اخر الاخبار

هلوسات ما بعد الموت





إندو الفقي
_____&




في لحظات الإشتياق 
تتلعثمُ المفردات ويجثُمُ الألمُ على دِفتي الغيابُ المُزهِرُ في قلبي..!! 
قالوا قديماً :-
حين يورِق شجر البعد في قلب أحدنا تتآكلُ الأورِدة إلتياعاً وتتقطعُ الشرايين  ألماً ..!
معبودتي الغائبة!! 
كُل مساءٍ بعد منتصف الوجع تأتي أم كلثوم والجرح الغائر الذي خلفهُ رحيلِك في ذروة نزفِه والندُبات التي ملأها غيابُكِ الموحِش بقيح إشتياقي لنغمةِ صوتِك الأنثوي والمُلوثُ ببِكتيريا اللوعةُ المُحرِقةُ لسحرِ حضورِك ..!

تأتي كوكبُ الشرق والدمعُة تتكورُ في خدي مُحدِثة ضجيج كرِحى قديمةٍ مُتهالِكة..! 
تأتي والشهقاتُ تتعالى في صدري  كصوتُ نائحةٍ تلفظُ أنفاسُ أولادها الأخيرة..!
تأتي حامِلةٌ في يدِها اليمنى بعضٌ مِن (عودت عيني) ورائحةُ الموجي وفي يدِها اليسرى (أنت عُمري) وحُفنةٌ مِن (للصبرِ حدود )
تتقلدُ سيفٌ مِن الغيرة التي تُضمرها معبودتي الغائبة لها.. !

ذاتُ وجعٍ وفي ساعةٍ متأخِرةٍ مِن الفقد أخبرتني أُمي أن الشِعرُ بئر كآبةٍ والدلو المعلقُ في حبل الشوق أعلاه هو نِصف الدِفء ونِصفُ الحضور..! 
كُنت حينها لا أزالُ في مقتبلِ الشوق وأنتِ جنينٌ لم يتشكل بعد على تخومِ الذاكرة..! 
وحين بدأ كلٌ مِنا يعي الآخر  وانتهى نِصف غيابُكِ من حفر  بئر كآبتنا وتدفق الوجعُ في قاع البئر لم تكُن أمي على قيد حُبي لتأخذ بيدي من على حافتِه وأكتفت كوكبُ الشرق بالزيارةٌ ما بين الحين والآخر ..!
كان أنا غارقٌ حد الموت في بحرُ إهمالُ فاتِنةٍ سمراء وكان الله مُتفرِغٌ بتجهيزِ الجواري لمن يقتلُ بإسمه ونسى أن عبادِه العشاقِ يموتون غرقاً في بحرٍ مِن غيابٍ ووجعٍ غير آسِن لذةٌ لِمن كان له قلب مفتونٌ يستسيغُ عذاب البُعد فقط ليشعر أن الدنيا لا زالت بخير ...!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016