هاني أحمد علي
____________&
نعم قالها الطفل أحمد وانفجر من البكاء، حدث هذا أثناء عودتي من صلاة العيد مع صديق لي عندما وجدنا مجموعة أطفال وهم يهرعون إلينا لكي يسلموا علينا لأعطائهم عسب العيد سلمت عليهم وعانقتهم واعطيناهم عسب العيد بينما أحمد كان يقف بعيدا عنهم في خجل، عرفت حينها انه يستحي لأنه لا يلبس بدلة جديدة رغم جماله وروعته طلبت منه أن يتقدم كي اسلم عليه واعطيه عسب العيد، ولكنه تقدم بخطوات بطيئة يملأها الحزن في العيد لأنه لا يمتلك بدلة جديدة، حاولت أن اعانقه وابوسه ولكنه سلم علي مصافحة تماما مثل ذلك السلام الذي يعلمونا إياه في فترة الاستجداد في الكلية أثناء زيارة الاهل لنا، سلام باليد بدون عناق.
وهنا كانت المأساة التي تمنيت حينها أن تنشق الأرض وتبتلعني، عندما سأله صديقي أين بدلة العيد حقك مثل اصحابك حينها قال أحمد ابي مستلمش المعاش وانفجر من البكاء، احتضنته وتمنيت أن تنشق الأرض وتبتلعني ولا أرى دموع أحمد تنزل بحرقه والم من عيونه حتى أبكاني أنا.
عاتبت صديقي على سؤاله ذلك لأحمد والذي يبدو أنه قاله بحسن نية، ولحسن الحظ كان هناك معرض لملابس أطفال حينها تدخلت وأخذت أحمد بعد أن سألته عن إسمه وحكمت على صديقي بشراء بدلتين لأحمد ذهبنا للمعرض ومعنا أحمد واخترنا له أجمل بدلتين وعاد لبيتهم وهو في قمة السعادة، عندما سألته أين يشتغل ابوك قال في الجويه وهذا ما زادني آلما.
اخيرا اخواني الكرام نصيحة لي ولكم هناك أسئلة تثير الكثير من الألم قد يقولها البعض مثلا ايش عيدت كبش ولا بقري وبكم شليت جعاله وبكم قاتك واين ستقضي العيد وووووالخ، من الأسئلة التي قد يقولها الشخص بحسن نية في وجود أشخاص لا يمتلكون شيء فتقلب لهم المواجع تماما كما حدث مع الطفل أحمد حتى وإن كانوا أشخاص كبار فهم يتألمون كذلك صدقوني.
وكل عام وانتم بخير..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق