اخر الاخبار

كشيح..!



القاضي/ طه عبدالرؤوف نعمان
______________________&


حضرت عقد قران لأحد الأصدقاء يحمل جنسية دولة أجنبية..وطلب منه الأمين الشرعي جوازه لتدوين البيانات في ورقة العقد..وحنب كيف يدون البيانات كون الجواز فيه اسمين فقط بينما العقد يوجب تدوين الاسم الثلاثي مع اللقب والمهنة واسم الأم..

البطاقة الشخصية وجواز السفر في بلادنا وبعض البلدان العربية تشريع للعنصرية والمناطقية بشكل رسمي..وبسبب بياناتهما استحال سفر وتنقل كثير من المواطنين داخل الوطن وخارجه..بل والعودة إليه دون جرم أقترفه..جريمته فقط خانة محل الميلاد وخانة اللقب المدون في الجواز أو البطاقة الشخصية..

حين تبحث في الغرض القانوني من نظام تعريف بالبطاقة هو بأن هذا الشخص بلدي و اسمه فلان ابن فلان..دون أهمية التحري عن انتماءه المناطقي والأسري “ماشتناسبوش”.. وأي بيانات أخرى فيما يتعلق بنشأته ومولده ولأي فخذ وقبيلة أو أسرة ينتمي فبإمكانك مراجعة قاعدة البيانات عبر رقمه المدون في قاعدة البيانات ولمبرر قانوني يستوجب البحث في ذلك..

مثلا..في جواز سفرنا توجد خانة بمحل الميلاد لا نعلم ما الغرض منها !! فرجل الأمن في الدولة التي تسافر إليها كل ما يهمه من جواز السفر معرفة الدولة التي أتيت منها بطريق قانوني..ولايهمه المدينة أو العزلة والقرية التي ولدت فيها..وإلى أي منطقة أو أسرة تنتمي..

هناك تجربة في الجنوب قبل الوحدة استطاعت الحد من مناطقية وعنصرية البيانات وعلى إثرها ظهرت أسماء “علي ناصر محمد..سالم ربيع علي.. علي عنتر.. عبدالفتاح إسماعيل” دون ألقاب مناطقية وعنصرية.. بل بعد الوحدة ومع بداية الحراك في الجنوب طرحت الدولة مشروعا يهدف إلى توحيد لوحات أرقام السيارات والشاحنات بفاصل عام موحد دون الفواصل المناطقية التي أضرت بالكثير..ولم يكتمل المشروع للأسف..ومؤخرا ظهرت الحاجة إلى فاصل موحد للسيارات والآوادم وكل ما يدب على الأرض بسبب الأحداث السياسية التي تمر فيها البلاد..وكان بالإمكان تلافي ذلك مبكرا دون إدخال الناس والأمة في الحرج وحصرهم في أماكنهم..إلا إن المصلحة حينها كما هي اليوم حالت دون ذلك.

وإتصالا بإشكالية اللقب..كان هناك مواطن لقبه “ال،،،،،” واستخرج بطاقة شخصية بلقب آخر أختاره بعناية وعمق وهو لقب “كشيح” بضم الكاف..وحين سأل عن السبب أجابهم “كشيح مش محسوب على أحد.. يكتشح مع الكل ويكشح نفسه في كل زمان ومكان..كشيح يكشحك ولا ال،،،، يحلبطك ويوقفك على جنب بكل نقطة…كشيح يعبرررررررر”.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016