ضياف البراق
_________&
كم أحترم ذلك السكران البائس، الذي يسكنُ قلب حارتنا البعيدة كثيراً عن الحياة. لو تغيَّبَ عنها ليلة واحدة، أفقدُ شكلي النحيل، وينام الجميع في وقيد القلق. ولو تأخَّر لحظةً عن صباحاتنا المتأخرة، يخنق الظلام السام رئاتنا، تتخثَّر ملامح الأطفال، وتصدأ نُسيمَات وأهداب النوافذ.
حينما يمر بنا ذلك السكران النقي، تزهرُ الحياة في خلايانا التالفة، ويتدفق عِطْر الضوء والسكينة، في شوارعها والأزقة. هكذا باتت أوقاتنا وأنفاسنا مُدْمِنة ومتوقفة عليه، بشكل فظيع يفوق الدهشة والتصوُّر. كأنّه نهارنا الفاخر، وحالنا المُرتَّب الأنيق!
ذاتَ دمعة باسمة، سألتهُ عن شخصه اللطيف؛ أجابني: حُلمٌ غائمٌ، أنا. قلبي ضمير الورد، شقاوتي روح الحب والكمنجات، ووطني حُزن البنفسج..".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق