اخر الاخبار

المُنى الخاطفة






"إلى احمد قاسم دماّج"     
_______&&&&&                  
                                                                                       عبدالكريم قاسم دماّج 
_______________&

                                             I
حين أبدو وحيداً 
وخالٍ من القلق اليدوي 
أُطيلُ التأمل فيما 
يرافقني من هدواٍ 
وأرسمُ في صفحات الهواء 
المحاذي لعينيّ 
بعض الصفات 
لمن أوجعتني ملامحهم 
بالبديهي من أحرف الأبجدية 
أرسمُ بين الحواجبِ 
بعض الغضونِ 
وبين الغضون ِ 
كثيرٌ من الخطاء الفلسفي 
ليس للحبِ لونً 
نبدّلهُ حين نحزن ؛ 
بلونٍ يناسب أحزاننا 
أو بلونٍ يَبهرّج أوهامنا 
حين نزهو بلا فرحٍ واقعي 
ليس للحبِ رائحةً 
كثمار الحقول 
نطاردها بين صمت الصخور 
وعزف البنفسج 
لا... 
انه ليس فاكهةً 
نتلمسها كل يومٍ 
لنقطفها حين تنضج 
والحبُ 
ليس بساطاً من الريح 
نطفو عليه 
إذا حاصرتنا التفاصيل 
نطمسُ ما لا يروق 
لأشواقنا من تضاريس 
بعض الزوايا 
        وبعض ألبرار
الحبُ مختصرٌ وقويٌ   
كحقلٍ من القمح 
نحصدهُ ثم نبذرهُ 
ثم نحصدهُ 
 ثم نشبعُ منه 
ويأكل بعض التأمل منا 
على نغمٍ من هسيس المناجلِ , 
هذا الغناءُ 
غناء الحصاد 
يا لهذا الغناء 
وهذا السكون 
سكون البذار 
      يا له من حوارْ. 

لن أجادل أسلافي 
الخاضعين لقانون( مندل) 
لماذا ورثت أنا 
ربما دون غيري 
حِس الفراشةِ 
 حب الضياء 
دموع الزنابقِ؛ 
في الفجر 
 لون الهواء 
لن أعاتب 
مهما تعبت 
وذابت رويداً.. رويداً 
في جسدي 
شمعة الروح 
أوجعهُ ضوئها 
المتجمد فوق 
غبار الغناء 
أحبُ  كثيراً 
ويأكلني بعض حبي 
لأذوي على مهلٍ 
وأزيدُ ا اخضراراً 
أزيد اشتهاء. 

كان يأتي 
على فرسٍ جامحٍ 
ظِلهُ مشرئبٌ 
على عوسجٍ 
في الطريق المؤدي 
إلى منبع النهر 
كان الحصانُ 
شفيفاً كما الغيم 
وكان أبي 
يمتطيه كما الريح 
يصعدُ... يصعدُ 
حتى يكّور صدر السماء 
ويرسم في حدقات النجوم 
ظلال حواجبه 
ويراقص خنجرهُ 
في التماعِ النيازكِ 
يناجي ببعض الكلام 
ملائكة العشق والانتشاء: 
- لا نهادن حين 
تسيل دموع الجياع 
           أو يئن صبي 
         لا خيار سوى الشدو 
         بالصلوات وبالأغنيات 
        إذا ما على في المنابر 
             صوت دعي. 
وكنتُ أميلُ إلى الحبو 
بالطرقات المليئة بالشوك 
فأنزف شئً 
من الفرح الليلكي 
إذا ما اقتنصت 
فراخ العُقاب 
    وأودعتها جوف يقطينةٍ 
جففتها شموس الجبال 
وأطعمتها من فطاري 
فتاتاً من الخبز واليَنسون 
وأسقيتها قطرات الضباب 
ويقول أبي: 
ستكبر تلك الفراخ سريعاً 
فأطلقها قبل أن يطلع الفجر 
لا تخنها فتذبحها 
لا تكن ً ماكرا كالذئاب 
بل محباً وفياً  كوعد السحاب 
وهي دافئةٌ 
وبحجم فؤادٍ 
على راحة اليدِ 
ألمسها و أقبلها 
وألملمها فوق صدري 
لتصغي إلى ما يقله الوجيب؛ 
من الأمنيات 
فتمنحني بعض من زغبٍ 
            .. وتوشوشني: 
ستنمو كما زغبي 
هذه الأمنيات 
لن تظل حبيسة قلبك 
 كماي ستعلو،
على القمم السابحات 
سيصعدُ ريشاٌ قويٌ 
على جانبيها 
فتغدو العوالم 
ملك جناحيك 
فاذكرني جيداً... 
المُنى كالعقاب 
لا يطيل التأمل 
فيما تثره المسافات 
من وجع الاغتراب 
والمُنى.. الغيبُ 
أقوى كثيراً من الواقعي 
وأعلى نشيداً من الهذيان 
ومن صيحة الشُرّطي 
المُنى قدرٌ صاعدٌ 
من ضفاف الغياب. 

                    II 

يبدعُ الله،
من بين ما يبدع الحزنَ 
ينسجهُ من سماواتِ مثقلةٍ 
باليقين وبالغيب 
يودع فيه الحقيقةَ كاملةً 
لا حقيقةَ غير الحقيقة في الحزن 
يسكن ما ليس مادي،
ما لا يُرى أو يُحَسّ،
من الآدمي المكَّون منه 
  ومِن لا سواه 
فيؤمن من يتوحد بالله 
من فَرط الحزنِ 
ومن يتماها مع المفردات،
 من الطين من رهبة الحزن 
يحبُ المحبُ 
ويحزنهُ الحبُ 
أي ُ طريقٍ إلى الحزن 
أقصر من أن تحب 
وأي طريقٍ يمر به 
من يضيق بما في الحياةِ 
من الصحو والود والاتساق؛ 
سوى طرقٍ مفعماتٍ 
 بحزن المسافات 
بيني وبين الغواية 
بيني وبين الإله 
وبين ضحاياه 
من عاشقي الفرح 
تتبادل موقعها الأمكنة 
في  الذُرى  والدُنى 
وتُبدّل ميقاتها،
   وحساباتها الأزمنة. 

قد تقول الرواية: 
’’إني أتيت لأملأ 
وجه البسيطة بالسيف 
لا بالمحبة والزهد ..
لا بالسلام,, 
قد تقول: 
’’بان الإله يُغّير أحوالكم 
ويزع ما بأرواحكم 
 من منىً و شرور  
بالسلاطين لا بالكلام,, 
وتقول الحسَاسين 
وهي تُدَفئ أفراخها،
في الهزيع الأخير من الليل 
أصل الحكاية: 
,, طوبى لمن يرث الأرض 
   كل حزينٍ وكل وديعٍ 
                         .. وكل تقي 
وطوبى لمن يملأ الكون 
بالصلوات وبالدعوات 
ويخطو هويناً على الأرض 
                   .. خطو نبي,, 

وأحسب أن الوقوف 
يحيّرهُ ما أنا فيه 
من ولهٍ بالعناد 
السنابل في موسم الريح 
تدنو قليلاً من الأرض 
كي تستمر على حالها واقفةْ 
ويغدو الشراع مميتاً 
إذا واجه العاصفة 
كيف أنت النحيل 
وأنت العليل؛ 
بحب الخرافة 
تحيا وقوفا... 
تموت وقوفا 
وفي لحظة تستطيل بعينيك
أحلامك الواجفة 
يا له من حنين
        ومن شبق 
يا لها من منى خاطفة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016