قصة_ ناجي ناجي
____________&
خرج شادي التاسع من مكتب الصرافة، وتوجه إلى السوق عبر ممر ضيق، في الممر كان شخصا أخر آتيا من الجهة الأخرى، مال شادي التاسع نحو اليمين ليفسح الطريق حتى لامس كتفه الأيمن جدار الممر، وأحس بشخص أخر قادما من الخلف، حاول أن يسرع إلى الأمام لكن الشخص في الأمام يسد الممر، وأحس بشيئ يقع على راسه، صرخ صرخة واحدة، وأنات تلاشت في سكون الظلام.
. ***
في الصباح وجدت جثة شادي التاسع في خيمته ميتا وفي جيب معطفه حزمة من النقود، أثارت الشك في جماعته، منهم من حمّل قتلة شوادنة أو بجاشنة مندسين، ومنهم من هتف: يسقط الخائن شادي التاسع.
وأخرون يهتفون:(عاش الشهيد شادي التاسع).
ويتوعدون بالانتقام من القتلة.
وفي خيمة بجاش التاسع، خرج هتاف: يسقط الخائن بجاش التاسع
وهتاف أخر: يعيش الشهيد بجاش التاسع
ويتوعدون بالانتقام من القتلة، المسكين، وجد في خيمته مقتولا وفي جيبه مبلغ من المال. .
في الصباح وجدت جثة شادي التاسع في خيمته ميتا وفي جيب معطفه حزمة من النقود، أثارت الشك في جماعته، منهم من حمّل قتلة شوادنة أو بجاشنة مندسين، ومنهم من هتف: يسقط الخائن شادي التاسع.
وأخرون يهتفون:(عاش الشهيد شادي التاسع).
ويتوعدون بالانتقام من القتلة.
وفي خيمة بجاش التاسع، خرج هتاف: يسقط الخائن بجاش التاسع
وهتاف أخر: يعيش الشهيد بجاش التاسع
ويتوعدون بالانتقام من القتلة، المسكين، وجد في خيمته مقتولا وفي جيبه مبلغ من المال. .
. ***
وتلاحقت الليالي بسقوط قتلى في خيام الجبانة، ولا يُعرف من أين يأتي الموت.
في منتصف ليل حالك السواد، وسحب يناير قد اخفت النجوم خلفها منذرة بليل ماطر، بدأت في الأفق تلمع البوارق وتزمجر الرعود، كانت قيادات من البجاشنة والشوادنة في اجتماع لوضع الترتيبات اللأزمة لمظاهرة الغد، لمناصرة الشعب الفيتنامي والتنديد بالعدوان الاميركي، خرج المجتمعون من مقر الاجتماع إلى الشارع العام، تحرش بهم صبيان الشوارع، وفروا إلى الممر الضيق، ظن القادة انهم قادرون على تلقين الصبية الأعداء درسا لن ينسوه، راحوا خلفهم في مطاردة شيقة، ما يكادون يمسكون بأحدهم حتى يفر من بين أيديهم باكيا متوسلا. وما أن يبتعد خطوات يقذفهم بالحجارة والشتائم، فيهبوا خلفهم حتى أوصلوهم إلى ممر ليس له منفذ، هناك مجموعة ممسكة بالهراوات بانتظارهم، لم تدم المعركة أكثر من نصف ساعة أو أكثر بقليل، ثم فروا مختفيين في الممرات الغير متناهيه وعلى ضوء لمعات البوارق بدت أجسامهم مفروشة فوق وحل الأمطار المتساقطة، دمائهم تسيل من جروح مفتوحة، ملابسهم ممزقة، بعضهم فاقد وعيه وبعضهم لا يقوى على الحركة.
جاء بعض المارة من سكان الممرات الضيقة وحملوهم إلى مستشفى المدينة، وهناك إبقاءهم مسؤلي المستشفى في الطارود بحجة إنتظار أدوارهم، أحد الضحايا حمل على نفسه زحفا إلى الجبانة لإبلاغ أهلها بما حدث.
زاد حماس الجبانة تصميما لإتمام المظاهرة.
في الصباح الباكر علت الهتافات، وفي الساعة التاسعة انتظمت الصفوف وبدأ الزحف إلى المدينة عبر الممر الضيق بين منازل الفئارنة وهناك تم رشق المتظاهرين بالحجارة ثم أعقبها رشق بالرصاص الحي سقط عدد كثير من القتلى والجرحى. إنكسرت المظاهرة وعاد المتظاهرون إلى مخيماتهم في الجبانة.
وتمضي الأيام والجماهير مخدرة، ترتل تراتيلها بما يشبه التراتيل الصوفية(ما لنا إلا فأرون).
حل عيد الفيروز البهي بألوان الازهار وباجواء مشبعة بروائحها الندية، كان الفئارنة قد أفاقوا واغتسلوا وارتدوا الملابس المزركشة رجال ونساء وأطفال وتوجهوا إلى البساتين وقبل أن يهنؤا بصباح عيدهم، فاجئهم خبر صاعق، إختفاء فأرون الأول شودني.
ففي الليلة السابقة، أعلن شخص، إن اسمه هو فأرون الأول شودني، تندر الجميع عليه بعض الوقت، وحين تسائلوا عن اسمه وشخصة السابق لم يعرفه احداً، وكأنه هبط من السماء، ثم أغضبهم الاسم، لأنه تسمى باسم فأرون، وهذا لا يجوز، ومنسوبا إلى الشوادنه، هذه فضيحة، عيبة أخرى، يجب التخلص منها، وأرجأوا ذلك إلى صباح الباكر، اطمئن الفوارنة، فمصير هذا الدعي هو مصير من سبقه.
ترك الجميع أعيادهم وذهبوا للبحث عن الدعي، وحين لم يجدوه تهامس الأعيان، بأن هذا علامة على شر قادم، وظنت العامة إن الحدث امتحان من الله على حفظ الألقاب والأنساب.
فر فأرون الأول شودني من الجبانة ومن المدينة، واعتصم في أحد الجبال البعيده، وما هي إلا أيام حتي تفاجأ الناس بظهوره في أحد شوارع أطراف المدينة، أحدث تفجيرات في مخزن من مخازن طعام اتاوات فأرون الأول، وفي يوم أخر وشارع أخر، وحارة اخري، استولى على الجباية النقدية لفأرون الثاني، كانا هذان الحدثان لهما النصيب الأكبر لإختفاء عدد من البجاشنة والشوادنة للإلتحاق بفأرون الأول شودني، أدرك فأرون الأول والثاني خطورة الأمر، وضرورة توحيد الصفوف، فزادت عدد نوبات الحراسة حول المدينة، وتضاعف رجال الأمن في الشوارع والأزقة والممرات الضيقة، بدت حركات الفوارنة في حالة من الإرتباكات الأمنية، لكنها ثابتة الإتجاهات السياسية.
يتبع 5.......
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق