اخر الاخبار

كيفَ أصبحَ رجل الشوارعِ حاكماً لليمن..؟



محمد المياحي
_________&


في مثلِ هذا اليوم 17_7 من عام1978م، تسللَ اللص/ صالح إلى قصر صنعاء وأصبح حاكماً عليها، جاء طفلُ الشوارعِ بكاملٍ دناسته وأمسك بمفاتيح البلد، كانَ رجلاً ملعوناً ملامحه تبدو كقروي ّمعذّب وطيب القلب.. اعتقد رموز الثورةِ بسذاجة أن صالح ينتمي إلى طبقةِ الفلاحين ويحمل همومهم؛ لكن الفتى الشقيّ كان على العكسِ من ذلك، لقدْ نزعتْ منه سنوات التسكع والضياع طيبته وحولته إلى كائنٍ شرير، جاهز لكلّ أشكالٍ الجريمة، هكذا قدِمَ الرجل يحملُ قلب أفعى عضّ بها سواعد البلدِ وسمم حياة اليمنيين بكاملها، طيلة أربعة عقود تقريباً..!

17 يوليو كان نهاراً كله خطيئة، ومفتاح لهاوية بلا قرار..
منذ تلك الليلة بدأ النمرود البشع / صالح بحفر أخدود كبير ، أحرق فيه حُلم اليمنيين بدولةٍ تحترمِ وجودهم وأشعل النار في جسدِ القانون حتى الأبد..!

تبول العبد التعيس على دماء سبتمبر سرّا وجهرا، ثُمّ نصّب نفسه حارساً حصرياً للبلد الذي أصبح مزرعة خاصة به وعائلته، صنع ذلك في ظلٍ غفلةٍ قاتلة وشخير عميق غطّ فيه قادةِ الثورة السبتمبرية ورموزها الحقيقين وتركوا صالح يعبث بها كما يشاء..! 

لقد كان تموز نهاراً شديد الفجور حين أتاح لهذا الكائن اللقيط فرصة التحكم بدفة السفينة وخرقها واغراق البلد في متاهة بلا أفق..

نعم ، لقد حدث ذلك في لحظة سهوٍ تأريخي باهظ التكلفة وها نحنُ ندفعُ الثمن حتى هذه اللحظة..!

كان عمر الجمهورية حين صعد صالح للسلطة 16 عاماً، لم تكن قد بلغت سن الحُلم ، ولهذا تمكن هذا العربيد من اغتصابها بهدوء،  حتى ذلك الحين كانت الجمهورية ما تزال عجينة لينة ومحاطة بسيوف القبيلة، لكنها أيضاً كانت  نظيفة ومؤهلة للصعود بشكلٍ جيد، غامر الجنرال القروي صالح ودخل محرابها بثيابه المتسخة، ثم بدأ في تهجين فكرة الجمهورية ومساومة رموز الأمامة عليها، منحوه الولاء مقابل الاجهاز على جوهر الجمهورية ومشروعها ونسف فكرة الدولة من الأساس، فعلها صالح فأبقوه حياً ولم يمسوه بأذى..!

القصة طويلة، غير أن نهار 17 يوليو من عام1978 كان نهاراً فاحشاً تمكن فيه صالح من تزيف فكرة التأريخ وسحبها بعيداً عن مجراها الذي يجب أن تمر فيه..! 

والآن ها قد أصبح الكاهن محاصراً في صومعته وأبناء الجمهورية يقاتلونه كلّ يوم ؛ ليضعوا له حدّا ، ويمنعوه من مواصلة اختطاف تأريخ اليمنيين وحلمهم الكبير بدولة، تلك الدولة التي طال انتظارها منذ فجر سبتمبر الأول الذي اغتاله صالح، والذي نقاتل اليوم لاسترداده مهما طالت المعركة ومهما كان الثمن..! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016