اخر الاخبار

رمضان..كريم



سليم المسجد
________&


قديماً قالت العرب: أكرم من حاتم، ومن وحهة نظري أن عروة بن الورد هو أكرم العرب، لكني لم أسمع أحداً يقول: أكرم من عروة، كما قالوا عن سيد طيء، حتى على اعتبار إفراطنا- اليوم- في ترديد هذه الجملة:"رمضان كريم" من أواخر أيام شهر شعبان حتى قبل اليوم الأول من شهر شوال، وأثناء تجوالي في أحد الأسواق العامة رأيت محتاجاً يمد يده ولسانه تلهج" أطعموني في هذا الشهر الكريم"، فلم أرى يداً تمد له بشئ ، غير ألسنه تبادلهُ الحديث الفارغ قبل الإنصراف:"الله كريم..الله كريم"، ليظل ذلك الصعلوك- لاأعرف اسمه-يجوب الأرصفة والوجوه ذليلاً، كأغبى طالب عرفتهُ في الصفوف الإبتدائية اسمه "عبدالكريم"، دعك من الأسماء واختلاف الصفات وغياب التفاعل الإنساني، فالموقف واحد حيث سمحا الاثنان لأنفسهما بهذا الموقف الضعيف، مع أن هناك طالب يستحق التكريم،وهناك أناس كرام ماتوا..دون أن يعلم بهم أحد من الميسورين وحاملي النعش أيضاً، وحتى لم تعطهم القنوات الفضائية -الإخبارية والاستغلالية أيضاً-مساحة إعلانية قصيرة قبل وبعد موتهم، غير أن هناك محتاج  أتخذ طريقاً وفــَّرتْ له سُبل العيش الكريم بدلاً من ذلِّ السؤال وطرق أبواب الخلق في غير الشهر الكريم وطيلة شهر رمضان خاصة، هذا الشهر الجميل الذي يأمل فيه الكثير من أصحاب الحاجة موسماً لقضاء حوائجهم وإشباع بطونهم حتى من طعامٍ أبقتهُ بطون بعد أن أصيبت بالتخمة، إلّا أن معظم العيون تائهة في مشاهدة برامج التلفزيون وحلقاته وإعلاناته..لتقضي ساعات النهار في نومٍ عميق، مع أن أشخاصاً كُثر يلوذون هنا وهناك في رمضان وسائر الأيام، ولكن..كالمستجير من الرمضاء بالنار.
لذا-بلاشك-يعفيني رمضان الريفي وطقوس استقباله ونكهة أيامه ولياليه، عن مقارنته برمضان المدني..، مع ضرورة استبعاد كافة التجهيزات والمأكولات والمشروبات الرمضانية في كلا الحالتين، هكذا أخشى على نفسي حتى عن طريق الكتابة، لئلا تثير شهية جائع فيصيبني بسهمٍ في هذا الشهر الكريم.
*رمضان ١٤٣٨

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016