عبدالعزيز المجيدي*
___________&
هناك مبادرات من بعض المهرجين، تستغفل أبناء تعز السذج وتسيئ لتضحيات المحافظة، المقاومة والجيش الوطني قبل أي شيئ آخر.
هي تفترض أن من يرفض فتح المعابر ورفع الحصار هي قوات الجيش الوطني والمقاومة، وأن عفاش والحوثي أصحاب ضمائر سوية، وأن لدى تعز، في ضمير القاتل عفاش " مكانة" كما أفصحت رسالة البركاني!
المشكلة في العاهات التي تلقفت الحكاية، وكتب بعضهم نفوض فلان مدري من ؟
ماهو الشيئ الذي يعتلي رؤوس هؤلاء؟
مليشيا عفاش والحوثي لم توفر وسيلة قذرة وواطية لتركيع تعز. هل تتذكر كائنات القاهرة وإسطنبول، كيف كانت قطعان المليشيا تتبول على خزانات مياه الشرب على الحواجز، بعد حصار مطبق على المدينة؟
هل نذكركم، بخطاب عفاش القريب وهو يتحدث عن تعز " الطاعشية " و"مالهم إلا القناصين" و"دقوهم "، أم نذكركم بكلام مدير مكتب عبدالملك الحوثي في مؤتمر ييل بسويسرا عندما قال في حضرة المبعوث الأممي " نتمنى إبادة تعز" ؟
لم يكن يتمنى بل كان يفعل ذلك على الواقع، مع كتائب القتل العفاشية وقطعان الإرهاب الإيرانية التي قتلت حتى الآن أكثر من 3000 الف مدني وآلاف الجرحى ؟
أما شلة الدرواييش الذين يرسمون "خرائط حل لتعز" والمعروفين بولائهم المطلق لعفاش، حتى لو أدوا أدوار مسرحية في محيط الشرعية، فالمطلوب منهم فقط إن كانوا سيكفرون عن جرائمهم حيال تعز، سحب المقاتلين الذين جندوهم في صفوف مليشيا صالح والحوثي التي تحاصر المدينة الآن وتشترك في قتلها يومياً!
إفهموها يا عالم: هناك مجموعة عفاشية تشتغل من داخل الشرعية لضرب الشرعية نفسها بدأت من تعز وهي النسخة الشمالية من المجموعة الجنوبية التي تعمل من أجل ذات الغرض بصورة متزامنة !
دعوا المناكفات السياسية الحقيرة جانباً واستخدموا عقولكم لمرة واحدة فقط .
إسألوا أنفسكم على الأقل: لماذا في هذا التوقيت بالذات، يعود حمود الصوفي المقيم بصورة شبه دائمة في أبوظبي للنشاط مجدداً على تعز، محاولاً عزلها عن سياقها العام كمشكلة يمنية، في مواجهة الإنقلابيين ؟
تفاصيل ما سمي بخارطة طريق الصوفي، تجيب بطريقة واضحة أن هناك عملأ منسقاً ومدعوماً هدفه تفتيت الشرعية المسنودة بقرارات دولية، وتحويلها إلى مجرد صراع بين " مسلحين " وأجهزة دولة عفاش !
تقف " الخطة " العجيبة بشكل واضح ضد الأقاليم، تبنيا لموقف عفاش، وتريد في نفس الوقت " حل " مشكلة تعز " منفصلة " بإعادة سلطة عفاش القديمة إليها بمشاركة الحوثيين، من خلال ماسمي بإدارة إنتقالية تنسف كل ما صدر عن الرئيس الشرعي من قرارات، وتتعامل مع الجيش الوطني والمقاومة كمجاميع مسلحة !
بالمختصرتقول خطة الصوفي، البركاني، العليمي: يا أصحاب تعز روحوا العبوا ضمنة، وسلموها لعفاش وحقكم علينا نعمل لكل حزب ممثل في الإدارة الإنتقالية، ولا جاكم شر!
حتى الخطاب موجه لمسميات هدفها تحديد صورة تعز داخل أطر مرتجلة كانت تعبر عن مرحلة ما في كفاح تعز كمجلس تنسيق المقاومة، بغرض قولبتها داخل فكرة "المجموعة المسلحة" التي لا تكتسب أي مشروعية، رغم أن هناك الآن سلطة محلية شرعية وقيادة محور وألوية عسكرية تتبع الجيش الوطني!
ذلك بالطبع ليس الهدف الجوهري لهذه التحركات الآن، لأنها لن تجد قبولاً من عاقل.
الهدف الملح شن معركة تشويش كجزء من معارك ضرب الشرعية وتحويلها الى كيان معزول، يصل في نهايتها الى إعلان وفاة الشرعية نفسها .
سيحدث ذلك بصناعة واقع مختلف في جغرافيا محددة، ودفع الناس للتعامل مع عفاش والحوثي كأمر واقع في المناطق التي مازالت تحت سيطرتهم، بتسويات صورية، يمكن تعميمها لاحقاً، وذلك هو الهدف النهائي !
الشرعية ليست هادي، إنها شعب يقف بالمرصاد ضد أي مجموعة تستخدم السلاح لاختطاف إرادته وفرض وصايتها عليه..
رغم أنها لا تقوم بأداء دورها بكفاءة، لكنها للأسف، طوق النجاة الوحيد، لمنع تحويل عصابة قتل الى سلطة شرعية، والحؤول دون الأسوأ: تمزيق البلاد والدخول في مرحلة الحرب الأهلية الشاملة!
* من حائط الكاتب بالفيس بوك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق