئ يقيمون حالياً في السعودية و47 ألفاً في مصر و33 ألفاً في جيبوتي وقرابة 20 ألفاً في السودان والصومال وتركيا وماليزيا.

ويحاول نازحو الحرب في اليمن أن ينتزعوا فرحة العيد انتزاعاً، بعدما هجروا من بيوتهم التي دمرتها الحرب، غير أن سعادة قدوم العيد باتت من الصعب أن تجدها لديهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016