اخر الاخبار

ممرات ضيقة "3"



قصة_ ناجي ناجي
_________&&

في الصباح، وبعد أداء طابوري الصباح، جاء فأرون الحادي عشر، يحمل طلبا من فأرون الأول بتسليم بجاش الأول، متهما إياه بسرقة خواتمه الذهبية، أيام ماكان يعمل لديه، ورفض فأرون الثاني هذا الطلب مبديا شهامته في الوقوف مع أتباعه حتى لو كانوا لصوصاُ مثل بجاش الأول.
أعلنت مجاميع بجاش الثاني والثالث والرابع تبرئهم مما سرقته يد بجاش الأول.
.                ***
انشغل الجميع في دفن جثمان شادي الأول اقيمت له جنازة مهيبة، غطت إلى حين مسألة سرقة الخواتم، والنفوس تتبادل الاتهامات، في مسألة خنق شادي الأول، والعيون ترسل شررا، يكاد أن يحرق الجبانة ومن فيها، كان شادي الثاني يتطلع لزعامة الشوادنة، وقد اهدته الايام فرصة العمر بسهولة إزاحة شادي الأول، لكن المسألة لن تحل بغياب شادي الأول، فهناك المتنافسون الراغبون بوراثة الدور، هناك شادي الثالث وخلفه مجموعة لا يستهان بها بالإضافة إلى تحالفاتة مع شادي الخامس والسابع والتاسع. 
مضت فترة الحداد، ثلاثة ايام مشحونة بالتوترات والاتهمات، شوادنة يتهمون شوادنة، وشوادنة يتهمون البجاشنة، ثم هدأت الالسن، لم تخمد النار، لكنها دفنت تحت الرماد، فهدأت في ظاهرها، لترسل شررها في وقت لاحق.
وعادت تراتيل السُكر والبلسم،  ترسل أنغامها في المساء (ما لنا إلا فأرون)، تفرغ شحنات النهار الملتهبة، فتهدأ النفوس والأجساد ليلا. 
.              ***
مضت ايام الحداد، وأزيح الرماد من فوق الجمر، فارسل توهجه وانتشرت ألسنته، واحتدمت المواجهات بين الشوادنة والشوادنة، وبين البجاشنة والبجاشنة، وبين الشوادنة والبجاشنة، اتهامات واتهامات متبادلة بخنق شادي الاول، ولم تهدأ إلا بظهور حدث غطى على كل الأحداث، حتى لوكان حدث اغتيال شادي الأول، فقد خرج من بين البجاشنة واحدا، أطلق على نفسه اسم فأرون الأول بجشني، غضب فأرون المفرد والزوجي، إذ لا يأتي من الوادي فأرونا، لكنهم كضموا غيضهم تاركين الأمر للبجاشنة انفسهم، تدارس البجاشنة والشوادنة الأمر، منكرين على(فأرون الأول بجشني) دعوته، لكن بجاش الأول، لم يرى أي مانع للتسمية ، متسائلا: ألسنا جميعا أولاد تسعة !!! .
هذه الدعوة، وجدت صداها بين بعض من البجاشنة والشوادنة، لكن صوته المنكسر بسرقة الخواتم، ضاع وسط غضب اصوات المتحفزين لأخذ مكانته بين البجاشنة، إحتلقوا حول الدعي(كما يقولون)، وقذفوه بالحجارة حتى الموت باعتباره خطيئة لا يمحوها إلا الموت رجماً بالحجارة.
.               ***
تسلل بجاش الأول من الجبانة تحت غطاء الليل والمطر، هائماً على نفسه باتجاه المدينة، وهو يرى مكانته تنهار أمامه، وهو لا يستطيع ان يمنع انهيارها، فهام على وجهه لا يلوي على شيئ،  وأثناء مروره من الممر الفاصل بين الدارين، القيى علية القبض من رجال فأرون الأول والثاني، وسار محاطا بهم إلى سجن المدينة الخاص بفأرون الأول، لكنه فر في الطريق من بين أيديهم، ولم يتمكن الرجال من اللحاق به. 
ولّت أيام الصيف وأقبل الشتاء، حاملا فوق أكتافه جبالا من البرد والمطر والغبار والجوع، وتقلبات القلوب. 
.                ***
في الصباح، وشمس يناير، ترسل خيوطها الهاملة، والجبانة تموج بحركة الناس، والغبار يتصاعد إلى عنان السماء بحماس بالغ، متأثرا بانفعالات الجماهير الهاتفة: يسقط اللص بجاش الاول..سارق الخواتم.
ثم انغمسوا في ترتيل السُكر  (مالنا إلا فأرون). 
               ***
في الهزيع الأخير من الليل، كان شادي التاسع متربعا فوق فراشه،  ينتظر زائرا في خيمته، دخل عليه فأرون الثاني عشر، أبلغه تحيات فأرون الأول، وأبلغه بالمرور على محل الصرافة ليستلم مصروفه.
بعد أداء طابوري المساء، وقبل انسدال خيوط الليل، توجه شادي التاسع إلى المدينة، دخل محل الصرافة واستلم مبلغ المال المرسل له، دس المبلغ في جيب معطفه، وقبل خروجه شاهد بجاش التاسع  ينتظر دوره أمام  شباك الصرف، قال في نفسه: (الخائن بجاش التاسع).
يتبع 4........

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016